لبنان يتوحّد فينتصر ... رياضياً ووطنياً: المنتخب اللبناني يهزم كوريا الجنوبية

التصنيف: صحة
2011-11-16 09:43 ص 1212
عماد مرمل
غسل فوز لبنان التاريخي أمس على كوريا الجنوبية «المتعملقة» كروياً، بنتيجة 2-1، الكثير من ذنوبنا وخطايانا المتراكمة، وكأنه كان بالدرجة الأولى فوزاً على سنوات طويلة من العفن الداخلي.
لقد سجل لبنان أمس - بمشاركة قرابة 40 ألف متفرج في الملعب وأضعافهم خارجه - هدفين نظيفين في مرمى الأنانيات المزمنة والمصالح الفئوية والانقسامات الطائفية والمذهبية، بعد سجل طويل من الهزائم.
وبهذا المعنى، فإن ما حصل البارحة تعدى حدود المباراة الرياضية التقليدية. لم يتأهل لبنان فقط، او يكاد، الى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم. لقد تأهّل اللبنانيون جميعاً، أقله بالأحرف الأولى، الى مشروع حلم كبير يبدأ من التطلع للوصول الى مونديال البرازيل عام 2014 ولا ينتهي عند محاولة استعادة شجاعة المصالحة مع الذات ومع الآخر.
في «خط الوسط» بين الضاحية الجنوبية والطريق الجديدة، جمع المنتخب الوطني على مدرجات المدينة الرياضية محبيه من أصحاب الانتماءات المختلفة، ممن كانوا ممنوعين حتى الأمس القريب من دخول الملاعب حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، فإذا بـ«سحرة» المنتخب يطردون شياطين الفتنة ويستحضرون روحاً رياضية ووطنية سكنت كل فرد من أفراد الجمهور الكبير الذي ترك خارج أسوار الملعب كل الشعارات
والهتافات الفئوية، وصنع من آلاف الحناجر صوتاً واحداً.
هكذا، وبكل بساطة وبلاغة نجح 11 لاعباً في ان يجمعوا ما فرقته المحكمة الدولية والأزمة السورية وكل مشتقات الصراع المفتوح منذ سنوات بين 8 و14 آذار، وصولاً الى المعركة التلفزيونية بين مصطفى علوش وفايز شكر اللذين خاضا ليل أمس الأول مباراة من نوع آخر، انتهت الى خسارة الإثنين معاً.. ومعهما كل الطبقة السياسية التي ينتميان إليها.
ولعله يمكن القول إن مباراة يوم أمس صنعت 11 زعيماً من النوع العابر للطوائف والمذاهب، باستفتاء شعبي قلّ نظيره، وربما لم يكن ينقص هؤلاء إلا ان يجلسوا حول طاولة مجلس الوزراء خلال زيارتهم الى السرايا الحكومية بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي، للاحتفاء بالنصر الذي حققوه.
للمرة الأولى، شعر اللاعبون السياسيون أمس ـ ولو لساعات قليلة ـ أنهم مضطرون للجلوس في مقاعد المتفرجين، يهتفون للمنتخب ويصفقون لإنجازه التاريخي، بعدما اعتادوا ان تهتف الجماهير لهم وتصفق لبطولاتهم الافتراضية. هذه المرة، خرجت الكرة من ملعبهم لتستقر على مدى ساعة ونصف الساعة في مكانها الصحيح، حيث أعطى لاعبو المنتخب من يهمه الأمر دروساً في فنون «اللعب النظيف» والتمرير السليم.
لقد انتصرت «فطرة» اللبنانيين أمس على الخلافات «المكتسبة»، وتمكن منتخب الأرز من إطلاق «ثورة أرز» جامعة ونضرة، فاستعاد النشيد الوطني قدرته على تحريك المشاعر، وتواجد المسؤولون يتقدمهم رئيس الجمهورية في الصفوف الأمامية للمشجعين، وسقطت الطائفية من النفوس بـ«شحطة كرة» بعدما عجزت كل النصوص عن زحزحتها، وتمددت مدرجات ملعب المدينة الرياضية على مساحة الجغرافيا اللبنانية حتى كادت تضمّ كل المنازل وتتسع لكل المواطنين، بمن فيهم أولئك الذين لم تكن كرة القدم تعني لهم شيئاً في يوم من الأيام، فإذا بهم يكتشفون فجأة انها قادرة على صنع العجائب الرياضية والوطنية في آن واحد.
.. ولكن تبقى الخشية من أن نستفيق سريعاً من هذا الحلم الجميل، لا سيما ان الكوابيس السياسية والمعيشية ما زالت تحاصر اللبنانيين، وهي إذا كانت قد خسرت معركة، إلا أنها لم تخسر الحرب بعد، والأكيد انها لن تستسلم أمام الإنجاز المتعدد المعاني للمنتخب الوطني في كرة القدم.
ولئن كان انتصار لبنان على كوريا الجنوبية قد انعكس إيجاباً على جلسة مجلس الوزراء التي قررت منح أعضاء المنتخب مكافآت مالية، إلا ان الخوف هو ان تعيدنا «مباراة» اليوم في مجلس النواب بين المعارضة والموالاة ـ وبأسرع مما نتوقع ـ الى أجواء سلبية ومتشنجة، ربما تؤدي الى التفريط بـ«النقاط الثلاث» التي حققها اللاعبون على المستوى الوطني قبل الرياضي، خصوصاً ان التداعيات اللبنانية للأزمة السورية قد تحضر بقوة على هامش جلسة الأسئلة النيابية، وبالتحديد من زاوية اعتراض 14 آذار على الموقف اللبناني في الجامعة العربية حيال القرارات المتخذة ضد سوريا.
غسل فوز لبنان التاريخي أمس على كوريا الجنوبية «المتعملقة» كروياً، بنتيجة 2-1، الكثير من ذنوبنا وخطايانا المتراكمة، وكأنه كان بالدرجة الأولى فوزاً على سنوات طويلة من العفن الداخلي.
لقد سجل لبنان أمس - بمشاركة قرابة 40 ألف متفرج في الملعب وأضعافهم خارجه - هدفين نظيفين في مرمى الأنانيات المزمنة والمصالح الفئوية والانقسامات الطائفية والمذهبية، بعد سجل طويل من الهزائم.
وبهذا المعنى، فإن ما حصل البارحة تعدى حدود المباراة الرياضية التقليدية. لم يتأهل لبنان فقط، او يكاد، الى الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم. لقد تأهّل اللبنانيون جميعاً، أقله بالأحرف الأولى، الى مشروع حلم كبير يبدأ من التطلع للوصول الى مونديال البرازيل عام 2014 ولا ينتهي عند محاولة استعادة شجاعة المصالحة مع الذات ومع الآخر.
في «خط الوسط» بين الضاحية الجنوبية والطريق الجديدة، جمع المنتخب الوطني على مدرجات المدينة الرياضية محبيه من أصحاب الانتماءات المختلفة، ممن كانوا ممنوعين حتى الأمس القريب من دخول الملاعب حفاظاً على السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، فإذا بـ«سحرة» المنتخب يطردون شياطين الفتنة ويستحضرون روحاً رياضية ووطنية سكنت كل فرد من أفراد الجمهور الكبير الذي ترك خارج أسوار الملعب كل الشعارات
والهتافات الفئوية، وصنع من آلاف الحناجر صوتاً واحداً.
هكذا، وبكل بساطة وبلاغة نجح 11 لاعباً في ان يجمعوا ما فرقته المحكمة الدولية والأزمة السورية وكل مشتقات الصراع المفتوح منذ سنوات بين 8 و14 آذار، وصولاً الى المعركة التلفزيونية بين مصطفى علوش وفايز شكر اللذين خاضا ليل أمس الأول مباراة من نوع آخر، انتهت الى خسارة الإثنين معاً.. ومعهما كل الطبقة السياسية التي ينتميان إليها.
ولعله يمكن القول إن مباراة يوم أمس صنعت 11 زعيماً من النوع العابر للطوائف والمذاهب، باستفتاء شعبي قلّ نظيره، وربما لم يكن ينقص هؤلاء إلا ان يجلسوا حول طاولة مجلس الوزراء خلال زيارتهم الى السرايا الحكومية بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي، للاحتفاء بالنصر الذي حققوه.
للمرة الأولى، شعر اللاعبون السياسيون أمس ـ ولو لساعات قليلة ـ أنهم مضطرون للجلوس في مقاعد المتفرجين، يهتفون للمنتخب ويصفقون لإنجازه التاريخي، بعدما اعتادوا ان تهتف الجماهير لهم وتصفق لبطولاتهم الافتراضية. هذه المرة، خرجت الكرة من ملعبهم لتستقر على مدى ساعة ونصف الساعة في مكانها الصحيح، حيث أعطى لاعبو المنتخب من يهمه الأمر دروساً في فنون «اللعب النظيف» والتمرير السليم.
لقد انتصرت «فطرة» اللبنانيين أمس على الخلافات «المكتسبة»، وتمكن منتخب الأرز من إطلاق «ثورة أرز» جامعة ونضرة، فاستعاد النشيد الوطني قدرته على تحريك المشاعر، وتواجد المسؤولون يتقدمهم رئيس الجمهورية في الصفوف الأمامية للمشجعين، وسقطت الطائفية من النفوس بـ«شحطة كرة» بعدما عجزت كل النصوص عن زحزحتها، وتمددت مدرجات ملعب المدينة الرياضية على مساحة الجغرافيا اللبنانية حتى كادت تضمّ كل المنازل وتتسع لكل المواطنين، بمن فيهم أولئك الذين لم تكن كرة القدم تعني لهم شيئاً في يوم من الأيام، فإذا بهم يكتشفون فجأة انها قادرة على صنع العجائب الرياضية والوطنية في آن واحد.
.. ولكن تبقى الخشية من أن نستفيق سريعاً من هذا الحلم الجميل، لا سيما ان الكوابيس السياسية والمعيشية ما زالت تحاصر اللبنانيين، وهي إذا كانت قد خسرت معركة، إلا أنها لم تخسر الحرب بعد، والأكيد انها لن تستسلم أمام الإنجاز المتعدد المعاني للمنتخب الوطني في كرة القدم.
ولئن كان انتصار لبنان على كوريا الجنوبية قد انعكس إيجاباً على جلسة مجلس الوزراء التي قررت منح أعضاء المنتخب مكافآت مالية، إلا ان الخوف هو ان تعيدنا «مباراة» اليوم في مجلس النواب بين المعارضة والموالاة ـ وبأسرع مما نتوقع ـ الى أجواء سلبية ومتشنجة، ربما تؤدي الى التفريط بـ«النقاط الثلاث» التي حققها اللاعبون على المستوى الوطني قبل الرياضي، خصوصاً ان التداعيات اللبنانية للأزمة السورية قد تحضر بقوة على هامش جلسة الأسئلة النيابية، وبالتحديد من زاوية اعتراض 14 آذار على الموقف اللبناني في الجامعة العربية حيال القرارات المتخذة ضد سوريا.
أخبار ذات صلة
جمعية المواساة تتابع العمل في مشروع العيادة الصحية المتنقلة في صيدا
2025-05-01 01:51 م 271
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
2025-04-23 05:20 ص 134
11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص 236
بينها تخطي الفطور.. 8 أخطاء شائعة قد تضعف الذاكرة
2025-04-12 06:02 ص 145
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

فشل مفاوضات تشكيل اللائحة الموحدة في صيدا... المدينة تتجه نحو معركة انتخابية
2025-04-28 08:22 ص

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص

الانتخابات البلدية في صيدا تتجه نحو الإبتزاز مالي والحصص والهيمنة