أمام حوالى 6 آلاف متفرج تحدوا البرد والصقيع، تجاوب لاعبو المنتخب الوطني معهم فلم يخذلوهم وحققوا فوزاً مهماً على المنتخب العراقي بهدف نظيف على ملعب صيدا البلدي في اطار استعدادات المنتخبين للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى «مونديال البرازيل 2014».
وبعيداً عن النتيجة، فإن المنتخب اللبناني أظهر تقدما ملموساً في مشواره حيث نجح بوكير في خياراته التي اعتمدها باشراك نادر مطر والحارس عباس حسن، حيث أثبت اللاعبان جدارتهما بشكل لافت.
وقدم المنتخب اللبناني عرضاً قوياً غير آبه بالحالة المناخية، وظهر كأنه غير معني بالرهبة التي سبقت المباراة امام منتخب يحمل لقب بطل اسيا وصاحب صولات وجولات في البطولات القارية، حتى ان النتيجة بهدف وحيد لم تكن منصفة بحق اصحاب الأرض الذين اهدروا العديد من فرص التسجيل ومضاعفة النتيجة التي على الأقل كان يمكن ان تصبح هدفين لو احتسب الحكم ركلة جزاء لمحمود العلي في الدقيقة الـ 56.
أما المنتخب العراقي، فيبدو انه افتقد كثيراً الرهبة التي كان يتمتع بها سابقاً من دون أن يمنحه عذر غياب بعض لاعبيه هذا التبرير لأن المنتخب اللبناني ايضاً غاب عنه عدد من لاعبيه الأساسيين لا سيما رضا عنتر وحسن معتوق وعباس عطوي ورامز ديوب، علماً أن التشكيلة بدت جيدة ولم تتأثر بهذه الغيابات، لذلك جاء الأداء مفعماً بالروح القتالية العالية والمسؤولية الكبيرة التي حملها اللاعبون، حتى أن الجمهور الكبير الذي خرج من المباراة بدا مرتاحاً جداً الى مسيرة المنتخب في المستقبل، ما يؤكد أنه يستحق بلوغ الدور الرابع الحاسم والوصول بالتالي الى النهائيات محققاً الحلم الكبير، ولما لا وهو الذي قارع منتخبات لها باع طويل في هذه الاستحقاقات.
فبعد شوط أول كان حذراً من الجانبين تخلله بعض الفرص الخطرة، كان الشوط الثاني اكثر سخونة لا سيما من ناحية اصحاب الارض الذين قدموا فواصل فنية رائعة تاركين مهمة العبث داخل المنطقة لمحمود العلي الذي اظهر مستوى متقدماً وراقيا،ً فكان شعلة من النشاط اقلقت الدفاعات العراقية، ولا ضير في ذلك أنه استثمر تمريرة ماكرة من نادر مطر دخل على اثرها منطقة الجزاء ومرر كرة عرضية الى احمد زريق المندفع والأخير لم يتوان في ايداعها المرمى وسط فرحة عارمة من الجمهور (65).
ولم يكتف المنتخب اللبناني بهذا الهدف، اذ واصل هجماته وتهديد المرمى العراقي اكثر من مرة في ظل سيطرة على وسط الملعب بقيادة الناشط هيثم فاعور ومحمد شمص الى دفاع متماسك بقيادة القائد الهادئ بلال نجارين وعلي السعدي ووليد اسماعيل وعلي حمام حيث انعدمت الأخطاء نتيجة الأخطاء مع حارس مرمى اضاف ثقة معنوية للاعبين.
[ مثل لبنان: عباس حسن، علي السعدي، محمد شمص، احمد زريق (محمد حيدر)، أكرم مغربي، نادر مطر (حسن شعيتو)، هيثم فاعور، محمود العلي، وليد اسماعيل (حسين دقيق)، علي حمام وبلال نجارين.
[ مثل العراق: محمد كاقصد (نور صبري)، باسم عباس، قصي منير (ابراهيم كامل)، صالح سدير (حيدر صباح)، لؤي صلاح (احمد راضي)، هوار محمد، وليد بحر، مهدي كريم، مثنى خالد (سعيد عبد الأمير)، سعد عطية ومصطفى احمد (عماد محمد).
[ قاد المباراة: رضوان عندور، بمساعدة هادي كسار وحسين عيسى، الى الرابع بسام عياد.
حول المباراة
[ أشاد رئيس الاتحاد اللبناني المهندس هاشم حيدر بحضور الجمهور رغم العوامل المناخية وهذا يؤكد وقوف الجميع خلف المنتخب، داعياً اياه لمواكبة المنتخب في استحقاقه المقبل مقدراً للاتحاد الاماراتي تقديمه تسهيلات مفتوحة لحضور الجمهور اللبناني مباراة منتخبه المقبلة الحاسمة في التصفيات في 29 شباط المقبل في ابو ظبي، كاشفاً عن خطوات لاحقة من خلال لقاءات ستتم مع الجالية اللبنانية في الامارات لتنسيق عملية الحضور.
واعلن حيدر ان السبب في تأخر دفع مكافآت اللاعبين التي اقرها مجلس الوزراء يعود للروتين الاداري معتبراً ان الاتحاد يعمل بصمت بالنسبة لاستدعاء لاعبين من بلاد الاغتراب لأن الغاية هي بناء منتخب قوي وتدعيمه بعناصر جيدة بعيداً عـــن الضجيج الاعلامي، كما أنــه استبعد الحديث في الوقت الحالي عما يقال بالنسبة الى تدعيم الجهاز الفني بعناصر اجنبية، مؤكداً أن هذا الكلام سابق لأوانه في الوقت الحالي.
أما عن التعديلات التي طلبها الـ«فيفا» من الاتحاد اكد حيدر أن الاتحاد سيقدم ما هو مطلوب منه مراعياً الخصوصية اللبنانية، اما في حال تطلب الأمر تنفيذ هذه التعديلات حرفياً فإن الاتحاد سيقدم مصلحة المنتخب على كل المصالح.
وكان حيدر قد استقبل بين الشوطين الفائزين الخمسة الذين ابتسم لهم الحظ في سحب بطاقات الدخول، وهم سيرافقون بعثة المنتخب الى مباراة الامارات على نفقة الاتحاد، كما تسلم درعاً تذكارياً من رئيس البعثة العراقية عبد الخالق محمود. وبعد انتهاء المباراة نزل أرض الملعب وهنأ بوكير والجهازين الفني والاداري واللاعبين على الأداء الجيد والفوز.
[ المدير الفني للمنتخب اللبناني ثيو بوكير اشار الى أنه سعيد بما قدمه المنتخب بعد اسبوع صعب وضغط في التـــدريب مترافقاً مع طقس ممطر وعاصف «كان اللاعبون على قدر المــــسؤولية بهذا الأداء المميز»، مبدياً تفاؤله في المرحلة المقبلة خصوصاً أن العناصر الجديـــدة التي دخلت على التشكيلة «اكدت انسجامها وهـــذا أمر جيد، وهناك برنامـــج وضعناه وهو تصاعدي نعمل على تنفيذه والحصيلة النهائية ستعطي ثمارها وأنا متفائل بأن المرحلة المقبلة ستكون ايجابية».
وكان بوكير قد حـــرص على معانقة نادر مطـــر لحظة استبـــداله مهنئاً اياه على أدائه الجيد. كما حمله الجمـهور على الاكتاف بعد الفــوز.
[ المدير الفني للمنتخب العراقي البرازيلي زيكو اختصر المشهد بإشادته بأداء المنتخب اللبناني وهو استحق الفوز عازياً الخسارة لغياب بعض لاعبيه الأساسيين.
[ حضر المباراة رئيس شركة «وورلد سبورت غروب» بيار كاخيا الذي أدلى بحديث الى «ال بـــي سي» عـــرض فيه للترتيبات التي سيبحثها برفقة رئيس الاتحاد في أبو ظبي استعداداً للمباراة مع الامارات.