×

عدنان أحمد البزري مهنة الكندرجي

التصنيف: سياسة

2009-12-23  01:54 م  1396

 

 

جمال الغربي
لاتزال مهنة الإسكافية أو " الكندرجية " كما هو متعارف عليها في قاموس لغتنا اليومية. تنبض بالحياة على رغم أنف ثورة الإستيرادات للأحذية الصينية أو غيرها الرخيصة الثمن، والتي أضحت تنافس هذه المهنة القديمة التي حولها حرفيّوها إلى لغة تحاكي أذواق الزبائن في صناعة وتصليح الأحذية .
وفي أحياء صيدا القديمة لايزال زاروب " القشلة " الذي كان سابقاً يعتبر سوق المدينة القديم لازال يعج بالمحال التي تختص بمهنة " الكندرجية " كما هو حال متسوقيه الذين بقصدونه من مختلف المناطق المحيطة بالمدينة لاسيما من جزين وقرى إقليم الخروب و قضاء الزهراني .
في حدا بيمشي حافي
 " في حدا بيمشي حافي... هيدي المهنة ما بتوقف طول ما في حدا بيمشي على الأرض  " بهذه العبارة عبر الإسكافي عدنان أحمد البزري الذي دخل في العقد السادس من العمر عن عدم تخوفه من إندثار وأفول نجم  هذه المهنة التي تتخذ من الخيط والابرة العنصرين الأساسيين من مسلتزماتها بالإضافة إلى بعض ماكينات الخياطة وعدد من أنواع المسامير الصغيرة فضلاً عن " الشاكوش " و" المقص" و " الشفرة " فضلاً عن عدد من أنواع التلزيق الخاصة بها.
ولا يخفي أبو أحمد الذي لايزال يزوال مهنته الذي ورثها عن أباءه وأجداده  منذ أكثر من 45 عاماً إعتزازه بها. على الرغم من أن البعض من الناس  يستعيب مهنة الكندرجي إذ يشير إلى أنها هي التي مكنته من بناء بيته وشراء المحل الذي يعمل به. مضيفاً أنه إستطاع أن يشتري محل آخر لأحد أبناءه الذي يعمل معظمهم في هذا الإختصاص .
المهنة باقية
ويؤكد الرجل الستيني الذي يتفنن في أداء مهنته أن مهنته باقية إلى وقت لا يستطيع فيه أي شخص إنتعال الحذاء مشيراً إلى أنه  إذا إقتنى أحدهم حذاء غالي ثمن وتعرض إلى ضرر ما و يستطيع تصليحه ماذا سيفعل به هل يضعه في القمامة أم يأتي إلى الإسكافي لكي يقوم بتصلحيه خصوصاً في ظل الظروف المعيشية التي نمر بها .
زبائن من مختلف الشرائح
ويلفت وهو يمسح جبينه من العرق المجبول بكرامة العيش  إلى أن زبائنه لا تقتصر فقط على أصحاب الدخل المحدود والفقراء بل تتعداها إلى شخصيات سياسية ومرمومقة في البلد تقوم بإرسال أحذيتها مع أشخاص يعملون لديهم . كما أن القسم الأكبر من الزبائن هم من النساء الذين يقومون عادة بتصليح " كعب الكندرة وتحديداً منها النوع الرفيع " الذي يتعرض دائماً للكسر مهما كان نوعها كما يقول أبو أحمد بالتزامن مع إنهيال شاكوشه على حذاء قاوم عفن الأيام، يستغيث من قساوة الإسلفت ليقوم بعد ذلك بتبديل نعله ليبدأ رحلة جديدة مع الأيام القادمة .
بيد أن أحد الحاجة " إم حسين " من بلدة الغازية المجاورة لمدينة صيدا  وهي كانت تقوم بتصليح عدد من الأحذية  لها ولعائلتها كان لها رأي في مهنة الكندرجي بالقول " صنفان من الناس لا يستغنيان عنها الفقيرالذي لا يملك الكثيرمن المال و الغني البخيل الذي يأبى صرف الأموال ".
أصول المهنة

تجدر الإشارة إلى أن مهنة الإسكافي أو الخرازة كما تعرف في بعض المصطلحات والدول إلى عهد الإنسان الأول الذي أرعبته قساوة الطبيعة ففكر في صنع شيئ ما  لحماية الجسد من نتوءات الصخور ورطوبة المياه. فكان النعل، وكان الإسكافي الذي يصنع النعل ويعالج ما قد يلم به من عوارض، واستمر الإنسان في تحديه للطبيعة مخترعا بذلك صنوفا لا محصية من الأحذية منها  المدنية والعسكرية، الذكورية والأنثوية، الصغيرة والكبيرة، الفاحشة الثراء والبئيسة الشكل واللون.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا