×

هنيئا لك الشهادة يا ياسر

التصنيف: المرأة

2013-01-09  07:54 م  1480

 

 بقلم : الشيخ ابو ضياء

( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين )آل عمران139/140

بالامس كان ياسر "ابو صالح" بيننا مع اخوانه وأهله الضيوف اللاجئين قسرا الى لبنان ,وعندما سنحت له الفرصة سارع الى العودة الى مسقط رأسه في الحجر الاسود - جنوب دمشق- حيث ولد (عام 1969)وترعرع وتعلّم واشتغل وتأهل ورُزق بعد ثمان سنوات من الانتظار بولدين "صالح ومحمد" الذين كانا لا يغمض لهما جفن الا بين ذراعيه الدافئتين, بدفئ الايمان والحنان ....

وبينما كان "ابو صالح" واقفا على باب منزله يودع ذلك اليوم,اذ بقذيفة غادرة ظالمة تسقط قريبا منه,فتطير منها شظية وتستقر في كبده ,وبعد يومين من المعاناه فاضت  روحه الطاهرة الى باريها ( الثلاثاء 1/1/2013) وفاضت مع استشهاده الدموع  الحارة من عيون محبيه مع الدعوات له بالرحمة ولاهله بالصبر والسلوان ولا  سيما والدته خالتي الحبيبة "ام عماد" التي كانت اسمى امانيها - بعد رضى الله -ان تُلقي على فلذة كبدها نظرة الوداع الاخيرة قبل ان يوارى الثرى ,ولكن ليس في اليد حيلة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . سبحان الله ما أصعب هذا الزمان الذي تدفقت فيه أنهار الدم في بلاد الشام  المباركة وتكدست فيه ضحايا الظلم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ،منهم من يموت متأثرا بجراحه دون أن يجد من يسعفه ومنهم من لا يجد من يدفنه  ومنهم من يُحرم من نظرة الوداع ، ومنهم من يتمنى الموت كي يتخلص من حياة  هي أمر من الموت و يفر من ذل الطغيان و ألم البغي و العدوان . كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا

" وبعد...

وبعدما رأيت ما رأيت ..

و بعدما عرفت ما عرفت ..

الموت حينما دنت مخالبه

و الليل حينما اعتدى على الصباح ضاريا يغالبه

الموت كان أمنية ...

و الموت كان للجراح أغنية ...

و اختار من صفوفنا ...

أحب من رأت عيوننا ..

و اختار من صفوفنا الكبار ..

و اختار من صفوفنا الرجال صانعي النهار ..

و اختار للذرى أحبة كرام

تحية لهم سلام... تحية لهم سلام "

... عزاؤنا إن عزّ اللقاء في الدنيا او الوداع بعد الموت ان يكون  اللقاء في الجنة – بإذن الله تعالى- (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم  وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ، سلام عليكم بما  صبرتم فنعم عقبى الدار ) الرعد 23/24 .

لذلك لن نقول لك يا ياسر وداعا بل نقول الى اللقاء , ان لم يكن فوق الثرى ففي جنة رب السماء.- ان شاء الله – وأخيرا نقول لزوجة الشهيد واولاد الشهيد ووالدة الشهيد واخوة واخوات

الشهيد وآل الشهيد صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة – بإذن الله - .

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا