×

من أميركا لتمضية رمضان فوجد نفسه متطوعاً في عبرا

التصنيف: أمن

2013-07-13  04:01 ص  1425

 

علي متش

ينتصر هؤلاء لانفسهم. يحتفلون بهدوء. يخبرون كل من يأتي اليهم بانهم انجزوا من اجل الحياة. هم متطوعو فرح العطاء في عبرا. فرحون في انجازهم الاول. رمموا في شكل شبه كامل احد المباني المتضررة في مربع الاسير الامني في ثلاثة ايام. يراهن هؤلاء على الانجازات المقبلة.

استعاد المبنى المرمم الوانه، واختفت من جدرانه ثقوب الموت. كان قبل أيام قد خسر نفسه في المواجهة. كأنه، في ثقوبه الكثيرة، عيون شاهدة على ما جرى. والناس الذين خرجوا من بيوتهم خسروا ألفتهم مع الخراب. لن يبقى منه، بعد ترميمه من شبان وشابات "فرح العطاء"، ما يذكر بالحادثة. لكن الناس، في عودتهم إلى بيوتهم ويومياتهم، في الغالب لن ينسوا. وهم، في اقامتهم في جرحهم واقامتهم في بيوتهم، لن تغيب عن بالهم صورة الآسى لمبنى كان خراباً قابلاً للتمدد إلى أجسامهم. على الاقل، سيجربون، كما المبنى و"فرح العطاء" أن يستعيدوا مكانهم في هذه الحياة. بدا دخيلا في محيطه، غريبا، وحده لا تظهر عليه آثار المعركة.
هم لا يريدون تغيير العالم. وليسوا قادرين ربما على تغيير البلد. يقومون بواجب انساني بعيد من السياسة، وهذا ما يجذبهم الى التطوع في هذه الاعمال.
يتحدث محمد دياب، احد المسؤولين عن فريق المتطوعين، عن الانجاز السريع للاعمال وعن رسالة السلام التي يريد ان يوصلها هو الفريق الى العالم "نريد فقط اعادة الاهالي الى منازلهم، هناك كثر من ابناء عبرا ينامون خارج منازلهم وهذا يجب ان يتغيّر. الشباب يمتلكون حماساً كبيراً ويعملون باستمرار من الساعة الثامنة صباحا وحتى السادسة والنصف عصراً، يعملون بلا اي مقابل، ربما يكسبون عندما يروا ابتسامة اهالي المنازل المرممة".
ويشير دياب الى ان ما تقوم به "فرح العطاء" اليوم هو "جزء من مسيرة اعمال مستمرة من الاشرفية الى حيّ السلم واليوم في عبرا".
بدورها ترى علا غملوش ان عملها وتطوعها لمساعدة السكان، "انا من سكان المنطقة واعلم ان العديد من الاهالي لا يستطيعون ترميم منازلهم، وبالتالي لا يستطيعون العودة اليها نحن نساعد هؤلاء، هم اهلنا".
وعلمت غملوش ان "فرح العطاء" تريد بدء عملية ترميم في عبرا فسارعت الى التطوع "انا صائمة واعمل ويجب على الجميع ان يسارع الى التطوع لنوصل رسالة السلام في لبنان، وخاصة تحت لواء جمعية غير سياسية، مثل باقي الجمعيات".
الى جانب غملوش يقف طفل عمره عشر سنوات، يستمع الى الحديث، ويطلب ان يعطي رأيه. اسمي عز الدين. "اتيت الى هنا بمفردي، لمساعدة العالم، انا اسكن في مكان قريب من هنا، وبنايتي تضررت ايضا، هي ليست مدرجة على لائحة الترميم، فاتيت الى هنا لاساعد الناس الذين يعانون كما اعاني. عندما رأيت هذا الدمار قررت المجيء والمساعدة".
بدوره ربيع منيمنة الذي اتى من الولايات المتحدة الاميركية الى بيروت لتمضية شهر رمضان، وجد نفسه متطوعا لترميم مباني عبرا "نحن هنا نبني وطننا ونرسم الابتسامة على وجوه العالم".
واضاف: "كنت سابقا اسمع عن نشاطات فرح العطاء لكني لم اكن في لبنان. وعندما سمعت عن نشاطهم في عبرا سارعت الى المشاركة، نحن بعملنا نوصل رسالة الى كل العالم ان في لبنان لا يزال هناك ناس تحب وطنها وتسعى الى اعماره".
يقضي المتطوعون ليلتهم في مبنى دار العناية في الصالحية رغم ان بعضهم من منطقة قريبة، لكنهم يفضلون ان يقضوا اوقاتهم معاً.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا