×

جان داود: الـEMDR أسرع علاجٍ للأزمات النفسيّة

التصنيف: الشباب

2014-09-09  08:04 م  527

 
البلد - جيسيكا معماري
 

فيما كان التداول بأيّ مرضٍ نفسيّ يدخل إطار "التابوهات"، قلائلُ تطرقوا إليه وأسُس علاجاته إنّما خلف الكواليس. اليوم، كثرت الدراسات الطبيّة حول مختلف الأمراض النفسيّة، وأضحى التحدث عن أيّ نوعٍ منها دليل وعيٍ وإدراكٍ حول خطورة ما تحتضنه من عوارض قد تودي بصاحبها الى الانتحار.

 

تطوّرت الدراسات وشملت علاجات متطورة أحدثها علاج الـEMDR  المخصّص لحالاتٍ معيّنة فيما يؤدي مفعولاً سريعاً. للغوص في بعض الأمراض النفسيّة وظروف انتشارها في مجتمعنا، مروراً بأحدث الدراسات العلمية وصولاً الى العلاجات الأكثر فعالية، كان هذا اللقاء مع الدكتور جان داود رئيساً لجمعية EMDR للعلاج النفسي، ومعالج نفساني عائلي مرخص من كندا، ومعالج نفساني في لبنان حائز ماجستير دراسات عليا بالعلاج العائلي والعلاج النفسي.

 

بداية، لفت داود الى أنّ "جمعية الـEMDR الدولية أبصرت النور مؤخراً في لبنان، وتضمّ أحدث أنواع العلاجات النفسية عالمياً، إذ تمّ اكتشافها وممارستها في الولايات المتحدة الأميركية، لتشكّل انتشاراً واسعاً في أوروبا وأستراليا وأميركا". وقال: "لا شكّ أنّ مشكلة العلاج النفسيّ تكمن بمفعوله الطويل الأمد إذا استبعدنا احتمال تناول الأدوية المخصّصة. إنما جاء هذا العلاج الجديد ليسرّع في النتائج الإيجابية ونسبة الشفاء كليًا".

 

ولأنّ مجتمعنا يتخبّط في دوّامة من المشاكل النفسية، انطلقنا مع التفكك الأسري الذي أضحى شائعاً في كلّ منطقةٍ لبنانية، والذي أرجعه دكتور داود الى ما خلفته الأحداث والحروب في السبعينات فانقلبت الصفات العائلية رأساً على عقب وأضحى مجتمعنا شبيه ما حدث في الغرب نتيجة التغيرات الثورية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اتّجهت تركيبة المجتمع نحو الفردية. للحدّ من هذا التفكك، ينصح داود كلّ ثنائيّ، قبل اتّخاذ خطوة الزواج، بزيارة اختصاصيّ في علم النفس، وعلى مدار خمس جلسات تقريباً، يتم خلالها النقاش حول الصفات المشتركة والمتناقضة بين الثنائيّ، للفت نظرهم حول ما سيواجههم في المستقبل من معوقات ومشاكل، وإرشادهم نحو الطريق المستقيم.

 

هذا التفكّك لم يقتصر على العائلات فحسب، بل امتدّ نحو المدارس مع تبدّل الطرق التربوية التي نزعت من الأستاذ أسلحته من دون تزويده بأيّ أساليبٍ بديلة. واعتبر داود أنّ الحلّ يكمن بضرورة اكتساب الأساتذة لفنّ التعامل مع التلميذ وكيفة حل النزاعات والمشاكل. محاور أساسيّة كانت في السابق، تعطى على شكل دروس في دار المعلمين العليا، قبل أن يتمّ إقفاله. ويتابع داود: "في عصرنا، تقدّم الجامعات للخريجين بالمواد التعليمية فقط، بعيداً عن علم النفس التربوي، إلا أنّ هناك كلية تربية في الجامعة اللبنانية تقوم بتخريج طلابٍ ذات مستوى دار المعلمين سابقاً".

 

وعن ضرورة وجود اختصاصيين نفسيين في المدارس، أكد أنّ "وجود مرشد نفسي اجتماعي في كلّ مدرسةٍ واجبٌ لا مفرّ منه، وإلا تعتبر المدرسة في نقصٍ واضح، حيث يجب اليوم إلغاء كلمة "ناظر" في المدرسة واستبدالها باختصاصيّ علم النفس التربوي".

 

وقال: "في السابق، كان التلميذ ذو الحركة المفرطة يطلق عليه لقب تلميذ مشاغب ذي السلوك العاطل. إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فهو مصاب بمشكلة كثرة الحركة وعدم القدرة على التركيز والانتباه وهي نوع من الأمراض النفسية، تتطلب متابعة خاصة من مرشد نفسي"، مشيراً الى أنّ حوالي 15% من التلاميذ في لبنان يعانون منها". وعن أسبابها، يؤكد داود أنّه إضافة الى المشاكل العائلية والنفسية، فإنّ بروزها بهذه النسبة المرتفعة يعود وحسب الدراسات الحديثة الى نمط العيش الحالي القائم على المأكولات الكيمياوية وتلك جاهزة التحضير (Fast Food)".

 

ولأنّ المشاكل النفسية لا تحصى ولا تعد، ولأنّ ظاهرة المثلية الجنسية باتت منتشرة بشكلٍ واسع في مجتمعنا، تطرّق دكتور داود إليها، قائلاً: "في السابق، كنّا نتناول المثلية الجنسية على اعتبار أنها مرض نفسيّ يتطلب علاجاً طويلاً لنقل صاحبه من معسكر "الشاذين" الى المعسكر الطبيعي، الذي تدعو إليه الأديان السماوية كافة.

 

لكن، ونتيجة الأبحاث المتسارعة، توصّلنا منذ ما يقارب الخمس سنوات تقريباً الى أنّ معظم تصرفات الانسان لها مرجع في الدماغ، خصوصاً تلك المتعلقة بالتصرفات العاطفية.

 

من هنا باتت المثلية الجنسية تصنّف في خانة المشاكل الجسدية، فسارعت الدولة الغربية الى تبنيها وتعديل القوانين لإعطاء أصحابها حقوقهم، ولم يعد يُسمح للطب النفسي بالعمل لتحويل المثليين من حالاتهم. وأكد أنّه يعجز الطب النفسي عن حلّ هذه المشكلة، إلا إذا كان من يعاني منها يرغب في ذلك، فيمكن عندها معالجته".

 

أما عن علاج الـEMDR، فلفت الدكتور داود الى أنّه علاج حديث يتّسم بميزات عدّة أبرزها أنه سريع العلاج، وذو نتائج إيجابية مضمونة وثابتة. هذا النوع من العلاجات اكتشف ليعالج الأزمات أي أزمة نفسية ناجمة من طلاق، موت، اغتصاب، اغتراب، إفلاس، عنف جسدي... وله القدرة على الشفاء من المشكلة بسرعة قصوى، أي أنّ معدل الجلسات هي 7 جلسات ونصف تقريباً ليتخلص المريض من مشكلة. وشدد على أن العلاج ينطلق من مشاكل الانسان التي أصيب بها منذ الطفولة وحتى في عمرٍ متقدم، أزمة تخترق شبكة الذاكرة لديه ويقفل عليها بكل الشحن العاطفي والانفعالي الذي حصل معه. لذا، تعتبر خلاصة هذا العلاج النفسي أنّ مشاكل الانسان النفسية هي مجرد سوء هضم نفساني يوازي سوء هضم المعدة الجسماني.

 

وبعدما يتمّ الحصول على تاريخ المريض، يتطرق العلاج الى تاريخ الانسان من ماضيه، مروراً بحاضره فمستقبله، حيث نوجّهه نحو أسلوب العلاج الذي سيتبعه بنفسه، فعظمته تكمن في محاكاة المشاكل الناجمة من الأزمات، صدمات الحروب والكوارث الطبيعية.

 
ونتيجة هذا العلاج الفعال، لاقى ترحيباً كبيراً من شركات التأمين التي رأت فيه توفيراً كبيراً في كلفة العلاج النفسي.
 
ولأنّ مجتمعنا بات أرضاً خصبة للتوترات السياسية والصدمات الناجمة من الحروب والإرهاب، أضحى علاج الـEMDR  واجباً على الدولة احتضانه وزرعه بين صفوف أبنائها خصوصاً أمام المشاهدات اليومية التي تخدش القلوب وتحرقها.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا