لم يُنصف القدر ولا المنطق الكروي «شباب الساحل» فسقط أمام «الصفاء» (صفر ـ 1)، في الوقت القاتل للمباراة التي أقيمت أمس على ملعب بيروت البلدي في افتتاح مرحلة الاياب من الدوري اللبناني بكرة القدم.
وإذا كان «الصفاء» انتزع الفوز بالضربة القاضية، فإن «الساحل» لم يستحقّ الخسارة بتاتاً، بل الخروج بنقطة على الأقل، لأنّها جاءت بخلاف المجريات والفرص التي أهدرها على مدى الشوطين، كأن الظروف كلها تحاملت عليه لإسقاطه، إلا أنّ هذا لا يُلغي معادلة التسجيل لأنها وحدها المفصل في الدوري كما فعل «الصفاء».
غير أن فوز «الصفاء» لا يعكس تفوقه الفني وعودته الى المنافسة على اللقب حتى في ظل التغيير الجذري في هيكليته الأجنبية التي بدت أنها تراوح مكانها، ولم يظهر أي لاعب بمستوى يمكنه من صنع الانتصارات للفريق، والدليل على ذلك أن الهدف الذي سجله حسن خاتون في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع كان من كرة وحيدة للأخير لعبها بشكل صحيح، بينما كان «الساحل» الأكثر خطورة على المرمى، خصوصاً في الشوط الأول الذي أهدر خلاله ثلاث فرص عن طريق أحمد أيوب وعلي غليوم الذي ظل مكمن الخطورة في الشوط الثاني، على الرغم من التساؤلات التي طرحت حول عدم إشراك العاجي كريس ريمي الذي كان ضمن قائمة الفريق.
وقد يكون الفوز أدّى مفاعيله بالنسبة لـ «الصفاء»، إلا أنه سيترك تداعياته السلبية على «الساحل» لكونه بأمسّ الحاجة للنقاط الثلاث لتفعيل عودته وتحسين موقعه في الترتيب.
] مثّل «الصفاء»: مهدي خليل، نور منصور، قاسم ليلا (بشار المقداد)، عمر الكردي، محمد حمود، جوزف حبوش، أوليفييرا سييرا (هيثم عطوي)، حسن هزيمة، أريكسون دانسو، حسن خاتون، أحمد كاظم (أحمد جلول).
] مثّل «الساحل»: علي حلال، جاد نور الدين، ايمانويل، زهير عبد الله، شادي عطية، موسى الزيات، حسن كوراني، علي غليوم، قاسم مناع (علي جواد)، وسيم عبد الهادي (حسن طهماز)، أحمد أيوب.
] قاد المباراة علي رضا بمساعدة حسن قانصو وحسن فحص الى الرابع محمد درويش.
حول المباراة
] مساعد مدرب «الصفاء» غسان أبو دياب: لا شك في أنّ تطعيم الفريق بالأجانب يلزمه بعض الوقت والانسجام مع اللاعبين المحليين، كما أن «الساحل» خصم عنيد وقويّ من الصعب الفوز عليه، لكننا نجحنا في تسجيل هدف وانتزاع النقاط الثلاث.
] مدرب «الساحل» جمال طه: لم نكن نتوقع الخسارة ولم نستحقها، لأنها جاءت ظالمة في وقت كان يمكن أن تنتهي المباراة بالتعادل.
مباريات اليوم وغداً
تقام بقية المباريات كالتالي:
] اليوم:
ـ «الشباب» الغازية * «طرابلس» (2.15 ـ كفرجوز).
ـ «العهد» * «الراسينغ» (3.30 ـ بلدية صيدا).
] غداً:
ـ «السلام» زغرتا * «النجمة» (2.15 ـ زغرتا).
ـ «الإخاء الأهلي» * «النبي شيت» (2.15 ـ بلدية بحمدون).
ـ «الأنصار» * «التضامن» صور (3.30 ـ بيروت البلدي).
ويطلّ «الأنصار» من تحت قبة الملعب البلدي الذي شهد انتزاعه الصدارة بفوزه على «الصفاء» (1 ـ صفر)، ويطمح أن ينسحب هذا التتويج على مباراته أمام «التضامن» للبقاء في موقعه، خصوصاً أنه فاز (3 ـ صفر)، في صور، ولا يزال يلعب بتشكيلته الثابتة، بينما يأتي ضيفه في المركز العاشر (11 نقطة)، ويسعى جاهداً لاقتناص نقطة تكون أول الغيث في مرحلة الاياب.
ويتطلع «العهد» نحو انتزاع «الصدارة ولو مؤقتاً، إنما يحتم على لاعبيه ترشيد أدائهم على صعيد ترجمة الفرص الى أهداف، خصوصاً أنه اكتفى بهدف في مباراة الذهاب، علماً أن خصمه في وضع حرج، ما حدا بإدارته للتعاقد مع المدرب التشيكي بروتيتش لإنقاذ الفريق من مأزق الموقع المتأخر كونه في المركز العاشر (11 نقطة)، واستقدمت الهولندي سينيغز والتشيكي ستريهافكا، بينما أجرى «العهد» تغييراً وحيداً قضى بالتعاقد مع الأوغندي دينيس.
ويأمل «طرابلس» تحقيق فوز ثالث على مضيفه، بعد أن حسم مباراة الذهاب (2 ـ صفر)، ومواجهة الكأس (1 ـ صفر)، على الرغم من كونه الضيف، وذلك للحفاظ على آماله في المنافسة على اللقب، إذ أنه يأتي في المركز الرابع (22 نقطة)، ويعول على نضوج تشكيلته وتألق هداف الدوري الغاني مايكل كافو والى جانبه مواطنيه دوغلاس وأوفوري وعبد الله طالب، في المقابل يفترض أن يكون المدرب مالك حسون استفاد من فترة الاستراحة، خصوصاً أن لديه لاعبين مميزين في مقدمهم المالي عبد الله كانوتيه وحسن علوية وحسين علوية ورامي عمار.
ويوجّه «النجمة» بوصلته شمالاً، وهو يدرك ما يتربّص به من مواجهة ليست سهلة، وإن كان المنطق الكروي يرجّح فوزه، وتشكل هذه المباراة اختباراً للمهاجم النيجيري غودوين لتعويض حالة القحط في التسجيل، وكذلك للمدرب ثيو بوكير لتقويم الخلل الذي ظهر في مباراتي «النبي شيت» في الدوري و»الأهلي» صيدا في الكأس، كما تشكل اختباراً للاعب «السلام» الاوغندي كاسيغا.
وقد تكون الظروف خدمت «الإخاء الأهلي» بتأجيل مباريات الأسبوع الأول، لأنه كان سيواجه المتصدّر، وباتت فرصته أفضل بمواجهة «النبي شيت»، خصوصاً أنه تعادل معه (1 ـ 1)، على أرضه وهو بأمس الحاجة للنقاط الثلاث لكونه يقبع في المركز الأخير (5 نقاط)، بينما يتقدّمه ضيفه في المركز السادس (13 نقطة).