عالمٌ يُرسَم في غفلة منا؟
التصنيف: أقلام
2015-03-30 07:15 م 445
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
نايلة تويني
لم يعد واضحاً مصير العالم العربي ما بين أحلام السلطنة العثمانية والامبراطورية الفارسية، وأوهام التكفيريين لدولة اسلامية تقضي على كل التنوع العربي الحضاري المتعدد. لعل اتفاق سايكس-بيكو التاريخي انتهت مفاعيله، وبات العالم في حاجة الى خريطة جديدة لمصالحه. من دون هذه الفكرة التآمرية، لا يمكن فهم التطورات في عالمنا. وبمجرد ان نشاهد الارهابيين يقضون على كل معالم الحضارة بتدمير المتاحف والقلاع والكنائس والمعابد والضرائح، ويهجّرون كل من لا يدين لهم بالولاء تحت أنظار المجتمع الدولي، ندرك أن اسرائيل هي اكبر المستفيدين. في المقابل، نرى الولايات المتحدة تتناسى كل التهم والعقوبات التي فرضتها على ايران، وتتفاوض معها على برنامجها النووي، وبالتأكيد على ما هو أبعد من النووي، أي على تقاسم الحصص والمصالح.
بالأمس، انتفضت الدول العربية لتؤكد إعادة تفعيل دورها، أو بالأحرى عدم تغييبها عن كل تفاوض، وعن كل اتفاق، وعن إعادة توزيع الادوار، ورسم الخرائط. وحبذا لو تعيد هذه الدول الى العروبة رونقها، فتؤكد لا دورها الفاعل في السياسات العالمية النووية والنفطية والاقتصادية فحسب، وانما دورها في المحافظة على الإرث الانساني الذي تحتضنه هذه المنطقة، بما فيها الأراضي المقدسة في أكثر من بلد عربي، والمعالم التراثية لشعوب وحضارات تعاقبت عليها. ولعل الذكرى تنفع، فالأرمن والسريان يحيون هذه السنة الذكرى المئوية للمذابح التي اقترفها العثمانيون في حقهم فأبادوا منهم اكثر من مليون، ولم تنفع السنوات المئة في إعادة حقوق ابناء هؤلاء مادياً ومعنوياً، في حين لا تتأخر الدول الاوروبية في تعويض اليهود الذين أنهكتهم النازية أيضاً.
وفي خضم كل ما يجري، ننظر إلى واقعنا اللبناني المزري. حسابات مصلحية نفعية تسيطر عليها الانانية، فيما يرفع أصحابها الشعارات الطنانة الرنانة، لكنهم لا يتّخذون قراراً فعلياً بخطوات جريئة لإنقاذ ما تبقى، أو على الاقل للملمة الوضع الذي تهزه تحديات كبيرة. ولن نطالب مسؤولينا بالجلوس الى طاولة الكبار عند التفاوض واعادة ترسيم الحدود والادوار، فقد ولّى زمن الكبار في لبناننا، وعلينا ان نعترف بأنّنا بتنا احجار شطرنج ليس اكثر. ولا ينفع صوت عال، وخطاب جماهيري، وحشد شعبي، ودعاية مضخّمة، في إقناعنا بغير هذا الواقع.
nayla.tueni@annahar.com.lb
أخبار ذات صلة
صيدا… بين ضغوط النزوح وتحديات إعادة الهيكلة: هل نحن مجتمع حروب أم وطن للنهضة؟
2024-11-20 05:41 م 155
بعد الحرب.. هل يستمر حزب الله بـ"اختزال" شيعة لبنان؟
2024-11-19 05:46 ص 104
لهذا رفضت المعارضة المبادرة الجنبلاطية الرئاسية!
2024-11-06 06:07 ص 142
وول ستريت جورنال": رياض سلامة أدى لعدم استقرار اقتصادي سمح لحزب بتحقيق مكاسب
2024-11-04 01:07 م 114
قضايا الفساد تُلاحق سلامة.مبلغ خياليّ.مذكرة توقيف وجاهية ثانية
2024-11-02 09:20 ص 137
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية