×

ابو تراب اليمني مستجوَبا في قضية مقتل القندقلي داخل رومية: أنا أضرب سجناء عقابًا

التصنيف: أقلام

2015-04-29  07:55 م  543

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 المصدر: "خاص- النهار" كلوديت سركيس
من يسمع بلقب "ابو تراب"، الذي اتهمه الشيخ عمر بكري فستق بأنه كان مع "ابو الوليد" وراء ما حصل في المبنى " د" في سجن روميه اخيرًا، يخيّل للسامع بأن صاحب اللقب رجل مفتول العضلات قويّ البنية طويل الهامة. ولا يتصوّر ان حامل هذا اللقب انسان لا يلفت النظر في بنيته القصيرة المائلة الى النحول. "ابو تراب" هو اليمني سليم علي عبد الكريم صالح الذي باتت لكنته قريبة الى اللهجة اللبنانية، وهو موقوف منذ احداث مخيم نهر البارد الملاحق فيها منذ عام 2007. ولم يصدر المجلس العدلي حكمًا في صدده بعد .
احضر "ابو تراب" الى المحكمة العسكرية بتهمة "الاشتراك مع بلال خضر ابرهيم في قتل السجين غسان قندقلي عن قصد بعد تعذيبه بشدة وضربه بشراسة" في المبنى "ب" وقبل نقل الموقوفين الاسلاميين الى حيث هم اليوم . كما اتهم سبعة آخرين بينهم خالد يوسف الملقب "ابو الوليد" بالتدخل في هذه الجناية. وهو احضر الى قاعة المحكمة من دون ان يتفوّه بكلمة طوال الجلسة في قفص الاتهام متمايزًا بهامته الفارعة العريضة عن سائر الموقوفين معه.
هل انت "ابو تراب" سأله رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن الطيار خليل ابرهيم، في حضور ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر، فاجابه "نعم انا هو. وكنت شاويشًا في المبنى"ب" عندما حصل حادث قندقلي".
ولماذا يرد اسمك في شكاوى كثيرة؟" اردف العميد ابرهيم ليجيبه "ابو تراب" "قضت جميعها ببراءتي".
انت جلاد في هذه القضية ؟" يجيب "ابو تراب" غير صحيح . انا اضرب فحسب ويعلم آمر السجن حينذاك بذلك. اضرب مساجين بسبب تعاطيهم مخدرات وليس صحيحًا انني أجلدهم وأعذبهم. ففي النظارة داخل السجن رقم 359 توجد غرفة للتعذيب وهناك عناصر امن، ويعرفون بما كنا نفعله. ولم استعمل اسلاكا كهربائية في الضرب استعملت يدي فحسب.
وعن علاقته بالسجين قندقلي الذي وجد مشنوقًا ويلفّ عنقه بقطعة قماش متدليًا وتحته دلو، افاد "ابو التراب" اتصلت بي امرأة وشكت ان لديها اربعة اولاد، وأرسلت صورة قندقلي شاكية من مخدّرات فقصدته الى غرفته وبادرته "سيتم نقلك الى غرفة النظارة تأديبيًّا لتنال عقوبتك". واضاف "حتى ان الضباط حينذاك يلجأون الى الغرفة نفسها ان ارادوا تعذيب سجين وفرض عقوبة عليه".
و"تركته في الانفراد؟" يجيب "نعم . تركته ثماني ساعات في الغرفة التي ليست سجنًا افراديا . ضربته عددا من الصفعات وعدت الى غرفتي. ثم سمعنا لاحقا بعجقة سجناء".
وسئل "انت والموقوف "ابو عبيدة" أداة تنفيذية لمحكمة شرعية داخل السجن؟". يردّ "ابو تراب" في أجوبته الحاضرة دائمًا على لسانه "هذا كلام يتمّ تداوله في الإعلام".
وعرض العميد ابرهيم صورًا لأحد الموقوفين في السجن الفلسطيني خالد شيباني تعرّض للضرب على قدمه وساقه وعينه . واعتبر "ابو تراب" ان الصور المعروضة تهويلاً مستفسرًا من رئيس المحكمة ان كان شيباني ادلى بأنه تعرّض للجلد على يده.
كان الموقوفون اثناء استجواب "ابو تراب" لا يجسرون على النظر اليه مباشرة . رمقوه بأطراف عيونهم، ورؤوسهم منحنية أرضًا او سرقوا نظرة اليه شذرا. وكان السجين الفلسطيني شيباني باهت الوجه أصفره عندما استدعاه العميد ابرهيم لسماع افادته على سبيل المعلومات. فتقدّم ورأسه صوب الارض امام منصة الشهود والمتهمين، فيما جرى إبعاد "ابو التراب" الى الخلف. وسئل شيباني فأجاب نعم، جلدني "ابو تراب" بكرباج مجدول 50 جلدة . وهذه الصور المعروضة تعود لي". فاستنفر "ابو التراب" في مكانه الى جانب قفص الاتهام وقال "كل هذا الكلام غير صحيح. احضر شيباني مخدرات غير مرة . انا اضرب ولا اجلد". فاجابه شيباني" ركبوا أمورًا عليّ".
وسئل "ابو تراب" من رئيس المحكمة "انت زعيم أحداث المبنى"د" التي شهدها سجن رومية اخيرا؟" فاجابه وهو يعود الى قرب المنصة مرتديًا لباسًا رياضيّا ومنتعلاً فوق الجاربين شحاطة من دون ان تبدو عليه آثار ضرب وأقله لم يظهرها الى المحكمة ، "لا علاقة لي بتلك الاحداث ولا أزال الى اليوم أتعرض للضرب . والضابط الذي عيّنني شاويشًا يكون موجودًا على ما افعله".
وقيل له" انت المتهم الاول في قضية مقتل السجين في التحقيقات التي اجريت". فاجاب "كانت العملية جلدًا فتحولت الى قتل؟ انا لم أرَ شيئا وبعد ثماني ساعات على ضربي اياه . حصلت عجقة قرابة انتصاف الليل، وكنت الاخير الذي نزل الى غرفة النظارة".
افاد شهود انك والموقوف بلال خضر ابرهيم "ابو عبيدة" لففتما الشال حول عنق الضحية وعملتما، وفق الشاهد السجين علي صالح، على جرّه مثل الكلب الى الحمام فكيف له ان ينتحر ويديه مربوطتين ؟" فاجاب "يوجد في النظارة مئة سجين ولم يشاهدني الا السجين علي صالح؟".


و"انت من طلب منك سحب الجثة من الحمام؟" فاجاب "ابو تراب" "انا ضربته وذهبت الى غرفتي". وطلب مواجهته باولئك الشهود".
وسئل"من يريد الانتحار هل يفتح الحنفية للفت انتباه خرير المياه؟ وثمة شهود رأوك فلماذا يفترون عليك" اجاب "الضحية سجن نفسه بشهادة السجناء".
وتأمينًا لإدلاء الشاهد السجين الفلسطيني احمد بدر ناصر بإفادته بعيدًا من الاكراه المعنوي والخوف من "ابو تراب"، طلب العميد ابرهيم من القاضي صادر نقل هذا الموقوف من سجن طرابلس الى سجن زحلة "حفاظا على وضعه". ثم توجه الى الشاهد قائلا له افادتك اساسية في هذا الملف". وأفاد الشاهد أعرف ان "ابو عبيدة" و"ابو تراب" ولجا المبنى "ب"، وضربني ابو عبيدة بتهمة تعاطي حبوب مخدّرة ولكمني في غرفة النظارة . هو يرسل بطلب السجين الذي يتعرّض للضرب منه ويبقى في غرفة النظارة يومين وفي حضور ضابط برتبة ملازم اول . واضاف قدم "ابو تراب " الى الغرفة آخر شخص". وأيّد الشاهد كلام رئيس المحكمة من وجود "ابو عبيدة " في غرفة المحقّق اثناء تنظيم محضر مع سجين في موضوع ضرب، مشيرا الى انه كان في غرفته "عندما قيل ان قندقلي شنق نفسه".
وجاهر"ابو عبيدة" لدى استجوابه "اننا مستلمين المبنى"ب". وأيد الشاهد لجهة انه كان في مكتب المحقّق عند تنظيم المحضر بعد إحضار المطلوب التحقيق معه في كتاب معلومات. وقال "ساد تعاون بيننا وبين الادارة التي عند طلبها اي سجين احضره وليس المساجين الذين يخصوننا فحسب".
ولماذا ابو التراب لا يحب الضابط جبريل"؟ وتدخل ابو التراب واجاب متهما الضابط "كان يركب علينا قصص. هم كانوا يُدخلون المخدرات الى السجن ويتاجرون بالاولاد. ونحن كنا نضبط الوضع". وشاركه ابو عبيدة في الكلام وقال "ثمة مساجين يخافون منا لأننا الاغلبية في المبنى. وانا كنت أضرب بيدي من يخطئون سواء بتعاطي مخدرات او امور اخلاقية".
وسأله العميد ابرهيم"ما سبب وجودك مع ضابط خلال تنظيم محضر تحقيق بالضرب. وانت مدّعى عليك فيها مع " ابو تراب"؟" اجاب ابو عبيدة "نحن نكون عندما يحصل اي شيء. وانا من ضرب الشاكي. وأي محقّق أراد الدخول الى مبنى "ب" كان يناديني او ينادي "ابو تراب".
وطلب رئيس المحكمة من ممثل النيابة العامة القيام بإجراء مماثل لنقل الشاهد السجين الفلسطيني هاني شرف محمود من سجن رومية الى سجن آخر وأرجأ الجلسة الى 16/9/2015 للاستماع الى افادة هذا الشاهد، الذي كان ادلى انه راى ابو عبيدة وابو تراب يُدخلان الضحية الى الغرفة، بحسب ما ذكر رئيس المحكمة. وهنا تدخل ايضا "ابو تراب" قائلا "نحن الآن في سجن الريحانية فكيف يخافون منا؟" كما تقرّر دعوة الملازم اول في قوى الامن الداخلي نصار الى الجلسة اياها. وكانت وكيلة عدد من الموقوفين المحامية هلا حمزة طلبت تخلية سبيل موكلين لها لأنهم أنهوا محكوميتهم، وخصوصا ان إفادات ذكرت ان الضحية شنق نفسه. وردّ عليها رئيس المحكمة طالبا منها "تجليس كلامها" والادلاء بما تشاؤه في المرافعة وقال لها "انا أحقق في ظروف مقتل قندقلي".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا