×

القتال بين "الصحوات" و"الخوارج" بدأ...كيف سيؤثر على المعركة مع "حزب الله"؟

التصنيف: أقلام

2015-05-12  08:17 م  880

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 المصدر: "النهار" محمد نمر
لم تفلح محاولات التهدئة بين المقاتلين في جرود القلمون، ونفذ صبر "جيش الفتح" أمام مواصلة تنظيم "الدولة الاسلامية" الاعتداء على عناصره، خصوصاً التابعين لـ "جبهة النصرة"، فأخذ القرار بـ"اسئصال هذه الفئة الفاسدة" ليبدأ القتال المنتظر منذ سنتين بين "الصحوات" و"الخوارج" (بحسب ما يطلقون على بعضهم)، بعدما بلغ ذروته في القلمون الشرقي.


البيان رقم 1
دخول "داعش" اللعبة خلط أوراق معركة القلمون، وأضاف عبئاً جديداً على "جيش الفتح" الذي يخوض أكثر المعارك شراسة في جرود الجبة وعسال الورد ورأس المعرة مع قوات النظام السوري و"حزب الله". وحاول وجهاء القلمون أكثر من مرة تهدئة الطرفين لكنهم فشلوا، وجاء بيان "جيش الفتح" رقم واحد، ليوصّف حال الجرود وأسباب إعلان القتال ضد "داعش": "ازدادت الحملة من الرافضة على الجرود بشراستها الهشة وتبين لكثير من المسلمين بطلان الخلافة المزعومة بعد أن أصبحت النسبة العظمى من الذين يستغلون هذه الراية أصلاً، إما عليهم شبه شرعية بالعمالة أو قطاع طرق أو البعض الذين يُستغلون من أجل الطعام واللباس".
وعددّ "جيش الفتح" بعض أعمال "داعش"، ومنها: "ايواء كثير من المفسدين، تفريغ غالبية نقاط الرباط من المجاهدين عندما طعنوا بهم وأخذوا سلاحهم فكانت النتيجة ترك الجهاد والجلوس في مخيمات اللاجئين، اقتحام مقرات عرابة إدريس، إطلاق الرصاص على الشيخ معتصم وأخذ سلاحه وذخيرته، قتل المقنع ومعه أربعة من شبابه بحجة أنه تابع إلى حركة حزم، قتل أبو أسامة البانياسي الأمير السابق للتنظيم بسبب تمسكه بالحق وتعاطفه مع الفصائل المجاهدة، قتل العميد يحيى زهرة بحجة عمالته لأميركا، تكفير المسلمين... حتى أصبحوا فئة باغية ذات شوكة ومنعة وجب شرعاً استئصالها وقد تكون هي المصلحة الشرعية المقدمة الآن".
أخبار ذات صلة
"جيش الفتح" في جرود القلمون يعلن القتال ضد "داعش" ويصدر البيان رقم 1


500 مقاتل من الجرود إلى الملاهي
يقود عناصر "داعش" في الجرود أميرهم أبو بلقيس البغدادي، المعروف بتطرفه وشراسته، وذلك بعدما أقدم الشرعي السابق أبو الوليد المقدسي على قتل أمير التنظيم أبو أسامة البانياسي بسبب تواصله "الجيد" مع باقي الفصائل، بحسب ما تقول مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر" لـ"النهار"، مذكرة بأن "داعش في القلمون تتبع إلى والي دمشق في قراراتها". وتقول: "شهد الاثنين مواجهات قاسية بين الطرفين، خصوصاً بعدما أقدمت داعش على اعتقال أحد عناصر الجيش السوري الحر الذي كان تحت حماية النصرة، وخلال اعادة تحريره تم اعتقال العديد من العناصر وقتل لا يقل عن 6 داعشيين".
تتواجد "داعش" بحسب المصادر في "جرود جوسية شمالاً والبريج وقارة وجريجير، مروراً بقسم من جرود فليطة وواديي ميري ومرطبيا وصولاً إلى طريق الملاهي الذي يؤدي إلى عرسال اللبنانية جنوباً، ولم يعد يتجاوز عديدها الـ 500 مقاتل"، معيدة سبب تراجع عدده (كان نحو ألف السنة الماضية) إلى "المشاكل التي أدت إلى مقتل البانياسي فضلاً عن الانشقاقات التي شهدها من الذين لم يقتنعوا بفكره، خصوصاً من الذين لجأوا إليه من أجل الغذاء والسلاح، فلدى "داعش" طريق امداد في اتجاه الداخل السوري كما يحاول أن يؤمن بعض احتياجاته من عرسال كما باقي الفصائل". كما تحدثت معلومات عن حصول انشقاقات في اليومين الأخيرين في صفوف "داعش"، خصوصاً بعد الاعلان عن تشكيل "جيش الفتح".


"داعش" ضعيفة
ولا تخفي المصادر الخوف من التأثير الكبير على المعارك مع "حزب الله" جراء هذه المعركة، وترجح أن "يتراجع تنظيم الدولة عن مقاتلة جيش الفتح، خصوصاً بعد البيان الأخير الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب، وقد بدأت فعلاً، أو ستكون نهاية هذا التنظيم قريباً". وبناء على نموذج القتال مع "داعش" في القلمون الشرقي، فإن هذا التنظيم وبعد بدء المعارك هناك أصدر بياناً دعا فيه فصائل المعارضة السورية إلى التوبة وأعطاها الفرصة ثلاثة أيام لوقف القتال قبل وصوله إلى جبال البتراء في القلمون الشرقي، لكن الفصائل لم تستجب واستكملت المعركة. وتقول المصادر: "قد تحاول داعش أن توقف القتال، خصوصاً أن عناصر التنظيم في الجرود استاؤوا منه، إذ كانت قيادته تعدهم بمؤازرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة من أجل اقامة ولاية لبنان، لكن حتى اليوم لم يصل أي دعم يذكر، وباتت داعش ضعيفة ومصداقيتها على المحك، مشددة على أن "استمرار المعاداة مع النصرة يعني نهاية داعش".
واستغربت غياب أي قتال بين "داعش" و"حزب الله"، قائلاً: "داعش هاجمت نقاط الجيش اللبناني وحاولت أكثر من مرة التسلل في اتجاه لبنان، فلماذا الحزب لا يهاجم داعش من ناحية رأس العين وقرى القاع اللبنانية؟ إذ يبدو أن "داعش" ذريعة يستخدمها الحزب ويجب التخلص منها".


المعارك مع "حزب الله"
أما عن تطورات المعارك مع "حزب الله"، فتحدثت قنوات الاخير الاعلامية عن سيطرة كاملة على جرود الجبة وعسال الورد وقرنة عبد الحق، فيما تتواصل المعارك في رأس المعرة، وتسود التقديرات المضخمة لقتلى العدو، ففي حين قدّر اعلام "حزب الله" قتلى جيش الفتح بأكثر من 120 قتيلاً منذ بدء المعارك، فيما المعارضة تتحدث عن أكثر من 100 قتيل في صفوف "حزب الله"، وأشار "جيش الفتح" اليوم إلى "مقتل 35 عنصرا من الحزب في جردي الجبة والمعرة، لافتة إلى أن الاشتباكات تواصلت خلال ساعات النهار من دون سيطرة كاملة لأي طرف.


أسرى لدى الطرفين؟
وترددت معلومات عن أسرى لدى الطرفين، إذ تحدثت "الهيئة العامة للثورة السورية "عبر موقعها "سراج برس" عن أسر عناصر من "حزب الله" الاثنين، في معارك جرود المعرة، ومقتل 25 أخرين"، كما تحدثت قناة "العالم" الايرانية عن أسر عدد من عناصر "النصرة"، إلا أن البعض شكك بمعطيات الطرفين، فلو كان ذلك صحيحاً لكانت قناة "المنار" عرضت صور الأسرى، ولكان "جيش الفتح" أكد الخبر في صفحته الرسمية.
وترددت معلومات عن سيناريوات عدة لانهاء المعركة من بينها امكانية انسحاب المسلحين من الجرود في اتجاه الرحيبة في القلمون الشرقي، حيث يسيطر "جيش الاسلام" مقابل الافراج عن العسكريين اللبنانيين، وبذلك يكون "حزب الله" قد انتصر اعلامياً وأعلن طرده للمسلحين واعادته للعسكريين، لكن المصادر القيادية في "الجيش الحر" التي تعلم بهذا السيناريو "تستبعد حصول هذا الأمر"، معتبرة أن "الضغوط الخارجية وحدها قادرة على دفع المسلحين إلى ذلك، خصوصا أن هؤلاء محاصرون  منذ أكثر من سنتين، فيما الرحيبة منطقة يسهل التنقل منها في اتجاه درعا أو تركيا، لكن مثل هذا السيناريو لا تحدده سوى المجريات الميدانية".


mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا