×

خامنئي: رفع كامل للعقوبات.. وإلا فسقوط الاتفاق

التصنيف: أقلام

2015-09-04  08:22 ص  413

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

يبدو ان المسار التنفيذي للتسوية النووية بين ايران ومجموعة «5+1» يتخذ وتيرة حذرة، فبعد يوم واحد من تخطي الرئيس الاميركي باراك اوباما اولى العقبات في مجلس الشيوخ، بحصوله على تأييد 34 عضواً، وقبل اسبوع من التئام الكونغرس لمناقشة اتفاق فيينا التاريخي والمصادقة عليه، اكد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي دعمه لتصويت مجلس الشورى الاسلامي على الاتفاق، لكنه حذر في الوقت ذاته من التحايل الغربي بشأن مسألة العقوبات، قائلاً انه ينبغي رفعها وليس تعليقها، كما ينادي البعض.
وفي خضم الاستعدادات للمعركتين البرلمانيتين بشأن الاتفاق النووي في الولايات المتحدة وايران، على حد سواء، وجهت قوات الباسيج، يوم امس، رسالة جديدة للغربيين، بإجرائها اوسع مناورة عسكرية بمشاركة اكثر من 50 ألف عنصر، وذلك استجابة لطلب المرشد الاعلى.
ونقل التلفزيون الإيراني عن خامنئي قوله إنه يدعم تصويت البرلمان على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى العالمية الكبرى، داعيا الى رفع العقوبات تماما عن ايران لا مجرد تعليقها.
وقال خامنئي، الذي يمتلك القول الفصل في كل أمور السياسة الايرانية، انه «يجب ألا يهمش البرلمان في قضية الاتفاق النووي»، لكنه اوضح مقصده قائلاً «لا أقول إنه يجب على النواب قبول الاتفاق أو رفضه... القرار بايديهم».
واضاف خامنئي «قلت للرئيس (حسن روحاني) إن عدم إتاحة الفرصة لمشرعينا لمراجعة الاتفاق لا يصب في مصلحتنا».
ولم يعلن خامنئي عن دعمه الكامل للاتفاق أو معارضته له، بل اكتفى بالثناء على جهود الفريق الإيراني المفاوض.
وبرغم ذلك، اكد خامنئي أنه من دون رفع العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني فان الاتفاق النووي معرض للخطر. وقال «اذا علقت العقوبات (فحسب) فلن يكون هناك اتفاق. لذا يجب حل هذه المسألة. اذا علقوا العقوبات فحسب فإننا سنعلق أنشطتنا النووية فحسب»، موضحاً «حينئذ نستطيع أن نزيد عدد أجهزة الطرد المركزي الى 60 الفا ونبقي على تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة ونسرع من وتيرة أنشطة البحث والتطوير».
وفي اول رد على تصريحات خامنئي، قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست ان ايران لن تحظى بتخفيف العقوبات إلا اذا التزمت بالاتفاق النووي.
من جهة ثانية، انتقد خامنئي السياسات الاميركية في الشرق الأوسط، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تعمل على «تدمير قوى المقاومة بالكامل، وهي تريد السيطرة بالكامل على العراق وسوريا».
واضاف «تتوقع اميركا من ايران أن تكون جزءا من هذا الإطار... ولكن هذا لن يحدث ابداً».
وباشرت لجنة خاصة في مجلس الشورى الاسلامي ـ حيث يحوز النواب المحافظون المقربون من خامنئي على الغالبية ـ مراجعة الاتفاق قبل التصويت عليه، علماً بأن حكومة روحاني لم تعدّ مشروع قانون بهذا الخصوص لاحالته إلى البرلمان.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، في تصريحات للصحافيين في نيويورك، ان مناقشة النواب الإيرانيين للاتفاق ستكون على الأرجح اكثر سخونة من مناقشته في الكونغرس الأميركي حيث سعى الجمهوريون الى وأد الاتفاق.
وقال لاريجاني إنه شخصيا يعتبر الاتفاق جيداً، لكنه حذر من أن هناك بعض المواقف المعارضة للاتفاق الذي ترفع بموجبه العقوبات المفروضة على ايران لمدة عشر سنوات على الأقل في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الايراني.
وقال رئيس البرلمان الايراني إن من بين الجوانب التي لا يرضى عنها المشرعون الإيرانيون إمكانية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في حالة انتهاك بنود الاتفاق.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما نجح، امس الاول، في حشد ما يكفي من الأصوات في مجلس الشيوخ لضمان موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي، غير أن صقور الجمهوريين تعهدوا بمتابعة جهودهم لافشال الاتفاقية عبر فرض عقوبات جديدة على طهران.
واعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الاميركي كيفن مكارثي، امس، ان المجلس سيصوت الاسبوع المقبل على الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني.
واضاف ان «هذا التصويت سيكون له تأثير هائل على امننا القومي كما على امن اصدقائنا وحلفائنا حول العالم».
وبعد تصويت مجلس النواب ستنتقل الكرة الى ملعب مجلس الشيوخ. وفي حال صوت الكونغرس بمجلسيه لصالح اقتراح القانون الرافض للاتفاق فان الرئيس باراك اوباما سيستخدم الفيتو ضده. وللتغلب على الفيتو الرئاسي، يجب ان يحصل معارضو الاتفاق على اصوات ثلثي اعضاء الكونغرس بمجلسيه، وهو امر بات متعذراً، منذ يوم امس الاول، بعدما اعلن 34 عضوا في مجلس الشيوخ، اي اكثر من الثلث، تأييدهم للاتفاق.
وبعدما ضمن عدم حصول معارضي الاتفاق على الاقلية المعطلة للفيتو الرئاسي في مجلس الشيوخ، يسعى البيت الابيض الان للحصول على 41 صوتا في المجلس لمنع الجمهوريين من الحصول على 60 صوتا لازمة لرفض الاتفاق.
ومن شان ذلك ان يجنب اوباما خطوة محرجة تتمثل في جمع تحالف اقلية من اجل الحفاظ على الاتفاق التاريخي، وهي عملية من شأنها ان تزرع الشكوك بين الاميركيين وحلفاء واشنطن الدوليين الذين يحرصون على الحصول على التزام قوي من الولايات المتحدة بالاتفاق.
الى ذلك، بدأ نحو خمسين الفا من عناصر قوات الباسيج مناورات عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم قوات الباسيج العميد ناصر شعباني ان هدف التدريبات التي تنتهي مساء اليوم هو»اثبات قدرة قوات الامن على ضمان امن البلاد» استجابة لطلب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي.
وقال اللواء حسين سلامي احد كبار قادة الحرس الثوري متحدثا في موقع التدريبات «ان الباسيج هم رمز الكرامة والشرف ووحدة» البلاد ومهمتهم «حماية القيم المقدسة للجمهورية الاسلامية في ايران».
وانشئت قوات الباسيج، التي تضم مئات الاف العناصر بامر من مؤسس الجمهورية الاسلامية اية الله روح الله الخميني بعيد ثورة 1979، وبرزت خلال الحرب مع العراق (1980-1988) بتشكيلها «موجات بشرية» مكلفة فتح الطريق في حقول الالغام. وغالبية عناصرها مدنيون، ويمكن تعبئتهم عند الحاجة، ووحداتها اقل عديدا لكنها محترفة ومسلحة.
ودور قوات الباسيج الحفاظ على النظام في حال حصول اضطرابات اهلية، ومعظم عناصرها يتحدرون من الطبقات الفقيرة والوسطى وهم بصورة عامة ناشطون في القضايا الاجتماعية مثل حملات التلقيح.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، اب)

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا