×

العجيبة الثامنة: باسيل يطالب بالكهرباء

التصنيف: أقلام

2015-09-06  07:36 ص  1123

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.


علي الحسيني المستقبل
تسلم وزير الخارجة والمغتربين الحالي جبران باسيل وزارة الطاقة والمياه في 13 تشرين الثاني العام 2009 وظل متربعاً على «طاقة» اللبنانيين حتى الرابع من شباط العام 2014، وهي فترة خمس سنوات خرج منها يجر وراءه ذيول الخيبة بعدما عجز عن تحقيق وعوده للبنانيين بتأمين الكهرباء «24 ساعة على 24«.

«هي وزارة الطاقة والطاقات اللبنانية». هكذا وصف باسيل وزارته يوم تسلم مقاليدها من سلفه الوزير السابق آلان طابوريان، لكن المفاجأة كانت بالأمس في اعلانه إحدى عجائبه السبع وتعاطفه غير المسبوق مع المواطن، مطالباً الدولة بتأمين الكهرباء 24 ساعة على 24، متناسياً أنه كان وزيراً للكهرباء لفترة خمس سنوات لم يلحظ خلالها اللبنانيون أي تحسن رغم الوعود التي كان يطلقها على منابره المتنقلة، وأن وضع الكهرباء في لبنان لم يسبق أن تردى مرة على غرار ما حصل طيلة فترة توليه الوزارة المعنية.

غريب هو معالي الوزير جبران باسيل في مطالبه، والأغرب تناسيه زمن الهدر والفساد أثناء توليه وزارة الطاقة والمياه، ففي ذلك الزمن «الجميل»، فاحت رائحة تسريب المازوت وحرب المليار ومئتي ألف دولار التي صرفت على الوزارة بعد تهديدات «عونية» مدعومة بحلفاء بتطيير حكومات، فكانت النتيجة أن طارت الأموال في ظل غياب الرقابة ورفضه المطلق تمويل مشاريع الكهرباء من الصناديق المانحة بموجب القانون الصادر عن مجلس النواب الرقم 181 من أجل تأمين 700 ميغاوات كهرباء. ويومها اتجه الى الخزينة العامة كونها تتيح له الصرف من دون حسيب ولا رقيب.

بالأمس القريب كان باسيل وزيراً للطاقة، ومع هذا كان يؤيد تحركات المتظاهرين المعترضين على التقنين الكهربائي لا بل أكثر من ذلك، كان يدعو إلى تحركات فاعلة بشكل أكبر على الارض من أجل الضغط على الحكومة وكأنه أو الجهة التي يمثلها غير معنيين بها. واليوم يمارس المهام نفسها من خلال تأييده التظاهرات ودعوته الناس للنزول إلى الشارع من أجل إسقاط حكومة هو أحد توليفتها، والأنكى كان نزوله إلى الشارع للدعوة نفسها.

ازداوجية المعايير أصبحت الطريقة أو المهنة الأصح التي يتعاطى فيها باسيل مع قضايا الناس المعيشية. يُنزّه المناصب والوزارات الحكومية التي يتولاها من عهد إلى آخر ويرفعها إلى مرتبة الشرف، وذلك على حساب الحكومات وأولويات العمل السياسي وحتى الأمني ودائماً وفق مقتضيات مصالحه. «لن يخرب الجيش إذا ترك العماد جان قهوجي». جملة رددها باسيل أكثر من مرّة من خلال الحملة العنيفة التي يشنها «تياره» حتى اليوم على موضوع التمديد لقادة الأجهزة الأمنية، وهنا يتناسى أيضاً، كيف كاد عمه النائب ميشال عون أن يشعل البلد من أجل توزيره في حكومة الرئيس سعد الحريري، علماً أن مجموع معدل الأصوات التي حصل عليها في الإنتخابات النيابية في العام 2009، لا تؤهله حتى ليكون عضواً في أي حزب أو تيّار.

واليوم يسأل المواطن نفسه: هل من فراغ أكبر من الذي أوقعنا فيه باسيل؟. ويسأل عن الخطط «العاجلة» التي كان يتفنن في حياكتها للحد من عجز الكهرباء وهو الذي دافع عن أصحاب المولدات الكهربائية يوم علا صراخ المواطن وعبّر عن وجعه من الكلفة التي يدفعها، وعارض الشركات الخاصة مثل كهرباء زحلة لإنتاج الكهرباء لكل منطقة البقاع الأوسط.

جبران باسيل الذي عجز حلفاؤه عن السكوت على أدائه في زمن وصايته على الكهرباء، بحيث كانت التظاهرات تبدأ تحركاتها من بيئتهم من طريق المطار وحارة حريك والجنوب والبقاع، اسم لن يُمحى من ذاكرة اللبنانيين وهو الذي لم يصدق معهم سوى مرة واحدة يوم قال لهم « الآتي أعظم«.

الوزير جبران باسيل، رجل لم يجد من يصفق له، فاستعاد شريط حياته وجلس وحده يصفق لنفسه.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا