خليل المتبولي : رصاصة مزّقت الوطن
التصنيف: أقلام
2018-04-17 12:11 م 314
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
بقلم : خليل ابراهيم المتبولي
الرصاصة التي اخترقت قلب معروف سعد في 26 شباط 1975 ، بقي طيفها وحقدها يحلّق في الأجواء اللبنانية ، حتى استقرّت مجدداّ في 13 نيسان 1975 ببوسطة عين الرمانة وقضت على العديد من الناس الأبرياء ، فكانت الشرارة التي قضّت المضاجع . في انتشار هذا الدم كان جرّ لبنان إلى حربٍ أهلية دامت خمسة عشر عاماً ، كانت حربَ اقتتالٍ عبثي سوريالي مجنون بين أولاد البلد الواحد ، العقل فيها معطّل ، والأحاسيس والمشاعر فيها حيوانية غرائزية ، والإنسان تحوّل إلى آلة يُدار بآلة غريبة غربية عربية لدمار بلده . أصبحْتَ ترى وجوهاً مخيفة ، لا حدود فيها للعنف والقتل ، العنف فتك في كل شيء ، وتغلغل في العقول والنفوس ...
العنف كبر وثار ولم يهدأ ، انبجس من بئر الحقد والكراهية ، ومن أعماق الطائفية والمذهبية ، العنف أصبح في الأعماق لا يستكين ، حتى صار في حياة الكثيرين هدفاً للقتل والإبادة ، في العتمة انبثق العنف ، وكبّر السادية والتسلّط والإستئثار . أصبحت الحياة في لبنان قتلاً ودماراً وعنفاً لا يستكين ، بل أصبحت خوفاً وهرباً وتهجيراً . تقطّعت أوصال البلد ، حتى كل مدينة في هذا البلد تقطّعت أوصالها ، إلى أن صار الأخوة والأحباب أعداء ، واشتدّت العداوة وزاد الكره وكَبُرَ البغض ، وطارت المحبة ، حملتها العصافير ورحلت ، وحلّقت الغربان في الأجواء ...
في تلك الفترة ، نزلت الناس إلى الشارع ، رفعت المطالب النضالية والجماهيرية ، وراح يتصاعد الحس الوطني والقومي ، وبدأت قوى التغيير تتنامى مخترقة أوساط الطوائف كلّها ، اهتزّ النظام الطائفي ، وعمّت الإضطرابات والمظاهرات لبنان كلّه ، وتصاعدت الحركات الجماهيرية ، واحتدم الصراع الطبقي ، ودبّت الفوضى في البلاد واختلط الحابل بالنابل ، وانقسم البلد بين يمين ويسار ، مما أدّى إلى قطع الطريق على هذا التصاعد النضالي ، وذلك بضرب الحركة الشعبية اللبنانية ، مقابل ذلك دخل على خط الصراع المقاومة الفلسطينية ، التي كانت تسعى إلى تحرير فلسطين ، فكان هناك فئة من اللبنانيين معارضة لهذه المقاومة ، وفئة مؤيدة ، مما سبّب في شرخ كبير في النظام السياسي اللبناني ، وشُنّ حرب على المقاومة الفلسطينية واليسار من قبل اليمين اللبناني ، أمام كل ذلك تحوّل الصراع إلى صراع طائفي ، وصراع بين مشاريع سياسية مختلفة ، أدّى بل أوصل إلى حربٍ أهلية ...
لم يعد هناك طريق سالمة ، ولا أماكن آمنة ، مدافع ، رشاشات ، قنص ، قتل على الهوية ، دخل اللبناني في نفقٍ لا ينتهي ، وأصبح غريباً في وطنه ، لا يعرف ماذا حصل ، وإلى أين سيصل ؟ أصبح حزيناً ، ومن كثرة ما تألّم ثار ، ومن كثرة ما ثار صمت ، اختنق وصَمَتَ . أصبح الوطن أشدّ قتامة من الظلام ، وأشدّ قهراً !..
بعد ثماني وعشرين سنة سؤال مشروع يُطرح في ظل الأوضاع التي نعيشها ، هل الحرب الأهلية انتهت فعلاً ، أم أنها لا تزال معشعشة في النفوس والعقول ؟ وهل هناك جمر خامد تحت الرماد سيعود يشتعل من جديد وفقاً لمقتضيات وتطوراتٍ ما ؟..
أخبار ذات صلة
خليل المتبولي : "مصطفى معروف سعد: شعلة المقاومة التي لا تنطفئ"
2025-01-20 11:38 ص 41
الشهيد الرئيس رفيق الحريري .. شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده
2025-01-20 05:57 ص 98
لا سلاح في المخيمات بعد سنة والتحدي في عين الحلوة
2025-01-18 09:40 م 71
حزب ا ل ل ه يفكك ميليشياته بسوريا ويتخلى عن مقاتليه السوريين
2025-01-15 10:25 ص 61
رئيس الحكومة قاضٍ مشهود له بالنزاهة: أمل جديد بعد سنوات من الفساد والظلم وسؤ الإدارة
2025-01-14 07:08 م 174
إلى الرئيس نبيه بري: هذه فرصتك لإنجاز وطني
2025-01-14 11:16 ص 118
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة
2024-12-19 01:42 م
حبلي زار السعودي وتم التباحث في شؤون المدينة
2024-12-17 12:29 م
بين التغييريين والسياديين ضاع نواب صيدا في استحقاق الانتخابات الرئاسية