موقع النشرة - علي ضاحي - الديار

حصة التيار الحقيقية 18 نائباً حزبياً... وليست فقط بأصوات المسيحيين

مع انقشاع الغبار الانتخابي وظهور النتائج الرسمية والمفصلة وبعد هدوء "الرؤوس الحامية" وسكون "سكرات الانتصار" التي بثها وزير الخارجية ورئيس ​التيار الوطني الحر​ جبران باسيل، تؤكد اوساط مسيحية في تحالف المقاومة النيابي ان التأمل والهدوء ودراسة النتائج مطلوب لكل القوى من فريقنا السياسي الى حلفائنا في 8 آذار وحتى حليفنا "اللدود" باسيل الذي لم يترك "للصلح" مطرحاً. وتؤكد الاوساط ان اسباب عدة ادت الى النتيجة "الهزيلة" في المضمون للتيار الوطني الحر وباسيل فالحقيقة ان كتلة التيار الصافية هي 18 نائباً حزبياً بالاضافة الى نائبين مقربين من التيار كشامل روكز والياس بو صعب و10 آخرين من المستقلين والمتمولين والحاضرين اجتماعياً في مناطقهم، اي ان اصوات البرتقاليين يضاف اليها مناصرو عون قائد التيار الاسبق ورئيس الجمهورية الحالي وهؤلاء صوتوا لمصلحة التيار حباً بعون الرئيس والملهم ويقدر عددهم بنسبة 20 في المئة من ناخبي التيار الاحد الماضي. بالاضافة الى ان ثلث الاصوات الثاني نالها التيار في عكار مثلاً من الاصوات السنية بعد تحالفه مع المستقبل ومع العلويين الذين صبوا للائحة ومنحوا النائب مصطفى حسين اي ان التيار ربح مقعدي لائحته باصوات السنة والعلويين. اما في البترون وزغرتا وبشري فقد سخر باسيل كل معركته ليفوز هو بمقعده بينما ربح التيار المقعد الثاني بفعل توزيع الاصوات بين لائحتي فرنجية والقوات في حين صبت اصوات ميشال معوض لمصلحة باسيل ولمصلحة الاخير. وفي هذه الدائرة تقاسم باسيل النفوذ مع فرنجية والقوات ومعوض مع ارجحية لفرنجية والمردة الذي اثبت حضوره المسيحي والشمالي.

وفي كسروان جبيل يتبين ان المرشحين المستقلين كنعمة افرام ومنصور غانم البون وزياد بارود حققوا حواصلهم باصواتهم وحضورهم في حين لم يحصل الحزبيون في التيار على عدد الاصوات التي نالها اخصامهم على لوائح القوات والوزير السابق فريد هيكل الخازن كما خسر التيار وعلى عكس الانتخابات في دورتي 2009 و2005 الاصوات الشيعية التي كانت ترفده باصوات كبيرة فسقط مرشح حزب الله حسين زعيتر بعدما نال اصوات كبيرة في حين نجح مرشح شيعي مستقل هو المحامي مصطفى الحسيني ويتردد انه مرشح الوزير سليمان فرنجية. وتؤكد الاوساط ان التيار لم يوفر العهد ولا رئاسة الجمهورية والا الاجهزة الامنية ولا "جيوب" المرشحين المستقلين الذين فازوا في جبيل وكسروان وباعتراف باسيل ان العديد من مرشحيه غير الحزبيين مولوا الحملات الانتخابية للتيار ورفدوه بالمال اللازم للتأثير على ارادة الناخبين والضغط امنياً وسياسياً على المعارضين للعهد وللتيار الوطني الحر في منطقة كسروان التي كان يدعي باسيل انها عرين للتيار لكنها ظهرت وفق النتائج عكس ذلك فتقاسم النفوذ مع القوى المتمولة والعائلات والاحزاب كالقوات وتحالف فرنجية - الخازن.
وفي زحلة لم يحقق التيار النتيجة المرجوة رغم تحالفه مع المستقبل وخسر الصوت الشيعي في المدينة كما انحاز الصوت الارمني في جزء منه الى لائحة فتوش - حزب الله وربحت هذه اللائحة مقعدين هامين.
وفي بعلبك - الهرمل خسر التيار حضوره الماروني مع خسارة النائب اميل رحمة مقعده لمصلحة مرشح القوات انطوان حبشي حيث اكد القوات حضوره المسيحي والماروني فيما تراجع حضور التيار الذي كان يتحالف سابقاً مع الثنائي الشيعي ويحصل على اصواتهما.
وفي بيروت الثانية نجح التيار بانتزاع مقعد الاقليات من الحزب القومي وبتصويت من الثنائي الشيعي والاكراد والمشاريع وتحقيق اللائحة نتيجة جيدة في عقر الحريري وتقول الاوساط لو ان التيار استطاع ان يحفز الناخب المسيحي لكانت اللائحة وصلت الى 5 حواصل وليس 4 وهنا ايضاً "امتطى" باسيل "ظهر" الثنائي للحصول على مقعد. كما فعل الامر نفسه مع الطاشناق والمستقبل بفعل تحالفه معه في بيروت الاولى وحصوله على الاصوات السنية والارمنية ورغم ذلك تمكن المجتمع المدني المسيحي بالفوز بمقعد ونالت القوات حصة جيدة.
وفي صيدا جزين نال التيار ما يكفي من اصوات البزري والجماعة الاسلامية وهي اصوات سنية مكنته من الفوز بالمقعد الكاثوليكي مع كثير من الحظ ايضاً.
وجنوباً ايضاً لعب باسيل في "ملعب الثنائي الشيعي" في الزهراني وصور وفي حاصبيا ومرجعيون والنبطية لكنه لم يحقق اكثر من حضور رمزي خجول ولم ينجح الا في "زكزكة" وجدان الناخب المسيحي ووعده بالخدمات والانماء وهو امر يتم منذ زمن عبر الرئيس نبيه بري وكتلته التنمية والتحرير لذلك خذله الناخب المسيحي ولم يستجب لوعوده الفارغة انمائياً وخدماتياً بالاضافة الى ملف العفو عن جيش لحد وعائلاتهم من المناطق الحدودية الجنوبية.
وتؤكد الاوساط ان "التكتيك" الانتخابي الذي اعتمده باسيل عبر الترشيحات الكثيرة في كل الدوائر لحزبيين وغير حزبيين كانت ناجحة ولعب الحظ دوره في صيدا جزين وفي الشوف وعاليه وبعبدا فكان ان ربح مرشحو التيار بفعل توزع الاصوات الطائفية وفي حين لم تنجح "خطة" باسيل في مناطق اخرى وطحن مرشحوه بعضهم بين حزبيين اقوياء وغير اقوياء وبين مستقلين حصنوا انفسهم ولم يعطوا التيار صوتاً واحداً وبين مال لم ينجح في "دفش" لوائح التيار في كسروان والمتن.
وتشير الاوساط ان رغم كل "الهوبرات" والادعاءات فهناك واقع جديد افرزته الانتخابات وهو ان الشارع المسيحي بات مقسوماً بين التيار والقوات والمردة والنائب ميشال المر والقومي والحالات المستقلة المسيحية وبواقع خمسين في المئة للتيار و30 للقوات و20 للقوى الاخرى اي ان باسيل لم يعد ممكناً له القول باحتكار التمثيل المسيحي والماروني فسيكون له نصف المقاعد المسيحية فيما سيتقاسم الباقون النصف الاخر وفق احجامهم وتمثيلهم وهذا ما سيكون عنوان المرحلة المقبلة ولن تنفع معها الانتصارات الوهمية لباسيل وحزبه فالارقام تحدث عن نفسها وما قبل 6 ايار 2018 ليس كما بعده