×

"كفرناحوم" و"تحريم" الفرح

التصنيف: أقلام

2018-05-22  12:05 م  607

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

بهية سكافي 

..."كلٌّ يحاول على طريقته ووفق قدراته دعم بلده، منهم من يفديه بالدم والروح ومنهم بالفكرَ والموهبة والبعض الآخر بالمحبة والولاء. الثابت ان الكل في لبنان قدم ولايزال التضحيات من اجل وطنه. صور الشهداء من كل الطوائف لاتزال معلقة على جدران منازل ذويهم، معلقة في القلوب وفي كل مكان".

أتعجب كثيرًا من اولئك الذين يستبدلون ثقافة حب الحياة وتحفيز الآمال والمواهب والابداع، واستنهاض الهمم فى نفوس الناس، بثقافة "عشق الموت" وتعميم اليأس وتحطيم كل نجاح يتحقق والتقليل من اهمية اي تطور يحدث وتكسير كل إبداع يُصنع. وللأسف الشديد، فإن تلك الثقافة البعيدة كل البعد عن ثقافة الاديان إلا أنها ‏تنتشر وبسرعة. لطالما تساءلت لماذا هناك فئة تحرّم على الناس الفرح والرقص والحياة؟ لماذا يريد البعض ان يقتل فيهم الحياة ويزرع مكانها الموت والحزن؟ لست بوارد كتابة درس عن التعدد الديني الذي يتغنى به اللبنانيين ولكن الا يستحق فوز فيلم "كفرناحوم" فرحة مشتركة على مساحة الوطن؟ الا يستحق الجندي والاستاذ والطفل وبائع الخضار واهالي الشهداء وابنائهم ان تجمعهمم قفزة انتصار وفرحة فوز حققها انجاز من بلادهم؟

وبعيدا عن القرف اليومي الذي يعيشه اللبناني في كل تفصيل من حياته، (من انتشار النفايات ومشكلة كهرباء وانقطاع المياه والبطالة وزحمة السير والسلاح وإنعدام الامن والتخوين الخ...) جاء فوز فيلم "كفرناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم بالدورة الـ 71 من مهرجان "كانّ" السينمائي، ليشكّل نافذة يستنشق منها اللبناني هواء نقيا ينعش ذاكرته بأن لبنان المبدع لا يزال يحتوي على الكثير والكثير من القدرات التي تستطيع ان تصل الى العالمية وتنافس في مجالات عدة وتفوز. جاء "كفرناحوم" ليشكل بقعة ضوء في سماء قاتمة تحتلها رصاصات طائشة و"آربي جيهات" جاهلة.

لن اتحدث عن تغريدة منار صباغ بشأن "كفرناحوم" لان  الجهل والحقد ببساطة لا يستحقان، لكنني ساتحدث عن تغريدة النائب المُنتخب نواف الموسوي على موقع "تويتر" وقال فيها: "بلا لبكي، بلا وجع رأس. وقت الجد ما فيه غير سلاحك بيحميك". تلك التغريدة ليست سوى جملة من نص عنوانه العريض "لبنان المرتهن". هذا اللبنان المطلوب ان يكون رهينة وان يبقى شعبه وأحلامهم ومدنهم اسرى ممارسات قوى معينة بدل ان يكون البلد الأكثر ازدهارا. مطلوب، بكلّ بساطة ان يكون لبنان بلد يائسا بائسا خاضعا لرحمة فكر متقوقع، أي حيّ فقير من احياء ايران.

عندما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، بدا فيه النائب نواف الموسوي يرقص على انغام أغنية "علّي الكوفية" في بلدة البرغلية قضاء صور،  لم ار فيه سوى مشهدا عفويا انعكس فرحا عليي وعلى الناس. فالفرح حق مشروع لكل الكائنات وحتى الرقص "ليس محرماً" على احد وكذلك على نواب "حزب الله" وبالتالي من المحبب والمرحب أن يكون نواب الحزب على طبيعتهم.   من أنت ومن انا لتحرّم عليّ وأحرّم عليك وعلى الناس نعمة الحياة والفرح التي منحها الله للعباد؟ هناك أشياء أخطر في الوطن وفي "بيئتك" تحديدا صنعتها ثقافة الموت واليأس والشعارات الكاذبة.  

هي ليست المرة الاولى التي يقوم فيها "حزب الله" بتأكيد تمسكه بالسلاح وبثقافة التقوقع وعزل لبنان عن محيطه، طبعا بحكم ان الحزب اصبح يعتبر بيروت "العاصمة الرابعة" لايران وبالتالي يجوز له شرعا ان يفرض سلاحه وسياساته و"ثقافته" على كل "الفينيقيين". خصوصا وأن "حزب الله" يَبرع في سياسة تصنيف البشر بين ممانع موالٍ للحزب وبين خصم "عدو" متآمر لأنه مثلا دافع عن بطون رُضّع بلدة مضايا الفارغة بفعل الحصار الذي فرضه عناصره على تلك البلدة السورية. 

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا