وجع القلب

التصنيف: أقلام
2018-11-07 11:13 م 1134
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
خليل المتبولي : وجع القلب !..
تستيقظ باكرًا ، وأنتَ مفعمٌ بالنشاط والحيوية ، وفي رأسك ألاف الخطط والمشاريع ترغب في تنفيذها في مجال عملك ، تفتح النافذة كي تأخذ أملًا جديدًا من هذا النهار وإذ بكَ تتفاجأ بأنّ الطقس محتار في أمره ، هل يذهب نحو الشتاء أم نحو الصيف ، تصاب بخيبة صغيرة لأنّك أنتَ ستحتار أيضًا ماذا سترتدي ؟ تقفل النافذة وتقول يا فتّاح يا عليم ، وتتّجه إلى المطبخ وإذ بالكهرباء مقطوعة وإشتراك المولد مقطوع أيضًا ، تحاول أن تتصل بصاحب المولد ، لا يجيب على اتصالك ، تتكركب قليلًا ومن ثم تضيء شمعة ، وفي داخلك هذه العبارة التي تعلّمتها منذ الصغر " أن تضيء شمعة خير لك من أن تلعن الظلام " ، إنما الظلام المعنوي يحيط بكَ من كل جانب ، تدخل المطبخ على ضوء الشمعة تتناول ركوة القهوة وتفتح حنفية الشرب ، (منَشْفِي ) ، تتناول غالون المياه الذي تشتريه كي تشرب وتطبخ منه بشكل يومي من عند جارك الدكنجي أبو ربيع ، والذي لامهرب من نقّه وانزعاجه من الوضع ، وفي لحظة من لحظات تحليلاته تحسب نفسك جالس مع كبار المحللين السياسيين والإجتماعيين في البلد ، تنتهي من عمل قهوتك ، تشربها وأنت جالس على طاولة المطبخ ، وتتأمل الشمعة وفي مخيلتك الكثير من الأفكار ، والنيّة في أن يكون هذا اليوم خيرًا ، تقوم ، تُنهي أعمال الحمام ، ترتدي ثيابك الصيفشتوية ، تُطفىء الشمعة وتخرج .
تركب سيارتك وتتجه إلى مكان عملك الذي يبعد بالسيارة عن منزلك مدة عشر دقائق ، بينما تستغرق الرحلة أكثر من نصف ساعة ، وذلك يعود للتنظيم الرائع لطرقاتنا ، وللحفر والمطبّات التي تعيق التقدّم ، ولشرطي المرور ، ليس إلّا ! المهم أنك تعلق بعجقة رهيبة ، تكره حياتك بسببها ، وخصوصًا أنك تكره القيادة ، وتكره الزحام ، بعد عناء الطريق تصل إلى عملك منهكًا ، والأفكار الإيجابية التي كانت في رأسك تتحوّل إلى سلبية ، ويتعكّر مزاجك أكثر ...
تدخل مكان عملك وأنت متّكل على الله ، ولديك قليل من الأمل في هذا اليوم الجديد ، تجلس وتنتظر رزقتك ، ساعة ، ساعتان ، ثلاث ساعات ، حتى صباح الخير لا أحد يدخل ليرميها عليك ، تملّ من هذا الوضع ، تفتح الفايسبوك لتتصفحه لا يوجد شيء يسرّ القلب . تنتقل للتويتر ، أخبار سوداوية محلية وإقليمية ودولية . تذهب للصحف الإلكترونية لتقرأ أحوال البلاد ، الحكومة لم تُشكّل بعد ، وعالقة بين عقدٍ طائفية ومذهبية ، تحلّ عقدة ، تتعقّد في الثانية ، تنحلّ في الثانية تتعقّد أكثر في الثالثة وهكذا دواليك ، صفقة بواخر ، صفقة محارق ، " صراع يشتدّ بين الإقتصاد والمولدات : تقنين داخل التقنين " الفساد مستشرٍ ، والسرقات على عينك ياتاجر ، والبلد إلى المهوار ، والوضع العام دخل في عنق الزجاجة ، والمواطنون مكتومون لا يتكلمون ...
ينقضي النهار على هذا الحال ، وعلى هذا المنوال ، لا بيع ولا شراء ، ولا أي سؤال ، وتبقى الحسرة في القلب والإحساس ، ويدخل البلد في دوامة الإفلاس ، ويبقى المواطن يشرب مرّ الكاس .
وكما تدخل مكان عملك تخرج ، من دون أن ترى أحدًا ، أو أن تقبض فلسًا من أحدٍ ، تنظر إلى وضعك وإلى مَن حولك ، تجد أنّ الجميع يعيشون الحالة ذاتها ، تصاب بخيبة أملٍ كبيرة .
تعود إلى المنزل أخر النهار ، وأنت محبطٌ ومكتئبٌ ، ولا تدري ماذا تفعل ؟ تبقى في هذا البلد أم ترحل ؟ وإن رحلت إلى أين ؟..
أخبار ذات صلة
هل يكون السلاح الفلسطيني ورقة حزب الله الأخيرة؟
2025-04-20 05:20 ص 42
في يوم الأسير الفلسطيني لابد للقيد أن ينكسر مهما طال أمد الاحتلال ... بقلم د. وسيم وني
2025-04-17 05:45 م 59
موسم جني الثمار
2025-04-13 03:29 م 140
توماس فريدمان: نتنياهو يُطيل أمد الحرب في غزة لسببين
2025-04-10 05:37 ص 102
سباق بين امتثال طهران لأمريكا والضربة الكبرى: «وحدة الساحات» في المسار المعاكس!
2025-04-06 10:16 ص 132
لا خطة واضحة.. هل تقدر حكومة لبنان على نزع سلا
2025-04-05 05:53 ص 142
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص

الانتخابات البلدية في صيدا تتجه نحو الإبتزاز مالي والحصص والهيمنة
2025-04-01 02:10 م

الدكتور حازم بديع يحول صيدا من الليل إلى النهار
2025-03-24 11:30 ص

قيمة صادمة لفاتورة الكهرباء الشهرية للحرم المكي.. تقرير يكشف ويثير تفاعلا