×

رفاق الطفولة: خسرنا أغلى رفيق

التصنيف: أقلام

2019-02-15  06:42 م  1214

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

رافت نعيم 

من بيت متواضع يتوسط بستاناً في المكان الذي يقوم فيه مبنى سنترال صيدا حاليا بحي الست نفيسة، انطلق رفيق الحريري طفلا الى المحيط القريب والبعيد مستكشفا الطبيعة والأمكنة والأشخاص ومحتكا بهموم الناس التي كان بحكم فقر عائلته يشاركهم بعضا منها ..

 

من الطريق التي شاركه اياها بعض اصدقائه من ابناء جيله.. الى مدرسته الأولى " فيصل الأول " .. والى مراتع الطفولة والصبا وزهر ليمون صيدا وبحرها الذي شهد على احلامهم معا، تحولت مساحات زمنية راكمت ذكريات مشتركة مع افراد العائلة وزملاء الدراسة.. 

 

مرت السنون ، واختفى البيت .. واختفى البستان .. ولا زال رفيق الحريري مقيما في ذاكرة المكان .. وها هم رفاق الطفولة ومن المكان نفسه تجمعهم ذكراه مستعيدين بعضا من ذكرياتهم معه.. 

 

يتذكر محيي الدين الظريف مع رفيقيه نور الدين سمورة وسمير البساط حين كانوا في الصف الخامس ابتدائي وطلب استاذهم منهم ومن زملائهم ان يحدد كل منهم ماذا يريد ان يكون حين يكبر ،  حتى وصل الى زميلهم في الصف حينها "رفيق الحريري"  وسأله ، فكان جوابه " "بدي اعمل رجل اعمال" .. يضيف الظريف: صرنا نضحك .. وقلتلو " روح دبّر قوت يومك قبل ما تعمل رجل اعمال" .. فلما خرجنا ، سألناه "شو رجل اعمال " قال :"رجل اعمال يصير عندي شركات واموال" .. فقلنا له :" ان شاء الله الحلم يتحقق" .. 

 

ويضيف الظريف : "كان خلال فصل الصيف احياناُ يشتغل عند "أبو احمد" بياع الوقية في صيدا القديمة وكان يبيع قماش . كما اشتغل عند عبد الحميد حبلي في ساحة النجمة وكان يشهد له بالأمانة . 

 

ويعتبر الظريف ان "رحيل الرئيس رفيق الحريري كان خسارة لمدينة صيدا ولكل لبنان والوطن العربي لأنه كان قومياً عربياً وكان يحب الوطن العربي ولا يحب ان يراه مشرذماً كما هو اليوم" . 

 

ويتذكر نور الدين سمورة رفقة الدراسة مع رفيق الحريري فيقول " في الطريق الى مدرسة " فيصل الأول " كل يوم كنا نلتقي مع رفيق الحريري في ساحة باب السراي ونتابع السير معا، وفي اوقات الفراغ كنا نرتاد البحر و"نلقط سلاطعين" ونصطاد سمكا ونشوي ونأكل او لنسبح  . وكثيرا ما كنا نأتي الى بيت ابو رفيق رحمه الله في حي الست نفيسة لندرس معا ، وكانت الحاجة ام رفيق رحمها الله تعد لنا المناقيش بزعتر ودائما كنا نلعب في البستان المحيط ببيتهم  .. ويضيف :" كنا نرافقه الى البساتين في الصيف حيث كان يعمل ليؤمن مصروفه ، ومنذ صغره كان يحب الناس و" اللي بجيبتو مش إلو" ويحب العمل ، ولما كبر اصبح رجل اعمال وانماء ، بنى لبنان وارسى دعائم الدولة والمؤسسات ".. 

 

والى جانب ذكريات مشتركة مع رفيق الحريري يتقاسمها مع رفيقيه الظريف وسمورة يضيف البساط اليها حين كانوا " الأصدقا الأربعة " يقصدون ساقية كانت تمر أمام فرن "حي الست نفيسة" القريب من بيت ابو رفيق فيقول : كنا احياناً نصنع " شخاتير " ورقية ونطلقها في الساقية ونلحق بها .. وكنا حين نذهب سويا الى المدرسة او نعود منها كانت لنا محطة دائمة عند فلافل بديع وكون بيتي كان قريبا من بيت رفيق كنا نبقى سوياً.. كان يحبنا كثيراً وبقي يحب رفاقه لآخر يوم . كان يحلم ببناء صيدا وبتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي فيها وبان تصبح  عروس لبنان " . ويخلص للقول " رحم الله رفيق الحريري كان رفيق لبنان ونحن بخسارته خسرنا أغلى رفيق ".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا