×

إحراق الانتفاضة مع السلطة!

التصنيف: أقلام

2020-01-20  10:41 ص  266

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

كتب نبيل بو منصف في "النهار": إحراق الانتفاضة مع السلطة!

لا نزعم امتلاك المعطيات الموثوقة التي تخولنا الجزم بمن فجر في قلب بيروت السبت الفائت أسوأ مواجهة "أهلية" كانت بمثابة البروفة الاكثر توغلا نحو محاكاة الذاكرة اللبنانية بفتنة الفوضى الاهلية. لم تكن مواجهة تقليدية بين جماعات من الثوار والقوى الامنية بل تحولت بلمح البصر الى اختصار ناري عنيف ينذر بأسوأ مسار زاحف علينا. ينبئ هذا المسار بان احراق وسط بيروت بمنازلات العنف التصاعدي ما هي الا مؤشرات نجاح سلطة جرى اسقاطها تعمد الى توظيف شوارع الفقر والغضب في استنزاف يشوه الانتفاضة ويضربها بالقوى الامنية ويستدرج هذه الاخيرة الى العنف المفرط. هل كانوا يزمعون فعلا تمرير حكومة رفضتها الانتفاضة من خلال رفع وتيرة التخويف من الانهيار الامني واستباحة بيروت ام بلغوا قمة الافلاس السياسي في عدم امتلاك المبادرة حتى في تمرير حكومتهم فتسللوا الى المناسبة السانحة؟ لن نجزم ولن نستبعد اي احتمال تآمري ولن ننزه احدا ولن نخاف الا على اللبنانيين الضحايا الذين تجري محاصرتهم بين الانهيارات والفوضى والشغب الطالع نتيجة انفجار بقايا الصبر وتحول السلمية الى عنفية في انتفاضة باتت تواجه تحديات مفصلية لحماية جماعاتها وأهدافها ومنع الخطط الخبيثة من تشويهها وضربها. واذا كنا نود تحكيم الحقائق الموضوعية فاننا لا نتردد لحظة في ايجاد المبررات المخففة للانزلاق نحو العنف على ايدي المنتفضين متى كان ذلك نتيجة الاهتراء المتصاعد في احوال الناس وسط انتظار سلطة انتزعت المقاييس الخيالية في قصورها وتآمرها على مواطنيها. ومع ذلك يغدو مقتلا حقيقيا واخطر من كل المحاذير الماثلة الان ان تنزلق الانتفاضة او جماعات كبيرة فيها الى هذا المنزلق على غرار ما حصل في بيروت لانه مؤشر الى ازدياد الاهتراء جراء مخطط شديد الخبث للإجهاز على الانتفاضة بسلاح الاستنزاف والتشويه والمواجهة الخاطئة بين الضحايا المدنيين والأمنيين. ولن نذهب ابعد في ما كان ولا يزال يشكله خطر الاستنزاف على بيروت التي تختصر كل تلاوين لبنان وطوائفه وفئاته ومناطقه.

المصدر موقع mustaqbalweb تصوير نبيل اسماعيل

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا