×

يوم تنفيذ ثورة 1952

التصنيف: أقلام

2020-07-23  01:40 م  219

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

بقلم خليل ابراهيم المتبولي
... في يوم 22 يوليو (تموز) علم جمال عبد الناصر أن الملك فاروق وكبار المسؤولين في البلد أدركوا تخطيط الضباط الأحرار لتنفيذ الثورة ، وأن الخطر بدأ يتهدّدهم بشكل سريع ، مباشرة حدّد موعد الثورة في اليوم التالي أي في يوم 23 يوليو (تموز) ، وأصدروا منشورًا سرّيًّا أوضحوا فيه أنّ مهمة الجيش هي تحقيق استقلال البلاد كاملًا .
منتصف ليلة الأربعاء 23 يوليو (تموز) أعطيت الإشارة بالتنفيذ ، وانطلق الضباط الأحرار للقيام بأدوارهم حسب الخطة المتفق عليها ، والتي وزّع الأدوار طبقًا للخطة جمال عبد الناصر ، انطلقت الثورة من ثكنات الجيش بالعباسية ، وتوجّهت لاعتقال كبار الضباط في مراكزهم وفي منازلهم ، وتمّ نقلهم إلى مبنى الكلية الحربية وحجزهم في غرف منفصلة ، مما أتاح للثوار حرية التحرّك ، بعد أن أصبح الجيش تحت تصرّفهم .
أُرسلت قوة لسد الطريق الممتد من منطقة القناة خشية محاولة القوات البريطانية التدخل لصالح الملك ، وأُرسل الأخَوَان صلاح سالم وجمال سالم لتولي أمر الوحدات في سيناء ، واتّخذ بقية أعضاء اللجنة التسعة و مساعدوهم مواقع محددة في القاهرة ، في سلاح الطيران كان عبد اللطيف البغدادي وحسن ابراهيم ، وفي سلاح الفرسان خالد محي الدين وحسين الشافعي ، وفي سلاح المدفعية كمال الدين حسين ، أما جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر فقد تولّيا سلاح المشاة . لم يتغيب عن المجموعة قبيل التنفيذ إلا أنور السادات ، فهو لم يدرك التغيير الذي حصل في موعد الثورة ، وعند عودته إلى القاهرة توجّه إلى أحد دور السينما ، على الرغم من دقة الموقف وحساسيته ، وتباين وجهات النظر في غيابه ، خصوصًا أنه كان يشغل مسؤولية سلاح الإشارة ، إلا أنّ عبد الناصر لم يقلق من ذلك .
وهكذا انشغل الجميع وعلى رأسهم قائد الثورة بالتنفيذ والسيطرة على أهم مفاصل وحدات الجيش ، وخصوصًا مقر قيادة الجيش ، وانتشرت القوات المسلحة واحتلت المراكز الاستراتيجية في القاهرة ، الهاتف والتلغراف ، ومحطة القاهرة ، والجسور ، ومدخل المدينة ، والمطارات ، ومراكز شرطة . تمّت الخطة بنجاح دون أية عراقيل وحسب الخطة المرسومة ، والضباط الأحرار أدّوا مهماتهم بحماس عالٍ ، ومعنوياتٍ مرتفعة ، ففي تمام الساعة الرابعة صباحًا أصبحت القاهرة في قبضة الثوّار بقيادة جمال عبد الناصر ، والخطوة الأخيرة التي اتخذها عبد الناصر في إعداد الثورة فهي قيام اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار بمهام مجلس قيادة الثورة الذي يأخذ على عاتقه تنفيذ الأفكار التي أدى هو الدور  الأول في بلورتها .

وكانت ثورة يوليو (تموز) ثورة وطنية التحمت بالثورة القومية ذات المضمون التقدمي ، وبحركة التحرر الوطني والقومي والعالمي ، وهذا هو ما صوّرته الرؤية الفكرية لقائد الثورة عمومًا باسم الناصرية ، عبر المنطلقات الفكرية السياسية التي حددها جمال عبد الناصر في الدوائر الثلاث في فلسفة الثورة الوطنية والقومية والعالمية ،وصولًا إلى الرؤية الفكرية لبيان 30 مارس (أذار) 1968

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا