د . الشيخ عبد الله الحلاق

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:
قال الشاعر:
وآلمني وآلم كل حر سؤال الدهر أين المسلمونا

تستباح الأوطان وتنتهك الحرمات ويسيطر على المقدسات وتهتك أعراض المسلمات الحرائر ويقتل ويسجن ويطارد المجاهدون والأحرار في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، على مرأى ومسمع من الشعوب العربية والإسلامية، وتكون ردة الفعل بعض الاحتجاجات الخجولة هنا وهناك. ظاهرة أصابت أمة الإسلام منذ الغزو الغربي لبلاد المسلمين.
الغرب الذي عمل من خلال مخططاته المتعددة التي تحاول إفراغ الأمة من عمقها العقدي والثقافي والاقتصادي والأخلاقي، لتصل إلى مرحلة اللامبالاة تجاه ما يحدث من كوارث ثقافية واقتصادية وأخلاقية تضرب بشكل مستمر في عمق الأمة الإسلامية وأطرافها، ونحاول في هذا التقرير أن نضع الأصبع على الجرح على المستوى الثقافي والاقتصادي والأخلاقي.

*معالم الإفساد الثقافي:*

تعمل مؤسسات ثقافية وتربوية ومؤسسات فكرية وإعلامية وسياسية، تدار من قبل الغرب الصليـبي ودوائره الثقافية والإعلامية، من أجل نشر الفساد الثقافي والاقتصادي والأخلقي بين الأجيال المسلمة، ولقد أحصينا بعض معالم هذه الهجمة الثقافية والاقتصادية والخلقية، والمحددة بالتالي:

أ- تدريس الإسلام كعقيدة وعبادة وتصوف وأخلاق فحسب.
ب- تشويه التاريخ الإسلامي من خلال عرض السلبيات وتضخيمها.
ج- تدريس اللغة العربية بقالب قومي عربي أو بقالب محلي (اللهجة العامية).
د- عرض الأدب العربي وتدريسه بمنحى لا خلقي.
هـ - إثارة النعرات المذهبية بين المسلمين من خلال الجامعات الإنجيلية.
و- تدريس الفكر الغربي تحت عنوان الثقافة تراث إنساني.
ز- عرض إيجابيات التاريخ الغربي ورجاله.
ح- التركيز على عرض المنجزات العلمانية الغربية.
ط- استخدام وسائل الإعلام المتنوعة لبث الأضاليل الفكرية والثقافية بين المسلمين.
ي- إقامة المؤتمرات الفكرية والثقافية والاجتماعية، من أجل حرف الأمة عن مسارها الثقافي والفكري والاجتماعي.
ك- إقامة مسابقات الجمال من أجل عرض عورات النساء بهدف الإفساد الخلقي.
ل- إقامة المسابقات الرياضية النسائية لعرض عورات النساء تحت عنوان الرياضة.
م- إقامة مؤتمرات نسائية عالمية من أجل ضرب المبادئ والقيم والأخلاق، تحت عنوان المساواة بين الرجل والمرأة أو حقوق المرأة.

*معالم الإفساد الاقتصادي:*

أ- سرقة أموال البلاد والعباد، تحت غطاء القانون والقرارات الحكومية!.
ب- اقتراض الأموال الطائلة من الغرب، تحت عنوان تنمية الاقتصاد، فيتم رهن مداخيل البلاد والعباد لسنوات طوال، من أجل سداد فوائد هذه الديون!.
ج- السيطرة على أموال الأمة وإنفاقها من قبل الملوك والحكام والأمراء، على ملذاتهم وشهواتهم، إلى مستوى أن أحد الأمراء قدم لخدم الفندق الذي ينزل فيه ستة عشر مليون دولار!، وأن الآخر أعطى لحديقة الحيوانات في لندن عشرة ملايين دولار!، في الوقت الذي لا يجد الكثير من المسلمين كفاف يومهم!.
د- فتح آبار بترول الأمة الإسلامية لتسيل باتجاه الغرب وبأسعار زهيدة، وفي الوقت نفسه يغلق الغرب آبار بتروله ويبقيه احتياطاً لمستقبله.
هـ -جعل بلاد المسلمين سوقاً استهلاكياً للصناعات والمنتوجات الغربية بكل أنواعها.
و- عرض أسهم الشركات الاقتصادية تحت عنوان "عولمة الاقتصاد" في البورصة العالمية، حيث يتم شراء هذه الأسهم من قبل الغرب واليهود، ومن خلال ذلك تتم السيطرة الاقتصادية على بلاد المسلمين.
ز- السعي إلى إدخال إسرائيل في النسيج الاقتصادي للأمة الإسلامية، من خلال مؤتمرات اقتصادية تعقد من أجل هذا الهدف.
ح- التحضير لمد إسرائيل بشريان الحياة الاقتصادية من البترول والغاز الطبيعي!.
ط - الاستعداد لمد لإسرائيل بشريان الحياة من المياه العذبة!.
ي- انتشار الرشاوي والصفقات المشبوهة في دوائر ومؤسسات بلاد المسلمين!.

*معالم الإفساد الخلقي:*

أ- من خلال برامج (الإنترنت) والتلفاز المتنوعة.
ب- من خلال أفلام (الفيديو والسينما) الإباحية بواسطة الأقمار الصناعية.
ج- بواسطة برامج الإذاعات الغربية الموجهة إلى العالم الإسلامي.
د- انتشار مجلات الفتيان والفتيات التي تعرض القصص الإباحية والعلاقة بين الجنسين.
هـ - كثرة انتشار القصص الأدبية الغرامية وقلة ثمنها.
و- انتشار مجلات (الموضة) للألبسة النسائية وما فيها من تعرية.
ز- انتشار الصور الإباحية بين الفتيان والفتيات في المدارس.
ح- كثرة صور العري الفاضح في الجرائد والمجلات الثقافية والاجتماعية والسياسية.
ط- تأثير فساد المدرسين والمدرسات على أخلاق أجيال المسلمين.
ي- محاولات تدريس مواضيع جنسية للطلاب في المرحلة المتوسطة.
ك- إقامة مسابقات الجمال من أجل عرض عورات النساء بهدف الإفساد الخلقي.
ل- إقامة المسابقات الرياضية النسائية لعرض عورات النساء تحت عنوان الرياضة.
م- إقامة مؤتمرات نسائية عالمية من أجل ضرب المبادئ والقيم والأخلاق، تحت عنوان المساواة بين الرجل والمرأة أو حقوق المرأة.
ن ـ والتأثير السلبي واللاأخلاقي للهواتف الذكية على معظم أفراد العائلة.

إن هذه الأسباب الثقافية والاقتصادية والأخلاقية التي تسيطر في عالمنا العربي والإسلامي قد أدت إلى اللامبالاة لدى الكثير من امتنا الإسلامية إلى حالة من الذهول والعجز أمام ما يحدث من قضايا عظيمة سلبية في مسار أمتنا الدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
إن هذه الأمة هي خير أمة اخرجت للناس ولن تطول هذه الحالة فيها لأنها ستعود إلى دورها العقدي والسياسي والجهادي لقلب الطاولة على الغرب والشرق والكيان الصهيوني والحكام الخونة الذين يبيعون فلسطين والشعب الفلسطيني والأقصى والمقدسات في سوق النخاسة الدولية، حسب ما ورد في كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم *{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا }*[الاسراء:7].