في ردّه، أقر حايك بالتأخر في تسديد متوجبات الرسوم والضرائب عن المحروقات المستوردة. لكنه أكد أن مؤسسته «سبق ونظمت بيانات وضع بالاستهلاك بكافة تلك الشحنات وسدّدت جزءاً كبيراً من مجموع المبالغ المترتبة». وفي خطوة لافتة، طالب إما بأن «تحدد الجمارك آلية تقسيط مقبولة للتمكن من تسديد الجزء المتبقي نظراً لضخامة المبالغ، أو أن يصار مع وزارة المالية إلى حسم المبالغ المتبقية مباشرة من مجموع المستحقات المترتبة على الإدارات والمؤسسات العامة لقاء اشتراكاتها بالتغذية في التيار الكهربائي». وأكّد أن المؤسسة «على أتم الاستعداد لتسوية وضعية المبالغ المتبقية فور إفادتها عن تبني إحدى الجهات المعنية أياً من الخيارين».
هكذا، تلتمس المؤسسة الأكثر كلفة على الدولة، من الدولة نفسها تقسيط الرسوم والضرائب المتوجبة عليها أو حسمها من البدلات المتوجبة على استهلاك الكهرباء للإدارات والمؤسسات العامة، خلافاً لأحكام قانون المحاسبة العمومية الذي يمنع المقاصة بين المطلوبات والإيرادات. علماً بأن حصة دعم «كهرباء لبنان» من الدين العام، بموجب سلفات خزينة بين ١٩٩٧ و٢٠٢٠، بلغ حوالى ٣٤,٥ مليار دولار، وفق المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة غسان بيضون. وتضاف إليها كلفة بناء المعامل وتطوير الشبكات والاستملاكات وأعباء المستشارين لوضع الخطط وتطويرها وأتعاب الاستشاريين لوضع دفاتر الشروط والإشراف وإبداء الرأي وتقييم العروض (...) لتصل إلى نحو ٤٠ مليار دولار. ومع الفوائد المحتسبة، ترتفع هذه الحصة حوالى عشرة مليارات دولار إضافية. فأين تذهب مليارات الدعم في ظل التقنين القاسي والأزمة المستمرة في توفير الفيول؟ الأخطر في التناقض بين الجمارك والمؤسسة حول إبراز بيانات وضع بالاستهلاك المحلي أن حايك يؤكد في كتابه تنظيمه تلك البيانات، فيما تقول الجمارك «إننا طالبنا المؤسسة بتقديم المعاملات الجمركية المطلوبة تسديداً للأذونات الخاصة المسحوبة بضائعها ولم ينظم بشأنها بيانات وضع بالاستهلاك المحلي. فضلاً عن أن تأدية الرسوم والضرائب لا يُعفي من تقديم البيان الجمركي في ما خص البضائع».
مصدر مسؤول في «كهرباء لبنان» أوضح لـ «الأخبار» أن «كهرباء لبنان تطبّق في هذا الخصوص تعليمات وزير الطاقة الذي تتم عملية البيع وقبض الثمن بموافقته». ولكن، إلى أين تذهب بدلات البيع إذا كان النظام الداخلي للمؤسسة لا يلحظ هذا النوع من الواردات؟ «سألت السؤال نفسه من دون الحصول على إجابة»، قال بيضون في إشارة إلى مراجعة وجّهها في هذا الخصوص عندما كان مديراً عاماً للاستثمار قبل أشهر. ونظراً إلى وتيرة العمل في المؤسسة، فعلى الأرجح عدم معرفة وجهة الأموال. إذ إن مكاتب التدقيق «لا تزال تدقق في حسابات عام 2012 وسط نقص في البيانات منها جردة مخزون وحركة المحروقات، أو تضارب في البيانات كما يحصل في بواخر الطاقة التي تسجل عدّادين، الأول للشركة المشغلة والثاني للدولة».
وعن اقتراح تقسيط أو حسم المستحقات، أكد بيضون أن مساهمات الدولة للمؤسسة أكبر بكثير من الفواتير المستحقة لها من الإدارات العامة. «أولوية حايك تسديد بدلات متعهدي بواخر الطاقة بالدولار بدعم من مصرف لبنان، فيما يؤجّل تسديد مستحقات الدولة».