×

المرض الصامت

التصنيف: أقلام

2020-10-30  01:52 م  184

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

بقلم : خليل ابراهيم المتبولي

مرضٌ صامتٌ
في داخلي عظيم
أغمّني
وأغمّ الجميع
بدا لي أن الروح ترتفع
وأنّ عاصفةً من سياط
ستتكسّر
على جنبات جسدي
رياح ساخنة
تعزف بألوانٍ حارّة
موسيقى الخوف  
تزحف في دمي  
تخطط لقانون جديد
تنضح رعبًا
لكن ، ما جسدي
غير مارد يقاتل في قمقم .
ساعات مرّت طويلة
وأيام من الرعب والظلمة
حسبتها بلا انتهاء
صوتي اختنق
ولم يعد يقوى
على كلمات الحب
والإطراء
نظراتي تقدح شررًا
وأصبَحَتْ بلا معنى
جوفاء .
كنتُ أسير في حقولٍ محروقة
متدثّرًا بالقش الأسود
ذي الرائحة العفنة
الرعناء .
بدت الروح متوحّدة
في مرآة مضطربة
وكأنّ وهج حياتها
قد غرب
ضباب كثيف
يغطي كل شيء
مثل ثلج معصوف
لا شيء يشبه ذاته
أحلام تربك الذهن
صور غير مفهومة
تسبح متجهة
إلى عين العقل
المرض الصامت
أطفأ ضوء القمر
أدار وجهي عن الجمال
وأدخلني في صورة مكسّرة
صرتُ أقاوم
تعقيدات الغضب المشتعلة
وحزمة الألم المحترقة
روحٌ بعد روح
الأمل يكسّر حزام النار
أنا خائف ، أنا أحب
سأعود
إنما هذياني لا يتوقف
والليل يرسل اشارات
ما بين الضوء والعتمة
ويعلن عن حاجة كبرى
لأنقاذ حياتي
وحيدٌ بلا خوف أو دموع
كنتُ أواجه المرض الصامت
رأفةٌ مباغتة من الله
أدركتني
ومعها صلوات أمي
وأخوتي وزوجتي وأولادي
بشفاهٍ صادقة
وقلوب واجفة
ودموع حارة
طارتْ مع الحب
ودخلَتْ في قمقم جسدي
وحان الوقت  
لتذوّق طعم السلامة ...

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا