×

واشنطن: بيروت ستدفع ثمن تصفية سليم

التصنيف: أقلام

2021-02-11  08:59 ص  207

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

 على وقع القلق والمخاوف من العودة الحتمية لمسلسل الإغتيال، بموسمه الجديد، بعد سلسلة التصفيات الغامضة والمتتالية، المنتقاة بدقة وعناية ودراسة تتطابق وموعدها، انفجرت فجأة موجة تفاؤل حكومي "وهمية"، في محاولة لحرف الأنظار عن عمليات تصفية الحسابات، التي يبدو أن ثمة من أراد من الساحة البنانية أن تكون مسرحاً لها، إن لم نقل صندوقاً لبريد رسائلها

من الواضح أن النقاش والجدل حول تصفية لقمان سليم، لن ينتهيا قريباً، سواء لجهة التوقيت والشكل وطريقة التنفيذ المحترفة، كما بالنسبة إلى كمّ الرسائل التي حملتها في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي، لا سيما بالنسبة لمعارضي "حزب الله"، وسط مجموعة من السيناريوهات المرتبطة بالجريمة بحدّ ذاتها، أو بما يمكن أن يليها من جرائم محتملة.

 

زاد من طين كل ذلك، بلّة"الغموض" المحيط بالتحقيقات الأولية، خصوصاً من خلال التمعّن في وسيلة الإغتيال، وموقعها الجغرافي، وطريقة تنفيذها المحترفة، وهوية ودور الشخص المستهدَف وعلاقاته الدولية.

 

فالعلاقة المميّزة التي جمعته بالغرب والأميركيين خصوصاً، لم تقم يوماً على العمالة أو تلقّي التعليمات، بل على النقاش والإحترام، والواقعية والمنطق في مقاربته للأمور "الشيعية" ، حيث خلافاً لكل ما يقال، لطالما كانت التقارير التي تُرفع إلى الخارجية الأميركية، تصفه بالمعتدل الذي لا يعتمد التحريض، بل على العكس ينطلق من المقاربة الواقعية للأمور.

 

ولعلّ تأثيره زاد وبرز على الصعيد الأميركي، مع استلام السفير دايفيد شينكر منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وهو كان سبق وجمعته لقاءات ومحاضرات بلقمان سليم منذ كان محاضراً في مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ومن هنا، حرص المسؤول الأميركي على لقاء سليم ومجموعة من "الأصحاب" في جلسات " كأس" عند كل زيارة له إلى بيروت.

 

ويكشف أحد المشاركين في اللقاء الأخير منذ أسابيع، أن شينكر حذّر من توفّر معلومات لدى واشنطن عن مشروع يجري التخطيط له لإحداث فوضى أمنية عبر عمليات اغتيال، ودعا قادة الثورة والمجتمع المدني إلى الحذر، متابعاً بأن الجلسة الأخيرة تضمّنت نقاشاً مطوّلاً حول مستقبل السياسة الأميركية في لبنان، وضرورة وقوف واشنطن عملياً إلى جانب اللبنانيين في حربهم ضد الفساد، على أن لا تكون هناك أي مساومة على حساب على لبنان في إطار أي تسوية إقليمية، لافتاً إلى أن سليم كان مصغياً أكثر منه متكلّماً. فبخلاف كل ما يُرَوّج له، لم يكن "لقمان" يوماً محرّضاً، بل كان واقعياً في طروحاته ومقاربته في نقاشاته مع الأميركيين، ما دفع بأحد الحاضرين إلى التعليق مازحاً، "حسّستني أنك رجل حزب الله بيننا"، علماً أن السفير شينكر زاره في منزله في الضاحية أكثر من مرة.

 

غير أن أكثر ما لفت بعد عملية الإغتيال، هو الدخول الألماني القوي على الخط، في العلن والكواليس، ما يوحي بما هو أبعد من مجرّد اهتمام بمتزوِّج من ألمانية. وهنا يُطرح السؤال، هل كان سليم يلعب دوراً ما لصالح ألمانيا؟ وما هو هذا الدور؟ مع الإشارة إلى أنه، وحتى أشهر قليلة، كانت برلين تلعب دوراً أساسياً في التواصل مع "حزب الله"، وكان لها دوراً فاعلاً طوال سنوات في عمليات التفاوض غير المباشر بين حارة حريك وتل أبيب، وعمليات تبادل الأسرى بالتنسيق مع مسؤول أمني سابق رفيع. فهل ثمة من أراد أن يردّ لألمانيا "كفّ" إدراج الحزب كمنظمة إرهابية، بعد الحديث عن النيترات المصادر على أراضيها؟ أم هي عملية انتقام من أصدقاء الإدارة "الترامبية"؟

 

هنا يمكن "تسييل" كلام زعيم الغالبية الديمقراطية في الكونغرس، الذي تحدّث صراحة عن أوان محاسبة "حزب الله" وعدم السماح بإفلاته من العقاب، ومن بعده تغريدة نعي "الصديق" دايفيد شينكر، الذي كشف عن تهديد حارة حريك لسليم، لتصبّ زيارتا السفيرة شيا لوزيرة العدل، والسفير الألماني لرئيس الجمهورية، في الإتجاه نفسه، ولو بشكل مضمر، حيث أصابع الإتهام واضحة الإتجاه. وتشير أوساط خارجية، إلى أن اغتيال سليم، يوازي إغتيال الصحافي جمال خاشقجي، داخل الولايات المتحدة الأميركية، مؤكدة أن التداعيات على "حزب الله" ستكون كبيرة وخطيرة، وكذلك على الحكومة اللبنانية، التي ستكون هدفاً لعقوبات قاسية في حال تلكأت في التحقيقات، مذكّرة الذين فرحوا من الحملة ضد المملكة وولي عهدها، بأنهم سيشربون من الكأس نفسه.

 

في بلادنا بات " القتل في سبيل الوطن"، أسهل بكثير من الموت في سبيله، يردّد "الشاطر حسن"، حيث لغة السياسة اللبنانية تم تصميمها لتجعل الكذب يبدو صادقاً والقتل محترماً. فكل ما بات ينشده اللبنانيون، ليس بلداً لا يُقتل فيه أحد، بل وطناً لا يمكن فيهِ تبرير القتل، ما لن يتحقّق، طالما أن شعبه قرّر أن يواجه فن القتل الممارس، باتقان فن الصبر..... حتى الموت.... فأخطر خلق الله من كان القتل له عادة، وظنّ كرامته من الله شهادة....

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا