بقلم فؤاد الصلح
في 3 حزيران سنة 1982 وقعت عملية إطلاق نار على السفير الإسرائيلي في لندن "شلومو ارغوب" فكانت هذه الحادثة مبرراً "كافياً" وحجة كاملة لبدء القصف الاسرائيلي في 4 و 5 حزيران على اهداف لبنانية وفلسطينية ، ليكون يوم 6 حزيران 1982 موعداً لبدء الاجتياح الاسرائيلي للبنان على الرغم من وجود قوات الطوارئ الدولية التي كان عددها يناهز يومها ال 5852 رجلاً .
وبدأت اسرائيل عملية عسكرية واسعة اسمتها "سلامة الجليل" ، فاجتاحت اسرائيل يومها ثلث الاراضي اللبنانية، وكان الهجوم على مدينة صيدا من محورين:
١- المحور البحري: تم انزال بحري واسع النطاق في منطقة جسر الاولي شمالي صيدا ليلة 7 حزيران، وانتشرت في المرتفعات الشرقية المطلة على المدينة حتى المدينة الصناعية جنوباً.
٢- الانزال الجوي: حيث انزلت قواتها شرقي صيدا وجنوبها عند تلال الزهراني، وقامت بتقدم بري من جزين وصربا.
وهكذا بدأ يوم الارهاب العالمي المتمثل باسرائيل بقصف بري وجوي وبحري عشوائي كثيف طاول مدينة صيدا، فدمر المنازل والمدارس، وقتل الابرياء ، وروع السكان، وعطلت مرافىء الدولة، ودمرت البنى التحتية في المدينة.
واهم المواقع التي قصفها العدو الاسرائيلي:
- بناية جاد، وبلغ عدد الشهداء 125 ، وقد دمر المبنى بالكامل.
- تكميلية القناية، بلغ عدد الشهداء 245 ، ودمر الطابق بالكامل، وكان فيه كذلك مهجرون جنوبيون.
- ملجأ سهل الصباغ، بلغ عدد الشهداء 20.
- المستشفى الحكومي، والبركسات، بلغ عدد الشهداء 345 .. في هذا المكان اختلط الدم الفلسطيني بالدم اللبناني.
- بناية الارناؤوط خط السكة، بلغ عدد الشهداء 5 . واستشهد في هذا المكان رشيد بروم عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الشعبي بعد خروجه من اجتماع القوات المشتركة في ثانوية البنات، واستشهد مع عائلته (زوجته سعاد عبدو ، وولداه غسان وسامية ووالدة زوجته) وهو القائل "نحن اول من نموت .. نحن آخر من ينام".
وكذلك سقط شهداء في الشوارع ووسط المدينة، ومدرسة الثانوية، ومدرسة الاميركان، والجامع العمري الكبير، ومبانٍ في حارة الكنان، وبلدية صيدا، وبناية النقيب والمحلات والمقاهي المجاورة لدار السلام في الشرحبيل.

نذكر ببعض ما ورد في الصحف والمواقع :
- معظم الذين استشهدوا كانوا من المدنيين العزّل غير الضالعين في اعمال قتالية.
- هذا يوم لا يمحى من الذاكرة ، ويجب تذكير العالم بالمجزرة الصهيونية التي حصلت في صيدا.
- الشهداء باكياس النايلون بعد احتراقهم.
- الاحتلال يمارس ساديته قتلاً وتدميراً.
- مقاومة عنيفة بمختلف انواع الاسلحة، وقوات غازية مؤلفة من 12 الفاً حاصرت صيدا.
وقد ادى غزو لبنان الى سقوط اكثر من 18000 الف قتيل ، و20000 الف جريح.

وقد تمّ دفن مئات الشهداء في مساحة من الارض تبلغ 1840 مترا مربعا في منطقة الدكرمان ، تم تسميتها بساحة الشهداء.
لقد تمّ تحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي على ايدي ابطال المقاومة، ولا بد من ذكر بعض اسماء الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن ارضنا الحبيبة، خليل شعبان، حسن مبدر، احمد اليمن، جمال الحبال، فوزي آغا، محمد علي الشريف، نزيه قبرصلي، باسم شمس الدّين، محمود زهرة، عمار قوصان، فضل سرور ، وقائمة الشهداء تطول وتطول، وكذلك الجرحى.
والانسحاب من صيدا ولبنان كان على الشكل التالي:
- 22 و 29 ايلول 1982 من بيروت.
- 16 شباط 1985 من صيدا ومنطقتها.
- 24 نيسان من شرق صيدا.
- حزيران 1999 من جزين والبقاع الغربي ، وجبل الباروك 10 حزيران 1985.

واعلنت اسرائيل انسحابها نهائياً من لبنان في 25 ايار 2000. ليكن 16 شباط 1985 مناسبة وطنية تحتفل بها المدينة واهلها .
- تحية للشهداء واسراهم الذين رفعوا رؤوسنا عالياً.
- انتصار صيدا حصل بمقاومتها وبصمود ابنائها.
- في قبوركم تشمخون، ومن تحت التراب تتعالون.
- انتم حرارة قلوبنا، ونتذكركم طالما الموج يتدفق، وما دامت الشمس تشرق وتغيب.
لا بد ان نُشيد ببطولة المقاومة الوطنية والاسلامية ومن كل الطوائف والمذاهب والعقائد التي كان لها التأثير الكبير في صيدا والجنوب. ولنتذكر المواقف الوطنية لرجالات صيدا (الدكتور نزيه البزري، مفتي صيدا محمد سليم جلال الدين، الشيخ المجاهد محرم عارفي ورمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى معروف سعد).
وكل التحية لابطال المقاومة الوطنية والاسلامية والفلسطينية الذين بفضل ارادتهم عشنا تحريراً مشرفاً ، وانتزعنا ارضنا المحتلة.