×

مطاع : صيدا تفتقد قامةً من قاماتها الإسلامية الخيِّرة بفقد فضيلة القاضي الشيخ أحمد الزين

التصنيف: أقلام

2021-03-05  08:02 م  185

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

بقلم مطاع مجذوب 

أسمح لنفسي بالبدء بما تعلمته منك يا فضيلةَ القاضي، فأردد قوله تعالى: {ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات. وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنّا إليه راجعون}

قد مَسَّ صيدا كما مسَّ لبنان، بفَقدِك، مصابٌ جلل، فقد كنت من أبَرِّ الأبناء بمدينتك وبكل من قصدَك منها أو من جوارها لعِلمٍ أو لِـمَشُورةٍ. افتقدتك أجيالُ صيدا التي ربَّيتها على الإيمان والتقوى وسلَّحتها بالعلم، لتكون هذه الأجيال شامخةً مثلك بطاعة الله المستنيرة بالعلم المقرون بالعمل.

منذُ عُدت من مقاعد الدراسة في جامعة الأزهر الشريف بمصر في العام 1960، بدأت مسيرتك في مدينة صيدا، إماماً للمسجد العمري الكبير، ومدرّساً للتربية الإسلامية في ثانوية المقاصد الإسلامية التي لها ما لها في العراقة والتاريخ الناصع، ثم توليت القضاء في مدينتك فكنت المصلح الاجتماعي قبل أن تكون القاضي، وكان قضاؤك عدلاً محبَّباً للنفوس لا سيفاً مسُلَطاً على الرقاب.

لم تقفل بابك يوماً بوجه قاصد، أيّاً كان ومن أي منطقة أو انتماء كان، بل نشهد شهادةَ حقٍّ أنَّك ما ضَنَنْت بكل ما وَسِعَك من إمكاناتٍ لقضاء حاجة قاصدك، حتى ولو بالكلمة الطيبة، وخلال فترة عملي في الهيئة الإسلامية للرعاية كنتُ على تواصل مباشر مع ثلاث جمعيات بالإضافة إلى المؤسسة التي أعمل فيها.

١. جمعية جامع الإمام علي رضي الله عنه في الفيلات، التي كُنت يا فضيلةَ القاضي أحد أهمَّ مؤسِّسيها عام 1979، والعاملين على تنشيطها ورعايتها والعمل على تأمين المساعدات المالية والعينية لها. وبقيت متابعاً لنشاط هذه الجمعية رغم أنك لم تعد عضواً فيها، ولم تدع فرصةً تمرّ دون أن تُسهم في دعمها والوقوف إلى جانبها.

٢. جمعية مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه:
تلك الجمعية التي واجهت في بداية عهدها مشكلة من يتولى إدارتها، فرُفع ملفها إليك يا فضيلة القاضي حيث حكمت وتخيَّرت ثلَّة من أبناء المدينة مشهوداً لهم بالصَّلاح ليديروا شؤونها، وهم لا يزالون قائمين على إدارتها حتى تاريخه.

٣. المركز الثقافي الإسلامي:
ذاك المركز الذي انبثقت من تحت عمامته مدارس الإيمان - التي كنتُ في مجلس إدارتها في الفترة الأخيرة-. وكنتَ يا فضيلةَ القاضي أحد أعضاء مجلس عمدة المركز، فعرفتك هناك عن كثب، حيث كنت دائماً في طليعة السباقين إلى العمل في سبيل رفع منارة المركز ومدارس الإيمان في سماء صيدا ولبنان.

٤. الهيئة الإسلامية للرعاية:
الحجة الشرعية فكرة جديدة لم تكن معهودةً من قبل. ندين لك يا فضيلة القاضي بإصدار الحجة الشرعية العائدة للوقفية، وذلك عام 1985، التي سلَّمتها لثلةٍ من أبناء المدينة الذين قاموا ولا يزالون على إدارة هذه الوقفيَّة.

وعلى الصعيد الشخصي، أذكر أني ما قصدتُك يا قاضينا – رحمك الله – في زيارة أو عمل يعود بالخير على الجمعية وعملها إلا وكنت صاحب اليد البيضاء والسبّاقَ إلى كل خير؛ إمّا لزيارة متبرعين أو لتعريف البعض بالجمعية وحثهم على الإسهام في عملها.

أردت في هذه الكلمة إلقاء بعض الضوء على جوانب بسيطةٍ من شخصية قاضي صيدا الشرعي الشيخ أحمد الزين، الإنسان وابن البلد، صاحب القلب الطيب المحب لمدينته، الذي قضى عمره في خدمتها دون كلل أو ملل.

رحمك الله يا فضيلة القاضي وغفر لك وأسكنك فسيح جنانه.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا