×

فدرالية "حزب الله" المقنّعة بين بطاقَتي "نور" و"السجاد" وغياب الدولة... من يحمي اللبناني؟

التصنيف: أقلام

2021-04-10  03:12 م  224

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

نول نصر نداء الوطن 

"حزب الله" بات يلعب على المكشوف محصِّناً، بلا فدرالية معلنة، بيئته غذائياً وصحياً وتربوياً ومصرفياً ومالياً وقضائياً. أما عسكرياًٍ فهو أعلن ومن زمان: الأمر لي. كل ذلك والدولة اللبنانية "كوما" واللبنانيون، من غير بيئة "حزب الله"، عليهم أن يبلعوا موسى فساد السلطة وطموح "الحزب" وتفاعلات كل ذلك على اقتصادهم ومالهم وغذائهم ومصيرهم!

حسنا فعل "حزب الله". فالناس بحاجة والجوع يكبر والفاقة تزيد. لكن، هل نحن في جمهورية "حزب الله" أم في الجمهورية اللبنانية؟ هل يأكل اللبناني إذا كان من جمهور الحزب الأصفر أم إذا كان لبنانياً منذ أكثر من عشر سنوات؟ هذا هو لبّ الموضوع بلا مزايدة ولا زيادة ولا نقصان. فالسيد حسن نصرالله لا يقبل أن تجوع بيئة المقاومة لكن ماذا عن بيئة اللبنانيين؟ أين نعيش: في بلاد الماو ماو؟ في بلد يعيش بالصدفة ويدفع أثمان غيره، وحروب الآخرين، ويتنازل عن واجباته ويقوم "بالسبعة وذمتها" وينادي بالعفة؟ وافق هذا الشعب اللبناني "المزنطر" أن يُصنف الأكثر فقراً تحت جنح وزارة الشؤون الإجتماعية كي ينال "قرشين"، وبدل أن يتحقق له ذلك يطل "حزب الله" موزعاً بطاقة السجاد على ناسِهِ الأكثر فقراً! حسناً فعل "الحزب" بتأمين "تحويجة" الشهر الى ناسه لكن ألم تفكر الدولة عن "لزومها" لدى الناس، عموم الناس، أم أن سيناريو اضمحلال الدولة وبروز الدويلة وصل الى خواتيمه؟

لا تزيد مساحة لبنان عن 10452 كيلومتراً مربعاً لكن من الأشرفية الى الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك وطريق المطار مسافات ضوئية شاسعة. البلد بلدان أو لنقل بلداناً ولكل منطقة خصوصياتها. نعبر من ساحة ساسين في الأشرفية. محال كثيرة أقفلت نهائياً ومحال كتبت على أبوابها الخارجية: we never stopped rising again. أهالي هذه المدينة لا يعرفون، من زمان، الإستسلام، حتى ولو تُركوا بلا عناية. بشير الجميل يرفع يده محيياً ومنذراً في صورة مذيلة بعبارة: ترتفعون ويبقى لبنان. ننزل صوب أوتيل ديو. السيارات متسخة. كلفة غسيل السيارة باتت تزيد عن 25 ألفاً. حياة اللبنانيين تغيرت كثيراً بين أمس واليوم وبات يُحسب، حتى لغسيل السيارة، ألف حساب. نمرّ أمام تعاونية الجيش ولأول مرة تلفتنا عبارة: تعاونية للعسكريين والمدنيين. رجلٌ في العقد السابع واقف على مستديرة الطيونة، تحت عمود كهربائي عليه إشارة نحو شارع الرئيس جمال عبد الناصر، يُحلل الوضع الحكومي، كمن يلقي خطاباً وراء منبر. فهمنا منه: الثلث المعطل و"إخوات...".

ندخل الى الشياح. نمر أمام مخابز الوفاء وحلويات الإخلاص ومحطة الأيتام وهيئات النور... وتزيد كلما توغلنا، عند كل مفصل وزاوية ورصيف وواجهة، مراكز التبرعات: قجة الأيتام. تبرعات مائدة زين العابدين. جمعية المبرات الخيرية... رمضان يقترب وعبارة "إستنزلوا الرزق بالصَدَقة" تحث على التبرعات. نسأل مواطناً تائهاً يتصبب عرقاً عن صعوبات الحياة؟ نسأله عن مخازن النور وبطاقة سجاد؟ يمضي في طريقه على عجل مردداً: "قرفان من كل الدني". كثيرون في حال "قرف" واللبنانيون في الواقع غير اللبنانيين على "السوشيل ميديا" وتبعدهم قساوة الحياة عن ثرثرتها.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا