×

عبد اللهيان والبخاري معاً في بيروت..ولقاء السفارة يسرق الاضواء!

التصنيف: أقلام

2023-04-27  07:14 م  93

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

كتبت ألين الحاج في جسور:

على وقع التحولات الإقليمية والتقارب السعودي الإيراني، سجل ليل بيروت حدثين متزامنين الأول تمثل بزيارة رسمية لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق بكين والثاني بعودة السفير السعودي بعد قضائه عطلة عيد الفطر في الرياض.
إن كانت مصادفة أم عن عمد، أوحى مشهد التلاقي بفارق ساعات قليلة، من بعيد وكأن مسار الأمور في لبنان وُضع على سكة التقارب بين الرياض وطهران بعد الملف اليمني، لكن الرسائل الضمنية التي وجهها عبداللهيان بعيد وصوله إلى بيروت وكذلك دعوة السفير الايراني في وقت سابق لكتل نيابية لبنانية دون سواها أظهرت صورة مغايرة لما يحدث .
وأثار وزير الخارجية الإيرانية في تصريحه في مطار بيروت، حفيظة شريحة من اللبنانيين المناهضين للمحور الإيراني، حيث رأت في تعمده ذكر المعادلة الثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" نوعاً من التحدي لقطع الطريق على أي رهان حول تبدّل الموقف الإيراني من دور "المقاومة" نتيجة الاتفاقات الإقليمية. وقال عبداللهيان: "حضرنا مرة أخرى لنعلن عن دعمنا القوي للشعب والجيش والمقاومة".
استفزاز من نوع آخر للمعارضة جاء من خلال توجيه السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني دعوات انتقائية للكتل النيابية بمن فيهم النواب التغييريون للقاء مع وزير الخارجية في سفارة بلاده للتشاور حول الاستحقاق الرئاسي حيث استثنى كتلة "الجمهورية القوية" من الدعوة، وكذلك المرشح الرئاسي رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض ونائب المنية والضنية عن كتلة الوسط المستقلة أحمد الخير، ما أسقط عنه صفة الدعوة الجامعة التي حاول عبد اللهيان التسويق لها.
وأعلن النائب ملحم خلف، أنّه "تمت دعوتي إلى لقاء في السفارة الإيرانية، ولكن اعتذر عن الحضور بسبب وجودي في مجلس النواب".
وعُلم أيضا أن رئيس كتلة حزب الكتائب النائب سامي الجميل قرر مقاطعة اللقاء ومثله سيفعل النائب كميل شمعون وعدد من النواب التغييريين رغم تلقيهم دعوة من السفير الإيراني.
 
 استثمار إيراني في الزيارة
أبعاد زيارة وزير الخارجية عبد اللهيان وتوقيتها، بعيداً من أسبابها المعلنة، هدفها أولاً "إعطاء المعنويات الى فريق الممانعة للتأكيد على أن التقارب السعودي-الإيراني لن يؤذي الأذرع العربية للثورة الايرانية أي حزب الله في لبنان" كما أشار الخبير القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محي الدين شحيمي لـ"جسور" وأضاف أن الزيارة "ستكون أقرب إلى بدء ترتيب العدة الايرانية في لبنان بهدف أقلمتها على طريقة جديدة في التعاطي السياسي، سقفه ومرجعه التقارب السعودي-الايراني بالضمانة الصينية".
أما ثانياً والأهم، يتابع شحيمي، تسعى إيران إلى الاستثمار دولياً في زيارة وزير خارجيتها بهدف "فك عزلتها واستعادة جزء من شرعيتها الرسمية وإعطاء صفة المقبولية الدولية لزياراتها اذا ما احترمت في نشاطها مضمون التقارب"،لذلك تبدو رغبتها في إراحة الساحة المحلية كبيرة مع ترقبها الشديد لما سيحمله اللقاء نيابي المنتقى والموسع للمرة الأولى والذي يعكس الروحية المختلفة للتحركات".
 
السعودية تراقب
وأكد شحيمي أن أولوية السعودية اليوم هي اليمن رغم كون استقرار لبنان حاجة ملحة لها" موضحاً أن أيّ حل في لبنان "يلزمه وقته الذاتي كي ينضج".
في المقابل، أوضح شحيمي أن التقارب السعودي -الايراني "يخضح لامتحان الثقة من قبل المملكة، خصوصاً وأن عبء التقارب يقع على طهران وقدرتها على تغيير سياستها خارج حدودها وسلوكية أذرعها العربية في عواصم الدول العربية من حزب الله في لبنان الى الحوثي في اليمن".
وفيما خص الملف الرئاسي اللبناني، أعاد شحيمي التأكيد أن لا فيتو سعودي على أي مرشح إلا أن المواصفات والمعايير المطلوبة في الرئيس العتيد "أصعب وأشرس من الفيتو" من منطلق روحية التقارب السعودي-الإيراني بالضمانة الصينية، والتي تقتضي العمل على رئيس مؤسساتي غير استفزازي لأي خط في لبنان، ما يجعل الوزير السابق سليمان فرنجية غير مطابق لهذه المواصفات لكونه أعلن انتماءه إلى فريق 8 آذار وتم ترشيحه من قبل الثنائي الشعي، بالتالي لم يعد يعتبر مرشحاً توافقياً.
وأوضح شحيمي أن لقاء فرنجية في  باريس كان عاديا كذلك جوهر حديثه مؤكداً أن "فرنسا لا يمكنها لوحدها منحه الثقة الرئاسية" كما لفت إلى أن "فرنجية لا يمكنه تقديم ضمانات ولا الالتزام بتنفيذها حتى لو كان صادقًا في كل طروحاته".
تخلل زيارة عبداللهيان في يومها الأول برنامج حافل باللقاءات الرسمية مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب كما ذكرت معلومات أنه سيلتقي الأمينَ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في المقابل، من المتوقع أن يلتقي السفير وليد بخاري رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
والأيام المقبلة سترشح بتفاصيل إضافية حول ما سيحمله الدبلوماسيان مِن رسائل خلال لقاءاتهما مع الكتل أكان في العلن أم بعيداً من الأضواء.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا