للاستعانة الخماسية بالبابا وشيخ الازهر

التصنيف: أقلام
2023-09-22 05:47 م 226
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
لم يكن ينقص لبنان، سوى ظهور التباين والعجز والافتراق، في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، التي تتولى المتابعة ومحاولة الوصاية والاشراف ومساعدة لبنان على حل مشكلاته، في هذه الفترة بعد استفحال الاستعصاء على اختيار رئيس جديد للجمهورية يخلف الرئيس السابق المنقطع النظير العماد ميشال عون.
ليس اكتشافا القول ان الخلاف ظهر الى وسائل الاعلام عبر الموقف المعلن، الذي أطلقته مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، والتي مثلت بلادها في اجتماع نيويورك والتي اكدت، على ضرورة أن يكون هناك وقت محدد للمبادرة الفرنسية، وأنه لا يمكنها أن تستمر لفترة زمنية طويلة. وبالتالي، يجب تحديد الوقت أو اتخاذ إجراءات بحق المعرقلين.
هذا الموقف قطع الشك باليقين، بان المبادرة الفرنسية بمراحلها المتعددة، لم تعد تحظى بغطاء وموافقة الدول الأعضاء الاخرين في اللجنة، والدليل تزامن حديث المسؤولة الامريكية مع وصول موفد قطري الى لبنان بالتوازي مع موقف لافت لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته في الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث قال: "وفي لبنان الشقيق حيث أصبح الخطر محدقا بمؤسسات الدولة، نؤكد على ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية، فمن المؤسف أن يطول أمد معاناة هذا الشعب الشقيق، بسبب الحسابات السياسية والشخصية".
كلام امير قطر يحمل عناصر جديدة، اذ تحدث عن خطر يحدق بمؤسسات الدولة وضرورة إيجاد حل مستدام، وهذا بحد ذاته كلام جديد يحمل أفكارا جديدة حيث أشار الى: ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليات لعدم تكراره! وهذا أمر لم يطرح سابقا!
من جهة ثانية، تحدثت المسؤولة الامريكية عن ضرورة تحديد وقت محدد محصور للمبادرة الفرنسية وليس وقتاً مفتوحاً والبحث في عقوبات على المعرقلين. مما يشير الى تقاطع امريكي قطري أكثر من أي وقت مضى بخصوص ازمة لبنان الراهنة.
في هذا الوقت وبما ان "القلة تولد النقار" كما يقال في العامية، تتناسل الازمات والخضات واحدة تلو الأخرى، واخر فصولها اندلاع الخلاف المستعر بين وزير الداخلية القاضي بسام مولوي ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وانتشار هذا الخلاف وتوسعه، لدرجة، ان أطرافا سياسية متعددة دخلت على الخط اما لمحاولة التهدئة او لمناصرة هذا ضد ذاك، في عرض مسرحي جعل اللبنانيين في حالة قرف وقنوط ويأس متفاقم ما بعده يأس.
ومما زاد في تعقيد الأمور ان التدهور الحاصل بين الوزير والمدير المسؤول عن الامن الداخلي، استمر بالتفاقم الى ان تدخل رجال الدين وفي مقدمهم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، لإصلاح ذات البين بين الطرفين المتخاصمين باعتبارهما من رجال اهل السنة والجماعة، مع انهم اضروا أولا بالسنة وبكل الجماعة.
سبق هذه المهزلة الملعونة والمملة تدهور العلاقات بين وزير الدفاع وقائد الجيش العماد جوزف عون لدرجة متصاعدة ومتوترة استدعت أيضا ، تدخل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، من دون اعلان ووسائل اعلام، للطلب من الطرفين زيارته وتناول القربان ما بعد الاعتراف لإبراء وغسل الذنوب والخطايا ووقف التدهور والمواجهة بين الرجلين والمؤسستين. وكما وقف تيار المستقبل بقده وقديده الى جانب المدير العام للشرطة، كان التيار الوطني الحر قد وقف بكل قواته الالكترونية وحرسه القديم والجديد الى جانب وزير الدفاع حامي اخر الحصون العونية، ما قبل وما بعد مستديرة الجمهور في اليرزة.
ومن سوء الطالع وحسنه في الوقت عينه، ان الخلاف الذي نشب بين المحقق العدلي طارق البيطار ومدعي عام التمييز غسان عويدات ونشر غسيل القضاء الوسخ على سطوح لبنان وابنية مدنه، لم تشرف عليه اية مرجعية دينية او روحية لرأب الصدع، ربما بسبب ان المتخاصمين كانا من طائفتين مختلفتين، مما اضطر القاضيين المتخاصمين والمتواجهين للسكوت وانتظار فرصة اخرى للمنازلة، والى كتمان الغيظ والانزواء خلف ميزان العدالة المائل و"المكفشل" لإراحة المواطنين وتركهم الى مصيرهم المجهول، حيث يبحثون فيه عن شبح مصدر ثقة موهوم ومتلاش في جمهورية لم يعد يعرف عاليها من سافلها.
في هذه الحال السياسية البائسة، التي يعيشها لبنان حيث باتت بين ايدي المشايخ والرهبان والعمائم واللفات، والتحضير لإقامة القداديس والصلوات، لم يعد امام اللجنة الخماسية الدولية والعربية الموقرة والمحترمة، المشرفة على لبنان المحتضر والمختلفة في ما بينها، سوى الاستعانة العاجلة ببابا روما الاب فرنسيس قدس الله سره وشيخ الازهر احمد الطيب طيب الله اثره، لعقد قمة عاجلة تخط وثيقة جديدة بعد الوثيقة الشهيرة عن الاخوة الإنسانية، لكي تصلح ذات البين بين أعضاء اللجنة والتكفير عن ذنوبهم تجاه لبنان وشعبه الذي شارف على الكفر بالحياة والحلول والهجرة نحو القمر، او المريخ او اي بقعة بعيدة من رجس ساسة لبنان ومسؤوليه.
أخبار ذات صلة
هل يكون السلاح الفلسطيني ورقة حزب الله الأخيرة؟
2025-04-20 05:20 ص 44
في يوم الأسير الفلسطيني لابد للقيد أن ينكسر مهما طال أمد الاحتلال ... بقلم د. وسيم وني
2025-04-17 05:45 م 59
موسم جني الثمار
2025-04-13 03:29 م 140
توماس فريدمان: نتنياهو يُطيل أمد الحرب في غزة لسببين
2025-04-10 05:37 ص 102
سباق بين امتثال طهران لأمريكا والضربة الكبرى: «وحدة الساحات» في المسار المعاكس!
2025-04-06 10:16 ص 133
لا خطة واضحة.. هل تقدر حكومة لبنان على نزع سلا
2025-04-05 05:53 ص 142
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

هذا المقال موجه لأبناء مدينة صيدا أقرأوه وأفهموه الانتخابات صيدا
2025-04-19 06:04 م

ال بدو يعرف هيدا رسم الترشيح للإنتخابات البلدية و الاختيارية
2025-04-15 05:51 ص

11 نصيحة بسيطة للحفاظ على صحة الكبد
2025-04-13 10:19 ص

الانتخابات البلدية في صيدا تتجه نحو الإبتزاز مالي والحصص والهيمنة
2025-04-01 02:10 م

الدكتور حازم بديع يحول صيدا من الليل إلى النهار
2025-03-24 11:30 ص

قيمة صادمة لفاتورة الكهرباء الشهرية للحرم المكي.. تقرير يكشف ويثير تفاعلا