عاودت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضي جون القزي، محاكمة تسعة موقوفين في ملف"احداث خلدة" بعد الاحكام الجائرة التي صدرت بحقهم عن المحكمة العسكرية وجرى تمييزها، والتي جاءت بحبسهم بعقوبات قضت بسجن بعضهم خمس سنوات وآخرين بين السبع والعشر سنوات اشغالا شاقة.

وإستكملت المحكمة في جلسة واحدة استجواب الموقوفين التسعة ورفعتها الى تشرين الثاني المقبل لسماع شهود، على ان تنتقل في مرحلة لاحقة الى سماع شهود الدفاع قبل المرافعة والنطق بالحكم الذي يصبح مبرما ولا يقبل اي طريق من طرق المراجعة.

وركّزت اسئلة الرئاسة في استجوابها على دور كل واحد من الموقوفين في تلك الاحداث التي وقعت في الاول من شهر آب من العام 2021 ، ليجمعوا على نفي مشاركتهم فيها، فيما برزت افادة الشيخ عمر موسى الذي سبق ان حذّر وجهاء البلدة والمسؤولين الحزبيين فيها من دخول موكب تشييع مسؤول حزب الله في المنطقة علي شبلي الى البلدة، والاخير كان قد قضى ثأرا لقتله الطفل حسن غصن قبل تسعة اشهر من الاحداث وذلك على يد شقيق الاخير احمد الذي يلاحق امام "عدلية بعبدا"، و"لو تمت معاقبة علي شبلي ما وصلنا لهون".

وافاد موسى انه قبل يوم من التشييع انتشر الجيش في المنطقة بعد عملية الثأر "وكنا مرتاحون لهذا الجو"، انما تبلغ وجهاء البلدة عن مرور موكب التشييع في اليوم التالي من الاجهزة الامنية، وبعد ظهر ذلك اليوم، يقول الشيخ موسى، انه كان متوجها مع زوجته وابنته الى المسجد لاداء صلاة العصر ، ومرّ بديوان ابو سلطان الذي يقع في نفس البناء ، حيث سألأ عما يجري فأُعلم ان موكب جنازة علي شبلي سيمر من امام فيلا الاخير في البلدة ، وحصل نقاش حول هذا الامر حيث توجه موسى الى المجتمعين قائلا:"انتو بدكن تكبو البنزين عا النار"، ثم غادر. ويتابع موسى انه ركن سيارته قرب " جاد كافيه" حيث شاهد آمر الدورية فتوجه اليه وقال له:"عليك ان تطلب من القيادة تدعيم القوة كي لا يحصل احتكاك مع المشيعين"، نافيا ان يكون قد هدد بسقوط دم "لان هذا الامر ليس من ثقافتنا".

وتحدث موسى عن"مفارقة" حيث انسحب الجيش من البلدة قبل نصف ساعة من وصول موكب التشييع وبقيت سيارتا هامر وهامفي، الاولى تمركزت امام "محلات الرمال" والثانية قرب "جاد كافيه".

وردا على سؤال اكد موسى انه" طلب قوة خوفا من فتنة او الثأر لمقتل علي شبلي وإقدام المشيعين على الانتقام".اضاف:"علي شبلي ابن منطقتنا وبقي 11 شهرا غائبا عن الانظار وما حدا قلّو يا محلا الكحل بعينك". وهل كانت لديه النية لحصول اشكالاثناء مرور الموكب، اجاب موسى:"ان فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل تظهر موكب التشييع يخرج من مستشفى الرسول الاعظم بإتجاه خلدة وانا عندما طلب من الضابط القوة كنت قد شاهدت هذه الفيديوهات".واضاف:"ما في شي اسمو كمين"، نافيا بان يكون قد حرّض على التصدي للموكب"، مضيفا بانه اثناء حصول اطلاق النار الذي استمر نصف ساعة كان لا يزال في"ديوان ابو سلطان" ولم يعلم بتعرض الآليات العسكرية لاطلاق نار الا اثناء التحقيق الاولي معه.

وجزم موسى بان اهل خلدة لم يطلقوا النار وان من قام بذلك هم الذين يملكون السلاح ، "والذي يجب ان يُسأل عن اطلاق النار هو موكب ال300 سيارة ودراجة نارية الذين دخلوا بأسلحتهم".

وتحدث موسى عن "معلومات وردت لدينا بان موكب جثمان شبلي كان قد اصبح في الجنوب منذ الصباح وان سيارتا إسعاف دخلت المنطقة وبداخلها اسلحة ولم يكن يوجد في اي منهما الجثمان ، مشيرا الى ان فيديوهات انتشرت تثبت ذلك.واضاف بان "اثناء وصول الموكب الى فيلا شبلي قام مسلحون بتمزيق صورة الشهيد غصن وبدأ اطلاق النار ، وانا كنت في الديوان والضابط يشهد على ذلك"، مقال:"صوت المسلحين كان مدويا وهم يطلقون شعارات دينية".