×

تقري طوفان الأقصى" ونبوءة الزوال والهروب الكبير من إسرائيل

التصنيف: أقلام

2023-10-18  09:53 م  599

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

الجزيرة 

يكن اجتياح المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ومشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الإسرائيلي مجرد معركة عسكرية رابحة فقط، فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود إسرائيل من خلال هروب الإسرائيليين الكثيف إلى الخارج تحت وطأة المشاكل الداخلية العويصة أيضا ونبوءات متوارثة ومخيفة عن زوال قريب.

 

"لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى يوم السبت، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا" هذا ما جاء في شهادة أحد الفارين في تحقيق لصحيفة هآرتس بعنوان "قاتل حماس أو اهرب".لم يتعود الإسرائيليون على "النزوح" كان هذا مصطلحا لصيقا بالفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بات الإسرائيليون ينزحون أيضا، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن 500 ألف نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون في الأصل، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

 

ويشير دخول الإسرائيليين إلى دائرة النزوح وسقوط صواريخ المقاومة في تل أبيب وجنوب القدس وتعطيل جلسات أعضاء الكنيست وهروبهم إلى الملاجئ بالصورة القاتمة إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعا للإسرائيليين عما قد يحصل مستقبلا، فباتوا يتفقدون جوازاتهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا لاستخدامها عند الضرورة.

 

وكانت مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب -الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم- والمطارات الأخرى أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى "أرض الميعاد"، والذي كان هاجس الوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922.لا استقرار على الأرض

استنادا إلى طروحات دينية وقومية وجغرافية وتاريخية للحركة الصهيونية اعتمدت العقيدة الأمنية الإسرائيلية على معطى أساسي، وهو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعب قليل العدد يواجه أغلبية مناهضة لوجوده.

 

وتشير ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن، فبالنسبة للكثيرين لم تعد إسرائيل دولة آمنة ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار الأمن ومبررات البقاء والمستقبل الذي ينشدونه مع التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية، وذلك تبعا لما يلي:

 

– لم تعد المواجهات العسكرية محدودة، بل أصبحت ضربات المقاومة تستهدف كل إسرائيل وبشكل موجع.

– أصبحت المواجهات متواترة، والخسائر الإسرائيلية في ارتفاع تدريجي.

– عدد القتلى والجرحى في ازدياد متواصل، ولم يعد أحد بمنأى عن ذلك.

– لم تعد القوة العسكرية أو الاستخباراتية الإسرائيلية قادرة على تجنيب الإسرائيليين الموت.

– فقد الجيش الإسرائيلي قدرة الردع، وظهرت حقيقة ضعفه.

– قتلت إسرائيل آفاق السلام الذي كان مشجعا للبعض على البقاء أو القدوم.

– زيادة قوة "الحزام المعادي لإسرائيل"، حيث أصبح يشكل تهديدا وجوديا لها.

– تفاقم المشاكل الداخلية الإسرائيلية سياسيا وانعكاسها على الوضع الاقتصادي والأمني.

– سيطرة اليمين على مفاصل السلطة واعتماد سياسة عنصرية متطرفة مثّلا عنصرا طاردا.

-أدت الأوضاع الداخلية والخارجية إلى زيادة منسوب التشاؤم والإحباط لدى الإسرائيليين.

 

واستنادا إلى ذلك لم يعد "المشروع الإسرائيلي" حتى بأبعاده الدينية التاريخية مغريا وعنصر جذب لليهود للبقاء، كما أن عنصر استقرار السكان على الأرض باعتباره من عناصر تكوين الدولة لم يعد قائما بحكم الضغوط الأمنية والعسكرية الخارجية وعدم اليقين في مستقبل الدولة ذاتها، وبالتالي فإن فكرة الرحيل أو الهجرة العكسية كانت البديل بالنسبة للكثير من السكان.

لنغادر البلاد معا

لا يعد رحيل المهاجرين اليهود من إسرائيل ظاهرة جديدة، ولكنها أصبحت لافتة في السنوات الأخيرة وتعرف باسم "يورديم"، وهو مصطلح عبري يستخدم لوصف اليهود الذين يغادرون إسرائيل.

 

 روسي من أصل 5600 ممن استفادوا من "قانون العودة" الإسرائيلي قد رجعوا إلى روسيا بجوازات سفرهم الإسرائيلية بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

 

كما أشار استطلاع للرأي إلى أن 33% من سكان إسرائيل يفكرون فعليا بالهجرة والانتقال للعيش في أوروبا وأميركا بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة وسياساتها التي لا تحظى بالدعم الشعبي، وبما أن نصف سكان إسرائيل تقريبا ما زالوا يحملون عمليا جوازات سفر بلدانهم الأصلية (الأشكناز) فإنهم جاهزون لاستخدامها في حال اقتضى الأمر الهرب.

 

ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بيانات صادرة عن مركز الإحصاء الإسرائيلي يشير إلى أن عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل عام 2015 -أي بعد معركة العصف المأكول- بلغ 16 ألفا و700 شخص عاد منهم 8500 فقط.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا