لبنان وتحولات المشهد الإسلامي
التصنيف: أقلام
2023-10-27 05:34 م 426
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
عارف العبد
بالتوازي مع التطورات والمواجهات الأمنية الجارية في الجنوب، والتي تدور رحاها بين حزب الله من جهة، وقوات العدو الإسرائيلي، تحت يافطة وحدة الساحات، وفي خضم العودة إلى صيغة فتح لاند البائدة في البحث عن قواعد الاشتباك الجديدة.. دخل عنصر لبناني إضافي لم يكن مطروحاً أو موضوعاً في الحسبان من قبل، وهو إعلان الجماعة الإسلامية في لبنان (الوجه اللبناني الآخر للإخوان المسلمين) والذي يقابله من الجانب الفلسطيني صلات وعلاقات ليست بضعيفة مع حركة حماس، إعادة تحريك وتنشيط ما يعرف بـ"قوات الفجر"، التنظيم العسكري للجماعة، عبر تنفيذ عمليات وتحركات عسكرية على الحدود، بالطبع بالتسيق والتدبير مع حزب الله، بمواجهة إسرائيل. وتمثل ذلك بإطلاق أكثر من رشق صاروخي وغيرها من الخطوات والتحركات العسكرية.
وقد اتبع هذا النشاط العسكري بموقف لنائب الجماعة عن بيروت، جرّاح العظام، الدكتور عماد الحوت، حيث قال: إن العمل المقاوم في الجماعة الإسلامية ليس جديدًا وهو بدأ مع الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982.
أضاف : أنّ "قوات الفجر جاهزة للدفاع عن لبنان في ظل غياب استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية وضعف أداء الدولة في حماية مواطنيها".
والواقع ان التعليل الذي أعطاه النائب الحوت لدور ونشاط قوات الفجر، مماثل تماماً لتبريرات سابقة لنواب كتلة الوفاء للمقاومة، كمحمد رعد أو نواف الموسوي وغيرهم.. عن شرح أسباب نشاط مقاومة حزب الله المسلحة في الجنوب، والمتمثلة بغياب الدولة عن دورها العسكري في مواجهة إسرائيل، كما بغياب الاستراتيجية الدفاعية الشاملة والواضحة.
هذا الكلام والتطور الجديد ليس معزولاً بمفرده، بل إنه يترافق مع حالة تضامن واسعة وكبيرة من قبل أغلبية أهل السنة والجماعة في لبنان، الذين أبدوا كما قسم كبير من اللبنانيين تعاطفاً كبيراً مع قضية الشعب الفلسطيني، بعد عملية طوفان الأقصى.
حتى أن مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان، كان أول وأسرع رجل دين إسلامي في إطلاق موقف مؤيد ومتعاطف مع عملية العبور إلى غلاف غزة التي قامت بها حركة حماس.
وفي السياق ذاته ظهرت مواقف أخرى متعددة من شخصيات إسلامية سنية، تبدي التعاطف نفسه مع جرعة دعم إضافية، حيث تحيطه بالدعم والتقدير والتحذير من مغبة اتساعه ليشمل كل لبنان.
وقد توقف كثر تجاه مواقف وتصريحات إمام مسجد الإمام علي، في الطريق الجديدة، الشيخ حسن مرعب، الذي أبدى تأييداً مطلقاً للعملية العسكرية الفلسطينية، أتبعه بموقف مؤيد للمقاومة في لبنان، مشدداً على حمايتها واحتضانها وتأييد أعمالها.
الصورة العامة للمشهد الحالي تتمثل بتعاطف إسلامي سنّي كبير ومتقدم مع ما يجري من مواجهة في فلسطين، حيث تقدمت إحدى الفرق السنية الحزبية، أي "الجماعة الإسلامية" لتحجز مكاناً لها في مقدمة فصائل المقاومة المسلحة، مع ما يعني ذلك من تبدلات كبيرة وكثيرة قد تطرأ في المستقبل.
هذه التطورات كلها على مستوى التقدم والتحرك من قبل فصيل إسلامي سنّي إلى الساحة العسكرية والسياسية، ترافق مع حدث آخر على مستوى الأطراف السياسية. وقد تمثل ذلك في إقدام بعض معاوني رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على إبلاغ قسم كبير من الإعلاميين في مكتبه للإعلام والتشريفات والمراسم في بيت الوسط، بينهم إعلاميون مخضرمون سبق أن عملوا مع الشهيد رفيق الحريري، ضرورة التوقف عن عملهم مع نهاية هذا الشهر.
بمعنى آخر، فإن المشهد السياسي الإسلامي الداخلي، قد حمل في الساعات الماضية خطوتين مترافقتين متوازيتين بأبعاد ودلالات جديدة. الأولى، تمثلت بإقدام الجماعة الإسلامية عن الإعلان عن المزيد من الانخراط في العمل العسكري والسياسي في لبنان، إلى جانب مقاومة حزب الله في الجنوب، مقابل خطوات تنمّ عن تراجع متقدم وكبير وفي خطوات إلى الخلف من قبل تيار المستقبل، الذي كان أعلن رئيسه عن تعليق عمله السياسي قبل نحو سنة من الآن.
العنصر المهم في هذا السياق، أن الساحة السياسية الوطنية بدأت تواجه عناصر ومعطيات جديدة، تفرضها التطورات العسكرية والسياسية المتفاعلة والجارية في المنطقة خلال هذه الفترة. وهي ستكون مؤثرة وفاعلة في الأحداث المقبلة وسط غياب لتيار سياسي إسلامي أساسي ورئيسي ومعتدل، كان يقول وينادي بلبنان الدولة ومؤسساتها أولاً، مقابل تحرك قوى وتيارات بكل الاتجاهات تعتبر أن مهمتها أصبحت مختلفة ومتبدلة بغياب الدولة وضعف دورها، حيث تطرح نفسها بديلاً لها.
عملياً، إن الساحة السياسية اللبنانية في هذه الأيام، واستناداً إلى المعطيات الآنفة المتصلة بالتطورات العسكرية وحواضرها وحواشيها السياسية، بات ميزانها يميل وبقوة إلى جانب تقدم وتفوق محور الثامن من آذار بقيادة حزب الله المدعوم من إيران وسوريا. مما قد يؤشر بقوة إلى الاتجاه المقبل الغالب والمسيطر حتى الآن، الذي قد يساهم في طرح وإنضاج نفسه في المرحلة المقبلة.
ماذا سيتبقى من لبنان الذي كنا نعرفه في المستقبل القريب والمتوسط؟ وكيف سيكون التغيير والتبديل؟
بالتأكيد العلم عند الله وحده.
أخبار ذات صلة
الشهيد الرئيس رفيق الحريري .. شاغل الناس في حياته وبعد استشهاده
2025-01-20 05:57 ص 27
لا سلاح في المخيمات بعد سنة والتحدي في عين الحلوة
2025-01-18 09:40 م 64
حزب ا ل ل ه يفكك ميليشياته بسوريا ويتخلى عن مقاتليه السوريين
2025-01-15 10:25 ص 53
رئيس الحكومة قاضٍ مشهود له بالنزاهة: أمل جديد بعد سنوات من الفساد والظلم وسؤ الإدارة
2025-01-14 07:08 م 170
إلى الرئيس نبيه بري: هذه فرصتك لإنجاز وطني
2025-01-14 11:16 ص 112
عون – سلام: لا كسر للشيعة
2025-01-14 09:59 ص 83
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
برسم المعنيين ..بعض الدراجات النارية تبتز السائقين بتصنع الاصطدام
2025-01-19 04:03 م
ما سر انقسام نواب صيدا في انتخابات رئاسة الجمهورية والحكومة!!
2025-01-15 06:07 ص
بالصور.. كيف تبدو حرائق لوس أنجلوس من الفضاء؟
2025-01-12 10:22 م
إن انتخب د. سمير جعجع رئيساً للجمهورية ما هي علاقة صيدا ونوابها معه!
2025-01-02 10:12 م
أبرز بنود الاتفاق: بين لبنان و إسرائيل
2024-12-28 02:33 م
اطباء نصيحه عواقب صحية مقلقة للامتناع عن ممارسة الجنس
2024-12-19 09:37 م
الرواية الكاملة لهروب الأسد.. وسر اتصال مفاجئ بالمقداد
2024-12-19 09:21 م
تحركات شبابية في صيدا للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة
2024-12-19 01:42 م
حبلي زار السعودي وتم التباحث في شؤون المدينة
2024-12-17 12:29 م
بين التغييريين والسياديين ضاع نواب صيدا في استحقاق الانتخابات الرئاسية