×

ما هي السيناريوهات المتوقعة لمستقبل المعركة بين إسرائيل وغزة؟.. 4 احتمالات من بينها الحرب الإقليمية

التصنيف: أقلام

2023-11-15  07:46 م  397

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

عربي بوست

على مدار 40 يوماً تستمر الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس من قطاع غزة، وإسرائيل من الجانب الآخر؛ بسبب عملية طوفان الأقصى دون توقع لنهاية هذه الحرب، ومن الطرف الذي سيخرج منها فائزاً ومستقبل المنطقة جراء هذه العملية.

 

وفي ظل عدم اليقين المرتبط بأي حالة الحرب، وفي ضوء تطور الديناميات المرتبطة بالفاعلين في المشهد، وضعت منصة أسباب المعنية بالتحليل السياسي 4 سيناريوهات، وهي: إما بقاء الحرب في نطاقها الحالي، أو حرب بالوكالة، أو الدخول في حرب إقليمية كبيرة، أو التوصل لحل سياسي، وسوف يتحقق أحد هذه السيناريوهات خلال الفترة القادمة كنتيجة للحرب الدائرة منذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

ما هي أهداف حماس وإسرائيل من الحرب؟

 

في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت "إسرائيل" الحرب على غزة، معربة عن نيتها "تدمير" حماس. شن جيش الاحتلال هجومًا جويًا في المرحلة الأولى على غزة، وبدأ لاحقا عمليات برية لم ترقَ بعد للاجتياح الشامل. ويبدو واضحا أن الخطط الأولية الخاصة باجتياح برى واسع باتت تواجه تعقيدات الواقع، المتمثل أولا في المقاومة الشرسة التي تواجهها قوات الاحتلال، فضلا عن وجود أكثر من 240 أسير إسرائيلي وأجنبي في غزة، والوضع الإنساني الخطير الذي يتسبب في تحول الدعم العالمي بالتدريج باتجاه وقف الحرب.

 

يتحدث قادة الاحتلال عن حرب طويلة تتجاوز السوابق التاريخية للهجمات على غزة، وبغض النظر عن الجدل الإسرائيلي الداخلي حول الجدوى العسكرية لتوسيع العمليات البرية، فمن المرجح أن يتواصل الهجوم المنسق على غزة من الجو والبحر والبر، وبات من الواضح أن تدمير البنية التحتية المدنية في غزة، هو أمر مقصود؛ بحيث يكون نصف القطاع الشمالي على الأقل غير قابل للحياة، بما يدفع السكان قهرا إلى النزوح نحو جنوب القطاع، وربما مغادرته، أو في الحد الأدنى تمهيدا لفرض منطقة أمنية عازلة أوسع في شمال القطاع.

يضعها في موقع أكثر وضوحا من حيث الأهداف؛ فقد تحقق نصر حماس العسكري والأمني بالفعل يوم السابع من أكتوبر، والان هي تتمتع بميزة الدفاع التي تجعل أهدافها محددة حتى وإن كانت مكلفة، بينما جيش الاحتلال يتحرك بمزيج من رد فعل ما بعد الصدمة والحاجة للانتقام، وهو ما يجعله أكثر ارتباكا من حيث الأهداف، بغض النظر عن تفوقه آلته العسكرية وقدرتها التدميرية.

في ضوء هذه الملامح العامة، التي مازالت تترك مجالا كبيرا لعدم اليقين، قمنا بتطوير أربعة سيناريوهات ترسم مسارات التصعيد الممكنة للصراع، ونقدم أيضًا تقييمًا للاحتمالية والجداول الزمنية المتوقعة لكل سيناريو بالإضافة إلى التعليق على الآثار المحتملة. 

السيناريو 1: استمرار الصراع محليًا (الوضع القائم – احتمال كبير جدًا) 

هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، على الأقل خلال ثلاثة أشهر، حيث تركز "إسرائيل" على إعادة تأكيد هيمنتها العسكرية، ويظل الصراع بين "إسرائيل" وحماس محصوراً بالأساس داخل قطاع غزة، مع عدم وجود تصعيد كبير يشمل جهات فاعلة إقليمية مثل إيران أو حزب الله أو فصائل فلسطينية أخرى في الضفة الغربية أو سوريا. إن العامل الأساسي الدافع هنا هو الهدف المُركَّز لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة المتمثل في إدارة الصراع ضمن حدود محددة، وتجنب اندلاع حريق إقليمي أوسع نطاقًا. 

يمكن لتحقيق نصر عسكري سريع وحاسم أن يعزز موقف "إسرائيل"، وإن كان هذا النصر السريع يظل غير مرجح، حيث سيواجه الاحتلال مقاومةً كبيرة، وسيعاني من خسائر مستمرة. وفي المقابل، سيؤدي الصراع المطول مع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى ضغوط داخلية ودولية لوقف إطلاق النار. 

ويعتمد نجاح الغزو البري على عوامل عديدة، بما في ذلك مستوى المقاومة من جانب حماس والفصائل الفلسطينية، والتحديات الجغرافية والبنية التحتية لحرب المدن في غزة، وردود الفعل الإقليمية والدولية. ومن شأن المشهد الحضري في غزة، المكتظ بالسكان والمساحات المفتوحة المحدودة، أن يزيد من تعقيد العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي. 

ورغم أن حماس تواجه ضغوطًا هائلة، وتعاني قيادتها وبنيتها التحتية وأصولها العسكرية لاستهداف شديد، ولكن ليس من المحتمل أن تؤدي العملية العسكرية إلى القضاء عليها. حيث إن الحركة متأصلة بعمق بين سكان غزة، وأظهرت قدرة على الحفاظ على مستوى من القدرة العملياتية بما لديها من شبكة من الأنفاق والبنية التحتية المحصنة، وهو الأمر الذي يضمن بقاءها كلاعب رئيسي في غزة. وتظل غزة، في أعقاب ذلك، عبارة عن خليط معقد من الدمار والمقاومة، ولا تقع بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية. 

وفي حالة نجاح الغزو البري الذي يؤدي إلى سقوط غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، فإن العواقب ستشمل تقلبات جيوسياسية بعيدة المدى. فمثلا؛ من شأن إعادة احتلال غزة، أو التمسك بخطط التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء أن تؤدي إلى أزمة إقليمية أوسع، وسيكون رد فعل مصر على مثل هذا التطور حاسمًا، كما سينعكس ذلك على مجمل علاقات "إسرائيل" بدول المنطقة، وتعطل لمجمل مسار تطبيع العلاقات العربية مع "إسرائيل".

كما تشمل نتائج وتداعيات هذا السيناريو صراعًا طويل الأمد يستمر في زعزعة استقرار المنطقة، وآثارًا إنسانية كبيرة في المقام الأول داخل قطاع غزة، والإبقاء على الوضع الراهن الذي يمنع أي تقدم جوهري نحو اتفاق سلام أوسع أو حل للقضية الفلسطينية نفسها.

السيناريو الثاني: صراع إقليمي دون مستوى الحرب (احتمال كبير)

هناك احتمال أن تتوسع الحرب خارج حدود غزة والأراضي الفلسطينية، خاصة كلما طالت المدة وأصبحت الأوضاع الإنسانية أكثر كارثية، كما يمكن أن تؤدي عمليات غير محسوبة على الجبهة اللبنانية، أو ضد المصالح الأمريكية في المنطقة إلى تسريع المسار نحو امتداد الصراع الإقليمي. وقد تأكد هذا التقييم من خلال الزيادة الأخيرة، وإن كانت هامشية، في الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق ضد التواجد العسكري الأمريكي، وإسقاط الحوثيين طائرة تجسس أمريكية.

في هذا السيناريو، يحفز تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس التوترات الإقليمية وتؤدي إلى صراع أوسع يشمل جهات فاعلة حكومية وغير حكومية. وتشهد المراحل الأولية تكثيف الهجمات في غزة، مع توغل جيش الاحتلال بشكل أعمق في محاولة لتفكيك القدرات العسكرية لحماس. وتؤدي حرب المدن إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في كلا الجانبين، وتتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. ومع ذلك، فإن المشهد الإقليمي يصبح محفوفاً بالمخاطر على نحو متزايد مع بدء الجهات الفاعلة الأخرى في لعب أدوار أكثر أهمية للدفاع عن مصالحها.

ستجد إيران نفسها مدعوة للعب دور أكثر تأثيرا دون التورط في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة. وستشجع وكلاءها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان، لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية بهدف زيادة وتيرة استنزاف القدرة العسكرية الإسرائيلية. كما سيكثف الوكلاء في العراق واليمن، الهجمات ضد الأصول الأمريكية، مما يؤدي إلى وضع أمني محفوف بالمخاطر، بما في ذلك الممرات الملاحية الدولية في المنطقة. 

السيناريو الثالث: حرب إقليمية واسعة النطاق (احتمالية ضعيفة)

ما تزال احتمالات تصاعد الصراع إلى مستوى حرب إقليمية واسعة النطاق، ضعيفة لكن غير مستبعدة، خاصة كلما طالت مدة الحرب، بما يزيد من إمكانية صدور ردود أفعال عسكرية غير متناسبة، أو شن هجمات مبنية على تقديرات خاطئة. في الوقت الراهن، يُنظر إلى هذا السيناريو باعتباره احتمالية متوقعة على مدار الـ12 شهراً المقبلة تقريباً. ومع ذلك، هناك احتمالية قوية لتسارع الأحداث بشكلٍ غير متوقع، ما قد يُسرّع وتيرة التقدم نحو زيادة عدم الاستقرار الإقليمي.

وفي هذا السيناريو، سيتحول الصراع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تجذب معها أطرافاً رئيسية من الدول والفاعلين من غير الدول خارج نطاق المواجهة المباشرة بين "إسرائيل" وحماس. وستتسع رقعة الصراع لتشمل عدة جبهات من الشرق الأوسط في حرب شديدة التقلب. وسيأتي هذا السيناريو مدفوعاً بالتنافسات الجيوسياسية العميقة، والحسابات العسكرية الاستراتيجية، ونقاط الضعف الاقتصادية، وشبكة معقدة من التحالفات والعداوات التي تتسم بها المنطقة.

ستلجأ إيران مضطرة إلى قرار الحرب حين تشعر بضغط الحملة المنسقة ضد حلفائها ومصالحها. وسيتمحور جزء كبير من الاستراتيجية العسكرية الإيرانية حول شبكة وكلائها في المنطقة لتنسيق حملة متعددة الجبهات ضد المصالح الإسرائيلية، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والميليشيات في العراق وسوريا، والحوثين في اليمن. في مرحلة أخرى من تدهور الصراع، قد تلجأ طهران مباشرة إلى الضربات الصاروخية المكثفة لاستهداف القواعد العسكرية، والبُنى التحتية الحيوية، والمراكز الحضرية الإسرائيلية، لكنّ هذا يظل احتمالا متواضعا في ظل أنه سيضع الأراضي الإيرانية في مواجهة رد عسكري أمريكي وليس إسرائيليا فقط.

السيناريو الرابع: الحل الدبلوماسي الدولي (احتمالية متوسطة)

تُعد احتمالية التوصل إلى حل دبلوماسي متوسطة في الأشهر القليلة القادمة. لكن إمكانية تغيير المواقف والأولويات الدولية قد تحمل في طياتها احتمالية ظهور بيئة مواتية للتفاعلات الدبلوماسية، مدفوعة بتصاعد الأزمة الإنسانية والضغوط الدبلوماسية الدولية، والطبيعة المتغيرة للعلاقات الجيوسياسية واحتمالية حدوث تحولات في الأولويات الاستراتيجية.

وسيشهد هذا السيناريو المتصور، نجاح الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية المنسقة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس، ويحول دون تصعيدٍ إقليمي أوسع. وسيعيد المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقييم موقفه نتيجة تصاعد الأزمة الإنسانية، والإدراك أن الدعم غير المشروط للعملية العسكرية الإسرائيلية ليس مستداماً، وسيُسفر عن نتائج عكسية. كما سيأتي هذا التحول متأثراً بعجز جيش الاحتلال عن تحقيق نصر عسكري حاسم.

وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، لهذا ستلعب كل من مصر وقطر دور الوساطة المحوري لتسهيل الحوار بين جميع الأطراف. وسنشهد نقلةً كبيرة بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الرهائن والسجناء، ما سيشجع على المزيد من التفاوض وتجنب مزيد من التصعيد.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا