×

نتنياهو الراغب بتغيير الخريطة خارج أي إطار لوقف النار

التصنيف: أقلام

2024-10-11  10:43 ص  541

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

زياد سامي عيتاني اساس

بكل “عنجهية” وعد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فيما كان مزهواً بما إفتخر بتحقيقه من الاغتيالات التي إرتكبها بحق “حزب الله”، بأنه “سيغير خريطة الشرق الأوسط”، بعدما بلغ به الغرور حد تصور أنه يمكنه باستخدام القوة المفرطة وارتكاب المذابح فى غزة ولبنان أن يغيّر خريطة المنطقة لتتناسب مع مصالح كيانه، وتصوراته عن نفسه بأنه المنقذ لدولة إسرائيل.

 

من الواضح أن نتنياهو يسعى إلى توسيع نطاق الحرب، ولا يأبه بالمناشدات الدولية التي تحذر من اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تشمل قوى دولية، بل إنه لا يكف عن الاستفزازات التي تدفع الأطراف الاقليمية إلى الاشتباك والرد. فقد ثبت أن نتنياهو، الذي يقوم بالتصعيد، لا يرغب في استقرار الإقليم، ويتلاعب بجميع الأطراف الاقليمية، في إعاقته التوصل إلى اتفاق هدنة، لأنه يرفض الانسحاب من غزة، ويرفض الوقف النهائي للحرب عليها، ولا يقبل بغير تبادل الأسرى كصفقة، ليواصل جريمته العدوانية، وتصرفاته الاجرامية في حق الشعب الفلسطيني، والآن في حق الشعب اللبناني، كما أنه يمضي قدماً لإشعال الحرب الكبرى في المنطقة، ويتخذ من الاجراءات ما يؤدي إلى التصعيد نحو الحرب الشاملة في الاقليم كله، لدرجة أنه يصعب معه، التنبؤ بما يمكن أن يحدث.

 

من هنا يمكن أن ندرك أن نتنياهو يرغب في استدراج الولايات المتحدة الأميركية لتشارك في العمليات العسكرية مباشرة، وستكون لأي مشاركة أميركية مباشرة تداعيات خطيرة، وقد تصبح المنطقة ساحة للاحتراب الدولي.

 

ووسط تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول طبيعة الرد الاسرائيلي المرتقب على الهجوم الايراني، علاوة على مؤشرات متصاعدة بتفضيل طهران تجنّب التصعيد، أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، فيما أشار مصدر مقرب من الادارة الأميركية إلى أن الاتصال كان يهدف الى تنسيق الرد الاسرائيلي على الضربة الصاروخية الايرانية.

 

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت إن الضربة الاسرائيلية على إيران ستكون “قاتلة ودقيقة ومفاجئة”. ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عنه قوله، خلال زيارة للوحدة 9900 لاستخبارات الجيش الاسرائيلي، وهي الوحدة التي تجمع معلومات الاستخبارات في مسارح الحرب، إن إيران “لن تستوعب ما حدث لها، أو كيف حدث”. وأوضح غالانت أن الضربة التي شنتها إيران على إسرائيل الأسبوع الماضي “عدوانية، لكنها فشلت، لأنها كانت غير دقيقة”، مؤكداً أن “سلاح الجو الاسرائيلي لم يتضرر في الهجوم، وأن جميع مدارج الطائرات تعمل، ولم تُصب أي طائرة، ولا أي جنود أو مدنيين”

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي يعتزم السفر إلى واشنطن، لكن نتنياهو اعترض على الزيارة في اللحظة الأخيرة، ووضع شرطين من أجل السماح له بالسفر، وهما أن يتلقى مكالمة من بايدن وأن يوافق مجلس الوزراء الأمني الاسرائيلي على خطط الهجوم.

 

وبشأن الرد الاسرائيلي المتوقع على إيران، توقع موقع “أكسيوس” أن ترد إسرائيل على الهجمات بشن غارات على أهداف عسكرية إيرانية وعمليات سرية للاغتيالات. وفي السياق نفسه، كشف مسؤولان أميركيان لشبكة “إن. بى. سي.” أن قادة إسرائيل لم يُطلعوا الولايات المتحدة حتى الآن على تفاصيل ردهم العسكري المرتقب على هجوم إيران، على الرغم من أن مسؤولين عسكريين أميركيين ناقشوا إمكان دعم الرد الاسرائيلي بمعلومات استخباراتية أو ضربات جوية.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ناقش مع نظيره الاسرائيلي في مكالمة، الأحد الماضى، الردود المحتملة، في الوقت الذي لم تتخذ إسرائيل قراراً نهائياً بشأن طبيعة الرد أو توقيته. وذكرت شبكة “إن. بى. سي.” أن أوستن كان محبطاً وغاضباً، لأن إسرائيل لم تخطر الولايات المتحدة بنيتها اغتيال الأمين العام لـ “حزب الله”، على الرغم من أن الجانبين تحدثا عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، إلا أن غالانت أبلغ أوستن بالعملية أثناء تنفيذها، وفقاً لمسؤولين أميركيين. وأشار المسؤولون إلى أن غالانت وأوستن لم يناقشا المنشآت النووية كأهداف محتملة، وأفادوا بأن إسرائيل ذكرت أنها لا تستبعد الرد خلال عطلة عيد الغفران اليهودي في 12 الجاري.

 

بناءً على كل ذلك، ، فإن البحث في أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يزال بعيداً عن أرض الواقع، ويبدو أنه متروك في هذه الفترة لما بعد الرد الاسرائيلي على إيران، وكيفية مقاربة الأخيرة للرد، وبالتالي لتطورات الميدان سواء في غزة أو لبنان.

 

ووسط تصاعد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، كشف تقرير إخباري إسرائيلي عما وصفه بمفاوضات من خلف الكواليس تقوم بها الولايات المتحدة ودول عربية مع إيران، بهدف التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في كل الجبهات في وقت واحد، غير أنه وبحسب “القناة 12” الاسرائيلية، فإن إسرائيل لا تعتبر جزءاً من المفاوضات الأميركية – العربية مع إيران في الوقت الحالي. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي ما حرفيته: “نحن حالياً في نقطة قوة، وسيكون وقف إطلاق النار بشروطنا، بما في ذلك انسحاب حزب الله شمال الليطاني”.

 

المنطقة ومن خلفها العالم في حالة ترقب للقادم، وعلى ما يبدو خرجت الأمور عن المسارات تحت السيطرة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا