30 ألف نازح لبناني إلى العراق من يوفر اقامتهم؟ وما هي مخاوفهم؟
التصنيف: أقلام
2024-10-28 09:50 ص 276
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
العراق ليس غريباً عن ذاكرة الشيعة في لبنان، اذ ان له وقع تاريخ وصدى في وجدانهم الجمع ، فزيارة مراقد الائمة المدفونين في ثراه والبالغ عددهم 7 من اصل 12 اماماً، هو من اوجب الواجبات الدينية التي لا تكتمل الا بمراسم بحج الى مكة والمدينة في السعودية وبزيارة الى المقامات المقدسة في الاراضي العراقية.
لكن مع موجة النزوح الحالية الواسعة لهؤلاء الى العراق والتي بدأت منذ مطلع الشهر الجاري بفعل الحرب الاسرئيلية التي تخطت كل حدود، ثمة وقع آخر بل ثمة استشرافات تنطوي على الريبة وتبعث على الخشية مما هو في ظهر الغيب.
لذا، فمبجرد ان اعلنت السلطات الرسمية في بغداد عن فتح العراق ابوابه لاستقبال النازحين اللبنانيين الذين هجّرتهم الحرب العدوانية الاسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وسواها من موطن الشيعة، حتى شد قسم لا يستهان بعدده من هؤلاء الرحال الى هناك، يشجعهم على اتخاذ قرار الهجرة وتجشم عناء ذلك الترحال عوامل جذب واغراء عدة، ابرزها:
-ان المرجعية الدينية العليا في النجف الممثلة بالمرجع الاعلى للشيعية في العالم السيد علي السيستاني، بكرت في اصدار فتوى قاطعة تحض على دعم الشيعة في لبنان بكل ما يلزم لبلسمة جراحهم والتخفيف من معاناتهم في مواجهة مرارة التهجير والم التغريب والنزوح من جهة، وتأمين كل ما يوفر لهم اقامة كريمة في الديار العراقية ان هم شاؤوا الاستجارة بها ووجدوا فيها الملاذ الآمن مقرناً تلك الفتوى باخرى استتباعية تجيز صرف الاموال الشرعية لتوضع في خدمة هؤلاء من جهة ثانية.
وفيما كان ثمة صعوبات تحول دون ايصال قوافل الاغاثة الرسمية العراقية للنازحين من مناطق الحرب والتوتر الى اماكن الايواء في الداخل اللبناني، كان الايسر والاضمن والاسرع تسهيل امر وصول هؤلاء النازحين الى الرحاب العراقية عبر:
-تأمين باصات ووسائل نقل حديثة ومريحة للانتقال الامن الى الديار العراقية.
-تسهيل اجراءات دخول النازحين عبر المعابر الحدودية العراقية مع سوريا، الى درجة انه لم يشترط على النازح ان يكون ولوجه الى الداخل العراقي بجواز سفر وفق ما هو معمول قديماً، بل يمكنه الدخول ببطاقة هوية او حتى بوثيقة اخراج قيد ان لم تكن الاولى متوافرة.
ما ان يصل هؤلاء الى العراق حتى يجدوا فرقاً (تتبع الحشد الشعبي او المرجعية او الاحزاب والمرجعيات) مهمتها استقبالهم والاشراف على توزيعهم وايصالهم الى حيث يستقرون في بيوت ضيافة او في فنادق او حسينيات مخصصة لاستقبال الزوار، وتكون اقامتهم بتكاليف رمزية او مجانية.
اللافت ان واقع الحال هذا شمل النازحين من لبنان مباشرة او اولئك الذين نزحوا اولاً الى الاراضي السورية، وليجدوا هناك ما يوفر لهم الاقامة المريحة والكريمة.
وهكذا، وفي خلال فترة الشهر التي انقضت على بدء الهجوم البري الاسرائيلي على الجنوب والاغارات على الضاحية والبقاع، احتضنت الاراضي العراقية ما يقدر بين 35 الى 40 الف نازح لبناني، حذرت السلطات العراقية من اطلاق صفة نازح او لاجىء او مهجر عليهم، بل فرضت التعامل معهم بمسمى “ضيوف العراق”، واعفتهم من اية رسوم دخول او اقامة.
ولكن، مع كل هذه الاجراءات الميسرة والباعثة على الارتياح وعدم الشعور بالمرارة والغربة، فان ثمة في اوساط اولئك النازحين من يساوره قلق وخشية مضمرة حيناً وفصيحة احياناً أخرى، تتمحور حول ماذا بعد؟ واستطراداً ما الادهى المنتظر؟
واستتباعاً لماذا فتح العراق ابوابه على هذا النحو المريح فجأة؟
مبعث الخشية والارتياب يتأتى من ان النازح الشيعي المبتهج انه بات يلوذ بحمى مراقد ومقامات اوليائه المقدسين بعدما اوكل اليهم امر تدبير شؤونه وهم بالنسبة اليه اهل لذلك، قد تناهى ولاشك الى علمه من ان اسرائيل تنفذ عملية تدمير ممنهج لكل القرى الامامية، حيث ان هناك 5 بلدات منها قد سوّت على القوات الاسرائيلية المتقدمة مبانيها بالارض تماماً على نحو يحول دون العودة اليها نهائياً.
وهكذا، فان الشيعي المهجر الى العراق يجد نفسه مستقراً بجوار المراقد المقدسة عنده، الا انه يحتفظ في نفسه بكم من القلق على مصير الارض التي نزح منها لتوه قسراً تحت وطأة حمم الموت الإسرائيلية، خصوصاً وانه يعلم بـ “تنبؤات” سوداوية قد بدأت بوادر تحققها تلوح في الافق..
وهكذا، فان شيعة لبنان حتى وهم يجدون مستقراً آمناً نسبياً في بلاد الرافدين، فانهم قلقون على موطنهم الأصلي، ويساورهم قلق من ان يطول استقرارهم حيث لجأوا تماماً كما حصل للفلسطينيين الذين وفدوا اليهم قبل 76 عاماً بصفة لاجئين مؤقتين، ولكنه لم يتسنّ لهم العودة الى ارضهم التي هي قبالة اعينهم
أخبار ذات صلة
لهذا رفضت المعارضة المبادرة الجنبلاطية الرئاسية!
2024-11-06 06:07 ص 129
وول ستريت جورنال": رياض سلامة أدى لعدم استقرار اقتصادي سمح لحزب بتحقيق مكاسب
2024-11-04 01:07 م 104
قضايا الفساد تُلاحق سلامة.مبلغ خياليّ.مذكرة توقيف وجاهية ثانية
2024-11-02 09:20 ص 133
أين نوح زعيتر؟
2024-11-02 09:10 ص 150
الهدنة المستحيلة"... لبنان أمام 10 أيام مفصلية!
2024-10-28 05:43 م 89
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية
2024-10-09 05:25 م
الإعلان من بلدية صيدا عن صول الدفعة الأولى من مساعدات اليونيسيف للنازحين
2024-09-25 10:18 م
بين إيران وحزب . مأزق استثنائي وتساؤلات عن "موقف جديد"
2024-09-24 11:15 م
بين إيران وحزب .. مأزق استثنائي وتساؤلات عن "موقف جديد"