تواطؤ الأضداد داخليًا وخارجيًا لانتخاب الرئيس اللبناني: جوزيف عون الأوفر حظًا
التصنيف: أقلام
2024-12-16 12:40 م 94
كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.
صيدا نت
مع استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، باتت الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية في قلب النقاشات السياسية داخليًا وخارجيًا. وبينما يبتعد الوزير السابق سليمان فرنجية عن السباق نتيجة غياب التوافق عليه، يتقاطع الدعم المحلي والدولي بشكل لافت حول قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، كمرشح أوفر حظًا لرئاسة البلاد. هذا التواطؤ غير المعلن بين قوى متباينة داخليًا وخارجيًا يعكس رغبة واضحة في الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، ولو بتقريب الأضداد حول شخصية تُعتبر توافقية.
الدعم الدولي لجوزيف عون
يحظى العماد جوزيف عون بدعم قوي من الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، التي ترى فيه شخصية قادرة على ضمان استقرار لبنان في مرحلة دقيقة.
• الدعم الأمريكي: واشنطن تنظر إلى جوزيف عون كحارس للاستقرار الداخلي في لبنان، في ظل أزمات اقتصادية وأمنية خانقة. قدرة قائد الجيش على إبقاء المؤسسة العسكرية متماسكة بعيدًا عن الانقسامات السياسية تعزز ثقة الأمريكيين فيه.
• الدعم الفرنسي: باريس من أبرز الداعمين لانتخاب رئيس قادر على استعادة العلاقات الدولية مع لبنان. فرنسا تدفع باتجاه توافق داخلي يُفضي إلى انتخاب جوزيف عون، خصوصًا بعد فشل المبادرات السابقة في دعم مرشحين آخرين مثل سليمان فرنجية.
هذا التوافق الدولي ينبع من الإدراك بأن استمرار الفراغ الرئاسي يفاقم الأزمة اللبنانية، ويهدد بانهيار أوسع للمؤسسات.
الدعم المحلي: تقاطع غير مسبوق بين بري وجعجع
على الصعيد المحلي، يشهد المشهد السياسي تطورًا لافتًا يتمثل في تقاطع مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول اسم جوزيف عون:
• موقف سمير جعجع:
جعجع أكد استعداده لدعم جوزيف عون كرئيس توافقي، مشيرًا إلى أن الدعم الدولي لشخصيته يُعطيه حظوظًا متقدمة. بالنسبة لحزب “القوات اللبنانية”، فإن انتخاب قائد الجيش يُعتبر خطوة نحو إعادة بناء الدولة على أسس بعيدة عن فساد الطبقة السياسية التقليدية.
• موقف نبيه بري:
بري، المعروف بقدرته على تقريب وجهات النظر بين القوى المتباينة، يبدو مستعدًا لدعم جوزيف عون كمرشح يحقق الاستقرار، لا سيما بعد تراجع حظوظ سليمان فرنجية الذي كان مرشحه المفضل. هذا الموقف يُعتبر خطوة تكتيكية من بري لإيجاد حل وسط في ظل الانسداد السياسي الحالي.
التواطؤ بين الأضداد: تفاهم ضمني رغم الخلافات
رغم التناقضات العميقة بين القوى السياسية اللبنانية، يظهر أن هناك تواطؤًا غير مباشر بين أطراف متعارضة داخليًا وخارجيًا لدعم انتخاب جوزيف عون. هذا التواطؤ ليس بالضرورة نتيجة تفاهم علني، بل لأنه يعكس إدراكًا عامًا بضرورة الخروج من حالة الجمود السياسي التي تضرب البلاد منذ سنوات.
• محليًا: تقاطع بري وجعجع حول اسم جوزيف عون يُظهر أن القوى السياسية بدأت تُدرك أن الاستمرار في تعطيل الانتخابات سيؤدي إلى كارثة وطنية.
• خارجيًا: الولايات المتحدة وفرنسا تسعيان إلى حل سريع للفراغ الرئاسي، وتعتبران جوزيف عون الخيار الأنسب لطمأنة المجتمع الدولي وإعادة إطلاق عجلة الإصلاحات الاقتصادية.
التحديات الداخلية: الخلاف مع باسيل
رغم هذا التوافق غير المعلن، يواجه ترشيح جوزيف عون عقبة كبيرة تتمثل في معارضة التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل.
• الخلاف السياسي:
باسيل يعارض انتخاب جوزيف عون بسبب قلقه من أن وصول قائد الجيش إلى الرئاسة قد يضعف نفوذه السياسي في المرحلة المقبلة.
• الرفض الدستوري:
يرفض باسيل تعديل الدستور للسماح بانتخاب قائد الجيش، معتبرًا ذلك تجاوزًا للمعايير الدستورية.
• التوتر الشخصي:
العلاقة المتوترة بين باسيل وعون تجعل التيار الوطني الحر في موقف معرقل لأي توافق حول اسم قائد الجيش.
الموقف الإقليمي والدولي
مع انسحاب سليمان فرنجية فعليًا من السباق، تركز الدول المعنية بالشأن اللبناني على الدفع نحو انتخاب رئيس يُرضي الأطراف المختلفة، مع الحفاظ على الاستقرار الداخلي.
• فرنسا وأمريكا: تسعيان لتسريع انتخاب رئيس من خلال الضغط على القوى السياسية اللبنانية لتقديم تنازلات متبادلة.
• الموقف العربي: الدول العربية، خاصة الخليجية، تميل لدعم جوزيف عون كرئيس يحقق الحد الأدنى من التوافق، دون الانخراط في تفاصيل النزاعات الداخلية.
السيناريوهات المحتملة
1. توافق دولي-محلي:
إذا استمر الدعم الدولي لجوزيف عون وتزايدت الضغوط على القوى السياسية الداخلية، فقد يتم التوصل إلى توافق على انتخابه كرئيس توافقي.
2. العقبات الداخلية:
الخلاف مع التيار الوطني الحر ومواقف بعض القوى الشيعية قد تعرقل انتخابه، ما يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
3. مرشح بديل:
في حال فشل التوافق على جوزيف عون، قد يتم طرح مرشح بديل بتوافق محلي ودولي أقل وضوحًا.
الخلاصة
التواطؤ غير المعلن بين الأضداد داخليًا وخارجيًا لدعم جوزيف عون يعكس إدراكًا مشتركًا بضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. ومع ذلك، فإن التحديات الداخلية، لا سيما الخلاف مع جبران باسيل، قد تُعقّد المسار. لكن يبقى جوزيف عون المرشح الأوفر حظًا بفضل الدعم الدولي ونجاحه في الحفاظ على الاستقرار الأمني في لبنان، مما يجعله خيارًا مقبولًا محليًا ودوليًا على حد سواء. المرحلة المقبلة ستتطلب توافقًا نهائيًا بين الأطراف اللبنانية، وهو ما قد يتبلور في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.
أخبار ذات صلة
درس من سقوط الأنظمة الاستبدادية للعبرة والأمل …..
2024-12-17 04:06 م 147
لعبة الـ65 تقلب السّحر على السّاحر؟
2024-12-15 10:33 ص 106
هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية
2024-12-14 06:18 ص 89
بين هروبين.. زعماء عرب أطاحت بهم شعوبهم
2024-12-13 05:50 ص 79
فاسد أو جبان.. هذا ما قاله الأسد عن "الهارب" من الوطن
2024-12-13 05:48 ص 89
علي مملوك وأقارب آل الأسد يختبئون في بيروت
2024-12-10 03:02 م 120
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
ولي العهد السعودي: نحن لا نحلم.. نحن نفكر في واقع يتحقق
2024-12-12 05:58 ص
هل القرار الأممي 1701 ومدرجاته 1559 سيتم نزع السلاح من الخيم عين الحلوة
2024-12-04 02:58 م
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار