×

تاج الكلام: العماد جوزيف عون في رحلة القيادة الرئاسية

التصنيف: أقلام

2025-01-11  04:41 ص  67

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

صيدا نت

في لحظة فارقة من تاريخ لبنان، يتصدر العماد جوزيف عون المشهد كرئيس للجمهورية، محمّلاً بأمل اللبنانيين الذين طالما تطلعوا إلى قائدٍ يوازن بين الحزم والحكمة، بين خبرته العسكرية العميقة ودرايته بالتعقيدات السياسية. ومنذ اللحظة الأولى لترشحه، كان واضحًا أن هذا القائد الذي برز من رحم الجيش يسعى لوضع رؤىً طموحة تقود البلاد نحو الاستقرار والازدهار.

التعاون مع الأطراف اللبنانية: التحدي الكبير

يُدرك الرئيس جوزيف عون أن التنوع اللبناني، على الرغم من كونه مصدر قوة حضارية، كان على الدوام ميدانًا لصراعات داخلية عرقلت تطور البلاد. ومع ذلك، يتمتع عون بميزة فريدة، وهي حياده السياسي خلال سنوات خدمته العسكرية، ما جعله محط احترام معظم الأطراف.

التوقعات تشير إلى أن عون سيعتمد استراتيجية تقوم على:

 • إعادة الثقة بالمؤسسات الوطنية: سيعمل على تعزيز دور المؤسسات الدستورية، بحيث تكون منابر للحوار البناء، بعيدًا عن التجاذبات الطائفية.

 • تعزيز الحوار الوطني: سينشط في جمع الأطراف اللبنانية المختلفة على طاولة حوار واحدة، في محاولة لرسم خريطة طريق مشتركة تعالج الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

 • التوازن بين التيارات: بفضل مسيرته العسكرية وخبرته في إدارة الأزمات، قد يستطيع عون خلق توازن بين القوى التقليدية والإصلاحية في لبنان، مما يسمح بإطلاق عجلة الإصلاح دون إثارة معارضة شديدة.

التعاون الدولي: بين الدعم والشراكة

يدرك العماد جوزيف عون أن لبنان لا يمكن أن ينهض بمعزل عن محيطه الإقليمي والدولي. ولذلك، فإن نهجه الرئاسي يعكس فهمًا عميقًا لدور القوى الخارجية في رسم ملامح المشهد اللبناني.

 • الشراكة مع الدول العربية:

سيحرص عون على تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية التي لطالما كانت داعمًا أساسيًا للبنان اقتصاديًا وسياسيًا. زيارته الأخيرة إلى السعودية قبل تسلمه الرئاسة تُبرز هذه الرؤية، حيث يهدف إلى استعادة ثقة الرياض بدور لبنان الإقليمي.

 • العلاقة مع الولايات المتحدة وأوروبا:

كونه قائدًا سابقًا للجيش، يدرك عون أهمية الدعم الأمريكي والأوروبي للجيش اللبناني، الذي يُعتبر العمود الفقري لاستقرار البلاد. من المتوقع أن يسعى لتوسيع هذا الدعم ليشمل مشاريع تنموية تسهم في تخفيف العبء الاقتصادي.

 • دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية:

يُتوقع أن يدفع نحو زيادة التعاون مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، لا سيما في قضايا مثل إعادة النازحين السوريين وحل النزاعات الحدودية.

 

الأهداف العالية: بيان رئاسي بطموحات وطنية

العماد جوزيف عون، الذي وضع الاستقرار والأمن كأولوية خلال قيادته للجيش، ينقل هذه القيم إلى نهجه الرئاسي. البيان الأول الذي أصدره كان واضحًا في تحديد الأهداف العليا:

 1. إعادة بناء الثقة بالدولة:

سيكون التركيز على استعادة ثقة المواطن اللبناني بمؤسسات الدولة، من خلال محاربة الفساد وتحقيق الشفافية.

 2. إطلاق عجلة الاقتصاد:

عون يعي أن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي. لذلك، يسعى إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز السياحة والصناعات المحلية كركائز أساسية للنمو.

 3. تعزيز سيادة القانون:

محاربة التهريب، ضبط الحدود، وتعزيز الأمن الداخلي ستكون من أولوياته، مع التأكيد على سيادة الدولة على كامل أراضيها.

 4. تطوير الجيش اللبناني:

كقائد سابق، يعتبر الجيش رمز الوحدة الوطنية. لذلك، سيعمل على تعزيز قدراته كمؤسسة وطنية حامية للدولة والمواطنين.

 5. الاستجابة للأزمات الاجتماعية:

سيسعى لإطلاق مبادرات عاجلة للتخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية، مع التركيز على دعم الفئات الأكثر تضررًا.

التحديات التي تنتظره

رغم الأهداف الطموحة، تواجه العماد عون عقبات كبيرة، أبرزها الانقسام السياسي الداخلي، التأثيرات الإقليمية، والتحديات الاقتصادية التي تهدد استقرار البلاد. ولكن بالنظر إلى تاريخه الحافل بالإنجازات في أصعب الظروف، هناك تفاؤل بأنه قادر على قيادة لبنان في هذا المنعطف التاريخي.

في الختام: تاج الكلام أفعالٌ تُترجم الأحلام

العماد جوزيف عون يحمل آمال أمةٍ تبحث عن قائد يجمع بين الشجاعة والرؤية. وبينما يضع “الأفعال قبل الأقوال”، فإن التوقعات بشأن نجاحه تعتمد على مدى قدرته على توحيد الصفوف داخليًا وفتح آفاق جديدة للشراكات الدولية. في كل الأحوال، فإن هذا الرجل الذي اعتاد على مواجهة التحديات كجندي وقائد، يدرك أن معركة بناء الدولة ستكون التاج الذي يتوج به مسيرته.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا