×

ذكرى ١٤ شباط ٢٠٢٥ : حان وقت " المستقبل " !!!!

التصنيف: أقلام

2025-02-10  07:54 م  83

 

كل مقال يعبّر عن رأي كاتبه، ولا يمثّل بأي شكل من الأشكال سياسة الموقع.

 

حنان نداف 

 

تطل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط هذا العام مختلفة تماما في ظل اعادة تشكيل معالم المنطقة جراء ما شهدته من زلازل بدءا من حرب غزة وفتح جبهة الإسناد في الجنوب و ما تسببت به من حرب شاملة في لبنان مع ما شهدته سوريا من تحول كبير بسقوط نظام بشار الاسد وتصدر هيئة تحرير الشام للمشهد .. 

ووسط هذه التحولات والمتغيرات يبقى مشروع ونهج رفيق الحريري ثابتا لا يتغير يتقدم على ما عداه عنوانا لكل من ينادي بمفهوم الدولة ذلك ان هذا النهج في جوهره قائم على أساس بسط دولة القانون والمؤسسات لسيادتها واطلاق ورشة اعادة اعمار البشر كما الحجر ! 

عشرون عاما مضى وبقي رفيق الحريري أيقونة البناء والتقدم والإعمار ، عشرون عاما مضى وهو مدرسة نتعلم فيها كل يوم ان لا خيار لنا سوى الدولة وتراصف الجميع تحت سقفها كحجر زاوية من اجل نهوضها وتقدمها .. عشرون عاما مضى ونحن نتثبت اكثر من اي وقت مضى ان لا بديل عن هذا النهج وان تقادم السنين زاده وهجاً واكثر حاجةً !!

  وسط هذه التحولات تطل الذكرى هذا العام والعيون شاخصة إلى حامل الامانة ابن الشهيد الرئيس سعد الحريري وهو الذي قرأ باكرا في كتاب تحولات المنطقة يوم قرر تعليق العمل السياسي مع الاستمرار في خدمة " اهلنا وشعبنا ووطننا والتمسك بمشروع رفيق الحريري القائم على فكرتين : منع الحرب الاهلية وتأمين حياة افضل للبنانيين " قالها يومها الرئيس الحريري في خطابه الأشهر يوم اعلن تعليق تيار المستقبل للعمل السياسي معتبرا ان لا مجال لاي فرصة ايجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة " فكان الزعيم الوحيد بين كل الأفرقاء الذي يمتلك من الجرأة الكافية لان يصارح اللبنانيين معترفا بأن تحقيق منع الحرب الاهلية في لبنان كلفه تسويات ( من اتفاق الدوحة إلى انتخاب ميشال عون وقانون الانتخابات وغيرها .. ) وكلها جاءت على حسابه وكانت السبب في عدم اكتمال النجاح في تأمين حياة افضل للبنانيين وترك للتاريخ بأن يحكم ..  

مرّت ثلاث سنوات على خطاب " التعليق " محفوظا للتاريخ وبقيت ساحة 14 شباط حيث يرقد رفيق الحريري بسلام وفية لنهجه ووفية لحامل الامانة سعد الحريري تلاقيه فيها مجددة العهد والوفاء كما في كل عام لا بل أكثر برغم الغياب .. بقيت الساحة بجمهورها الأزرق شاهدة على ان لا بديل عن الأصيل وان تعليق العمل السياسي لم يُفقد سعد الحريري بما يمثله من مسيرة للحريرية السياسية وهجه وألقه على الساحة الوطنية والسنية بشهادة الخصم قبل الحليف والبعيد قبل القريب . 

يعود " سعد الحريري " في ١٤ شباط إلى الساحة نفسها هذا العام يعود في لحظة سياسية يحاول فيها الجميع التكيف سريعا مع المتغيرات الجذرية في الحياة السياسية اللبنانية وقراءة المرحلة المقبلة والاهم القراءة في كتاب الدستور واتفاق الطائف كركيزة لتصحيح الاعوجاج الذي اصاب النظام لعقود طويلة بابتكار ما يسمى " الثلث المعطل وبدع التشكيلات الحكومية " التي كانت سببا في التخريب على عمل رئيس الحكومة و انتظام عمل المؤسسات وإعاقة التقدم مع ما يحتمه ذلك من خلع ملابس السياسات البالية التي انتزعت لبنان من الحضن العربي إرضاءً لأجندات خارجية بفعل سحر " فائض القوة " لدى فريق استحكم في البلاد والعباد لعقدين ماضيين من الزمن ..

يعود سعد الحريري وهو مرتاح الضمير هانىء البال بأنه كان على صواب يوم قرر مقاطعة الحياة السياسية طالما ان النفوذ الإيراني لازال مستحكما في البلاد بأدوات داخلية وبعدما ادى قسطه إلى العلا وهو مدركا تماما ان التاريخ يدوّن في سطوره فقط لأصحاب المواقف الوطنية والتاريخية التي تضحي بالسلطة لاجل ان يبقى الوطن ..

نعم ١٤ شباط هذا العام مختلف ومختلف تماما فالساحة على موعد مع تسونامي الوفاء مجددا والآذان صاغية لخطاب طال انتظاره ولكنه يأتي في الوقت المناسب تماما كما قالها لنا الرئيس " كل شي بوقته حلو ".. فقد حان وقت " المستقبل " ! 

ولان " السما بطبيعتها زرقا " كلنا أمل بعودة الرئيس إلى الحياة السياسية لإعادة التوازن اليها وفتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد عنوانها " لبنان اولا " ..

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا