×

الشيخ ماهر حمود:كل شيء عندنا معرض للتشويه بالميزان المذهبي والطائفي .

التصنيف: سياسة

2011-05-13  01:12 م  933

 

 

فرض اتفاق الدوحة صيغة للخروج من المأزق ، فأعطى رئيس الجمهورية حصة من مجلس الوزراء ليحفظ التوازن وليخرج الجميع من المأزق ، فلماذا يتحول هذا الاتفاق الظرفي الذي فرضته ظروف معينة إلى عرف دائم يضاهي اتفاق الطائف ويعرقل تأليف الحكومة ويضع البلاد في أزمة مستديمة ...
كيف ومن سمح لإتفاق جاء في ظروف معينة أن يتحول إلى قاعدة تحكم لبنان وتصبح أعلى شأنا من الدستور ، وهل يبقى دور رئيس الجمهورية توافقيا بعد مرور الأشهر الثلاثة ، إضافة إلى أن رئيس الجمهورية جاء توافقيا ، فبعد ممارسات تصب في مصلحة فريق دون فريق ، هل بقي على صفته الوفاقية ، وهل ينبغي التعامل معه تماما كما كان التعامل معه عندما كان توافقيا إلى حد ما ... ؟ .
هذه الأسئلة يطرحها اللبنانيون بخجل خوفا من أن يصيبوا مقام رئاسة الجمهورية بشظايا لا تحمد عقباها، وتسبب أذى للدولة أو لمشروع الدولة في لبنان كما يقولون . لعله قد آن الآوان إلى طرح هذه التساؤلات بصوت عال ، خاصة بعدما سمعنا حقوقيين من كل الأطراف يؤكدون أن حصة رئيس الجمهورية (بدعة) ، ليست محمودة لأنها تجعل الرئيس فريقا صغيرا ضمن افرقاء كبار ، كما أنها تشوّه التمثيل النيابي وتعرقل المساعي في تأليف الحكومة .
لقد آن الآوان لطرح الموضوع بكل جرأة دون الخوف من التداعيات ، خاصة عندما نستذكر أن مقام رئاسة الجمهورية كان هدفا للسهام وللتشكيك ولكل اتهام عندما كان لا يوافق فريقا من الافرقاء .. فلماذا يبقى فوق النقد إذا كان يتسبب بأزمة كبيرة في البلاد .
ويزداد الموضوع سوءا عندما يحمّل العماد عون مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة ، فيما هو يطالب بأمور تعتبر بديهية في الميزان المجرد للسياسة ، إنما تراكم الأفكار المذهبية والفئوية والدولية والإقليمية جرء الكثيرين عليه ، ولو طالب غيره بمثل ما يطالب به مستندا على قوته السياسية لأوجدوا له كل المبررات الممكنة ، ولكن للأسف ، كل شيء عندنا معرض للتشويه بالميزان المذهبي والطائفي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يفترض أن تكون مسيرة الخامس عشر من أيار إلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية ، والى كل الحدود الفلسطينية مسيرات معبرة عن انتفاضة حقيقية للشباب الفلسطيني الذي كان دائما سبّاقا للثورات وللانتفاضات على أنواعها ، لقد انتفض الشعب الفلسطيني مؤخرا لدى إقرار المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ، وستكون هذه الثورات محاولة جادة لوضع الأمور في نصابها وللعودة عن الشعارات التي حجبت حق العودة وجعلت العداء الإسرائيلي رقما ثانيا أو ثالثا في فترات ما .إننا نستبشر بهذه المسيرات، عسى أن تكون بداية وعي جديد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكن للقمة الروحية أن تكون فاعلة بشرط واحد ، أن يكون الرؤساء الروحيون قادرين على تخطي السقف السياسي الذي يضعه لهم السياسيون ، كل من طائفته ، وبالتالي سيصبح اجتماع الروحيين مجرد تكرار للمشاكل السياسية وللعقد نفسها التي يقع فيها السياسيون ... وطبعا لن يكون في المدى المنظور انتظار لأية نتيجة ذات قيمة من القمم الروحية .. والأفضل اعتباره احتفالا بتنصيب البطريرك ليس إلا .

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا