×

خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ ماهر حمود من على منبر مسجد القدس - صيدا

التصنيف: سياسة

2011-05-20  02:37 م  904

 

 

رغم كل المحاولات التي بذلها الرئيس اوباما ليظهر وكأنه يقدم نصيحة أو حتى مجرد وصف للوضع في الشرق الأوسط ، إلا أن لهجته وتهديداته المبطنة ، وتحديد من ينبغي أن يذهب ومن ينبغي أن يبقى من الرؤساء ، وإظهار نفسه انه يتكلم بالنيابة عن الشعوب ... الخ .. كل ذلك يدل على غطرسة وكبرياء لطالما كانت علامة على نهاية الرؤساء والحكام والمتكبرين في الأرض .. (وفق المنطق والنهج القرآني).
وتزداد قناعتنا أن خطاب اوباما ينبئ عن نهايته ، انه يخفي ضعفا حقيقيا حيث أن هذه الدولة العظيمة المترامية الأطراف ، والتي تجيّش الجيوش الجرارة والأساطيل الجوية والبحرية لا تستطيع أن تضع حدا لقرار (صغير) يوقف الاستيطان في القدس ، ولا تستطيع ان تلزم إسرائيل بقرار أممي واحد .
يظهر الرئيس الأميركي بعد خطابه ، وبعدما حاول إرضاء العرب ببعض من الوعود ، وبعد جواب نتنياهو السريع على كلامه ، يظهر كأنه نمر من ورق ، يقوى علينا ويهددنا ويقرر لنا من يبقى من الرؤساء ومن يذهب، يشخص الأمراض ويصف الأدوية ويأمر وينهى ، أما بالنسبة لإسرائيل فانه كالمتلقي الضعيف الذي لا يقوى على مجرد النصيحة أو الاعتراض . وانه لممّا لا شك فيه أننا نتألم لأحوالنا ، حيث لا نستطيع أن نردع ظالما أو نضع حدا لمن ينهب الثروات ويزور إرادة الشعوب ويكذب علينا بنظريات وهمية لا يصدقها اقرب مساعديه ، وبنفس الوقت لا نجد غير الأسوأ والأظلم ليصلح أحوالنا ، فتمد هذه الثورات المزعومة يدها إلى الأميركي أو الأوروبي فيقتل الأبرياء ويذهب الثروات ويزعم انه يساعدنا على تحقيق الديمقراطية ، ونظهر كالأطفال القاصرين الذين لا يعرفون أين مصلحتهم ، وإذا علموا أين هي لا يستطيعون تطبيقها والسير وفق مقتضياتها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو أن الرشد كاف في مجتمعاتنا وثوراتنا (نستثني الثورة المصرية والتونسية لتميزها وأسبقيتها) ، لكان يكفي لقاء "عبد الحليم خدام" مع القناة الإسرائيلية الثانية ، وكلامه عن حتمية الصلح مع إسرائيل ليغير مسار الأحداث في سوريا ، وليفضح المؤامرة التي لم تعد تحتاج إلى كثير من العناء لتنبئ عن نفسها ، ولم تعد تحتاج إلى اعترافات لمتسللين أو لموالين أو لتجار سلاح أو غيرهم ... لم يعد إثبات المؤامرة يحتاج إلى كل ذلك ، ألا يكفي كلام (خدام) ليدل على حجم المؤامرة وعلى أهدافها وأبعادها .
نحن نفخر أننا كشفنا هذا الرجل منذ العام 1992 وواجهته وقتها باتهام واضح : أنت تعمل لحسابك وليس لحساب الرئيس الأسد ... ولم ينكشف إلا بعد عقد ونصف عن كلامنا الذي شهد عليه شهود كثيرون وكرره في مجالسه منتقدا . قلنا ونقول كم يوجد مثله يعملون لحساب جهات أجنبية معادية يشوهون صورة الأوضاع ويضعون السلاح في غير مكانه ويعقدون الأمور ويذهبون بها للمجهول .
كما أننا لا شك نتألم لأشكال سيئة تُقدّم وكأنها تمثل الإسلام من التكفير والقتل والإرهاب المجاني إلى أقصى الطرف الآخر ، حيث لا يبقى من الإسلام إلا الشكل وبعض العبادات المفرغة من المضمون .
لقد كان من المفترض أن يطرح الإسلام نفسه من خلال الجماهير ، من خلال الثورات العربية المتلاحقة، لكن وللأسف الشديد هنالك أشكال وأعمال يقدمها الإعلام كنتيجة طبيعية عن انتشار التدين ، فتعطي صورة سلبية تجعل الكثيرين ، (وخاصة الأقليات غير الإسلامية) تخشى من شعار (الإسلام هو الحل) مثلا.
وطبعا ليس المطلوب لتغيير هذه الصورة إصدار بيانات أو عقد اجتماعات ، المطلوب إعطاء نموذج عملي عن الإسلام الثوري الجاد المنفتح دون تفريط ، والمتشدد دون إفراط ، والواعي للمشاكل المعاصرة ، والمرتبط بمنارات التاريخ المضيئة التي تفتح آفاق المستقبل الرحب على التغيير المرتجى لهذه الأمة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا