×

صيدا التي توزع فرحتها بالاستقلال على كل الوطن

التصنيف: المرأة

2009-11-23  03:12 م  1446

 
 رأفت نعيم
تفاجئك صيدا تلك المدينة الوادعة في صدر الجنوب في كل يوم بانشغالها بحدث مفرح جديد.. رغم كثرة همومها سواء تلك التي تتقاسمها مع باقي المدن والمناطق اللبنانية أو تلك التي تواجهها منفردة..
رغم ذلك لا توفر صيدا مساحة فرح ولو كانت صغيرة الا وتنسج منها ثوباً مزركشاً بألوان البهجة والأمل والوحدة الوطنية، ترتديه عاصمة الجنوب وتشرك في ارتدائه كل لبنان، ذلك عن قناعة راسخة لدى أهلها بأنها لا تعرف أن تفرح وحدها، بل تعتبر أن فرحها يجب أن يتوزع على كل الوطن، كيف لا وهي التي انطلقت منها قبل 34 عاما الشرارة الأولى لعذابات كل الوطن ، ومنها انطلقت الشرارة الأولى لمقاومة كل الوطن، وعند أبوابها بدأت مسيرة تحرير وبناء كل الوطن، تلك المسيرة التي تخضبت بدماء الشهداء، وتوجتها قبل أربع سنوات دماء ابن صيدا الرئيس الشهيد رفيق الحريري..
وليس غريبا على صيدا أن تقدم صورة مشرقة لإحتفالها بعيد الاستقلال الذي يتزامن هذه السنة مع ترؤس ابن المدينة الرئيس سعد الحريري حكومة الوحدة الوطنية ، ومع الذكرى العشرين لتوقيع وثيقة الوفاق الوطني في مدينة الطائف في العام 1989 والذي كان عرابه وصاحب اللمسات الأساسية عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
تفاجئك صيدا، التي تنام على حال .. وتستفيق على حال .. رافضة أن تكرر نفسها ، مصممة على أن تتميز في كل مناسبة وطنية بما يليق بهذه المناسبة ، وبما يليق بمدينة الخمسة آلاف عام من الحضارة، بما يليق بمدينة رفيق الحريري..
تفاجئك صيدا، وهي تصنع من تنوعها نمط حياة دائم التجدد، وتستمد من تعدديتها واختلاف الآراء فيها القدرة على فرض ارادة الحياة باشكالها المختلفة.. لا يفت من عضدها غيوم سياسية ولا أمنية، ولا تقهرها رياح مهما كان منشأها ومهما كانت وجهتها وقوتها.
تفاجئك صيدا وهي تحول عيد استقلال الوطن الى شغلها الشاغل، الى احتفالية مسرحها كل المدينة، فتملأ الساحات فرحاً وحياة وعشقا للوطن.. وها هي صيدا المزدانة بالأحمر والأبيض والأخضر من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى بحرها ومراكب صياديها ، تختال معتزة بوطنيتها ووحدتها ضمن تنوعها ، وبقلبها الكبير الذي يتسع للجميع على صغر مساحتها .. ترفع في يوم واحد علما واحدا هو العلم اللبناني الأكبر والأعلى، وتنشد نشيدا واحدا هو نشيدها الأوحد والأغلى "كلنا للوطن. للعلا للعلم".
في مدارسها التي قرعت جرس يوم العلم ، كان الدرس الأحب الى قلوب طلابها.. حب الوطن . وعلى واجهات مؤسساتها وفي ساحاتها وشوارعها المزنرة بالأعلام اللبنانية وجدرانها المزدانة بلوحات الشرف والتضحية والفداء كانت بهجة العيد تطل من عيون أبنائها حتى وهم يزاولون أعمالهم كالمعتاد قبل عطلة العيد..
وفي حمى حماة الوطن في ثكنة زغيب والسراي الحكومي ، كان أمر اليوم ان حافظوا على الاستقلال .. وقدموا التضحيات ليكون ناجزاً..
وحول ضريح رجل الاستقلال ابن صيدا الرئيس عادل عسيران تحلقت كل صيدا ومعها كل الوطن لتخليد ذكراه، وتزاحمت فوق الضريح أكاليل الوفاء..
وصيدا لم تنفرد بفرحتها بالاستقلال بل كانت عاصمة الفرح الوطني، فجسدته بباقة من الأنشطة لم تسعها ساحات المدينة، فتقاسمتها والأجواء التي رفرفت فيها الأعلام ولو على شكل بالونات ملونة بألوان العيد، لتحول سماءها لوحة فنية امتزج ازرقها بأحمر الشهادة وأخضر الأرز والشموخ، وأبيض السلام الذي حلّقت به حمامات وادعة تحمل الى كل الوطن والعالم أجمع رسالة حب وخير وجمال.
فهنيئا لمدينة الاستقلال بامتياز .. هذا التميز في الإنجاز .. الذي قدمته شبكتها المدرسية وسيدتها البهية .. المسكونة بحب الوطن .. وبعشق صيدا ..

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا