×

المعمول يتربع على عرش حلويات العيد

التصنيف: المرأة

2009-11-24  10:46 ص  5185

 

 

جمال الغربي
للعيد طقوس خاصة وأعراف تعوّد عليها الناس منذ عقود من الزمن، حيث يستقبله كلٌ على طريقته. ومع إقتراب موعد حلول عيدي الأضحى المبارك والفطر السعيد تبدأ محلات الحلويات بإعداد الحلوى الخاصة بهذين العيدين بالإضافة إلى قلة قليلة من بعض العائلات التي لازالت تحضرها في منازلهم .
ويتربع "المعمول " ملكاً على عرش الحلوى في عيدي الأضحى والفطر من كل عام على الرغم من وجوده بشكل دائم. ولكنه يصنع خصيصاً لهما حيث يقبل أبناء مدينة صيدا كما بعض أهالي المدن والقرى الأخرى على شرائه نظراً لمذاقه اللذيذ وإستمراراً للعادات والتقاليد .
ويقول عبد السلام الأسود المنهمك في توضيب " المعمول " أن معظم محال الحلويات التي تصنع هذه الحلوى تقوم بإيقاف تصنيع معظم أصناف الحلويات قبل حوالي 10 أيام من حلول العيد لكي تكسب الوقت حيث تبدأ الطلبيات على " المعمول " من هذا الوقت. مضيفاً أن طريقة بيع هذه الحلوى ليست بالكيلو إنما بالدزدينة التي تتألف من 12 قطعة .
 ويضيف أن مكونات هذه الحلوى هي من السميد الأصفر والسمن البقري والسكر والماء بالإضافة إلى نوعية الحشوة التي تكون عادةً من التمر والجوز والفستق .
ويشير أبومحمد الذي يزوال هذه المهنة منذ 35 عاماً عاملاً في عدد من محال الحلويات قبل أن يستقر في محله الخاص المتواضع في صيدا إلى أن طريقة إعداد " المعمول " تمر بمراحل عديدة بدايةً بتحضير العجينة بعد خلط السميد الأصفر  مع السمن المذوب على النار، بعدما تترك لمدة بسيطة، ومن ثم يضاف إليها كأس من الماءالساخن وتفرك يدوياً أم آلياً حسب الكمية . قبل أن تتم عملية الحشو أكانت جوز أم فستق أم تمر . وبعد ذلك يتم وضعها في الفرن لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة ليصبح لونها ذهبياً ومن بعدها يتم سحبها من الفرن وتبرد وفي نهاية العملية ينثر السكر الأبيض عليها .
 
ويؤكد المعلم عبد السلام أن أغلب الصيداويين يشترون هذه الحلوى في الأعياد إلى جانب الحلويات الأُخرى كالبقلاوة والشكولاته وأقراص الفستق. كما لا يقتصر بيعها على أهل المدينة بل يتعداه إلى بيروت والجنوب وقرى إقليم الخروب حيث يقصدنا عدد كبير من هؤلاء الزبائن.
ويلفت إلى أن بعض الأهالي في هذه المدينة تحرص إلى إرسال هذه الحلوى إلى أولادهم في بلاد المهجر والإغتراب بعد توضيبها بعلب خاصة للسفر كنوع من الحفاظ على طقوس العيد .  
في حين أن بعض العائلات لازالت تُفضل صناعتها في المنازل ومنها من يقوم ببيعها وفق "طلب خاص" ـ توصية ومنها من يقدمها إلى الضيوف كحلوى العيد. ولكن هذه الحالات دخلت مرحلة الإندثار في ظل غلاء أسعار موادها الأولية بالجملة . حيث تشير الحاجة إم محمود التي لازالت تحضر " المعمول " لأفراد أسرتها في منزلها في صيدا القديمة إلى أنه بالرغم من غلاء أسعار وعدم إستطاعة الكثير ممن أعرفهم شراء هذه المواد إلا أنني أرغب في الحفاظ على هذه الطقوس كي لا تصبح من الماضي .
 
حكاية المعمول
المعمول له تاريخ يمتد إلى عهد الفراعنة، فالنقوشات التي تحملها حبة المعمول في ذلك الوقت ما هي إلا رسمة للشمس، التي عرفت عند الفراعنة بالإله «آتون»، أحد آلهة الفراعنة، كما تشير كتب التاريخ، حيث كان الفراعنة يضعون المعمول مع الموتى داخل المقابر، وقد استمر المصريون في صنعه وتقديمه في الأعياد أو عند زيارة الموتى والقبور الى أيامنا هذه.
وهناك من يقول إن كلمة «كعك» فارسية، وإن أول من صنعه هم العثمانيون، بينما يقر الجميع أن صناعة الكعك شهدت فترة ازدهارها في ظل الحكم الفاطمي، حيث خصص الفاطميون إدارة حكومية عرفت باسم «دار الفطرة» كانت تهتم بتجهيز الكعك وتوزيعه، ويضم متحف الفن الإسلامي بعض الآثار لما كان يكتب على الكعك بواسطة القوالب التي يتشكل منها، وكانت أبرزها عبارات مثل: «كل هنيئا، كل واشكر، بالشكر تدوم النعم».
 
 
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا