×

تصاعد منسوب التجاذب الإنتخابي في صيدا والتصريحات تعكس حماوة المعركة

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-04-19  12:01 ص  1353

 

الديار ـ محمود زيات

هل يتمكّن سعد وحلفاؤه من الحفاظ على موقع البلدية؟
أم ينجح «تيار المستقبل» من «قضم» المواقع المؤثّرة في حياة المدينة؟
اخذ منسوب التجاذب السياسي الدائر حول ملف الانتخابات البلدية في مدينة صيدا، البلدية التي تتصدر قائمة البلديات المثيرة للجدل سياسيا، يرتفع مع الاقتراب اكثر من موعد اجرائها، بالاستناد الى ما تحمله انتخابات صيدا، كما في كل الاستحقاقات الانتخابية، حيث تسارعت وتيرة التحضيرات السياسية واللوجستية، وبدأت الخارطة السياسية تتبلور بين مختلف القوى التي تتمتع بحيثيات شعبية لها تأثيرها في انتخابات عاصمة الجنوب.
بات مؤكدا في صيدا ان تيار المستقبل نجح من جديد، في اعادة صياغة تحالفاته السياسية مع الجماعة الاسلامية في صيدا التي تسمح تركيبتها ووضعيتها لان تكون جاهزة في كل استحقاق انتخابي، حتى بدا المشهد وكأنه تنفيذ لـ «ملحق» اُعد بين الطرفين خلال صياغتهما اتفاق الانتخابات النيابية العام الماضي، والذي تخطى بحدوده صيدا ليمتد الى العاصمة بيروت، فيما يتابع تيار التنظيم الشعبي الناصري الذي ظهرت ماكينته الانتخابية تعمل في اوساط الصيداويين والعائلات لترتيب ساحته الانتخابية، تمهيدا لخوض المعركة التي لا مفر منها، مع تيار المستقبل ومع حلفائه غير المعلنين حتى الان، فيما بقي رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري متريث في تحديد الوجهة التي سيسير عليها في هذا الاستحقاق والشكل الذي سيختاره في خوض المعركة الانتخابية.
الحريري ـ السنيورة
ما قالته النائب بهية الحريري التي تقود تيار المستقبل، ، ان ليس لدينا اي مرشح للانتخابات البلدية، ولكن عدم ترشيحنا لأحد في صيدا لا يعني اننا تخلينا عن مسؤولياتنا، سينتهي صلاحياته مع التسخين اكثر للمعركة، وبوجود رئيس كتلة التيار الرئيس فؤاد السنيورة في ساحة صيدا، الذي بدا انه «اخذ ع الجو» في العمل الانتخابي الصيداوي، من دون ان يتجنب بعض المنزلقات التي اوقعته باحراجات، سيما وانه اطلق وعودا حول مصير مكب النفايات، من دون ان يكون هناك ارضية جاهزة لتنفيذ مثل هذه الوعود، ما جعله يصحح ويوضح خطبه الانتخابية، والاكتفاء بما يدغدغ الناخب الصيداوي المنقسم بين تيار المستقبل وتيار التنظيم الشعبي الناصري وقوى اخرى.
واذا كانت الحريري التي تضع تجربتها في الانتخابات النيابية الماضية التي فاز تيارها بها، كمثل يحتذى في الانتخابات البلدية، قالت في انتخابات العام 2005 لم نأت على أساس أننا نريد أن ننتقم ونثأر، بل مددنا يدنا الى كل الناس في المدينة ..
ولو أردنا أن نثأر لكنا ثأرنا في العام 2005، ( علما ان من كان باستطاعته الانتقام هو الرئيس نبيه بري او «حزب الله» حيث ان صيدا، منذ ما قبل العام 2005 وحتى صياغة اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه عقب الاشكالات الامنية التي سجلت في المناطق، بعد قرار حكومة الرئيس السنيورة بشأن شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة والتوعد بملاحقة المسؤولين عنها، وما نتج عنه من ما سُمي بأحداث 7 أيار في شوارع بيروت، كانت صيدا ملحقة بالناخب الشيعي في الجنوب، وفي حالة كهذه لم يكن باستطاعة فريق صيداوي ان يشطب الاخر في المعادلة السياسية، واكدت الحريري ان العلاقة مع الجماعة الاسلامية ليست جديدة، ونحن متفقون على نفس الثوابت.
سعد
اما على جبهة تيار التنظيم الشعبي الناصري بقيادة الدكتور اسامة سعد، الذي اعطى جملة من الاشارات تؤكد على ان التنظيم سيخوض الانتخابات بالتحالف مع حلفائه، فهو يؤكد انه سيواجه كل اشكال الخروقات والمخالفات التي ارتكبت في الانتخابات النيابية العام الماضي، وهي الانتخابات التي اخرجته من المجلس النيابي وادخلت السنيورة اليه، وسعد يبدو وكأنه يواجه ثنائي المستقبل باسلحة متواضعة باتت منقرضة في الساحات الانتخابية على مستوى لبنان، يرى البعض انها اسلحة لم تعد تتلاءم مع «العصر الانتخابي» الطاغي في اوساط الطبقة السياسية منذ اتفاق الطائف، لجهة الخدمات والنفوذ في مؤسسات السلطة وغيرها من الاغراءات التي تشد العصب الانتخابي لدى القوى السياسية.
وما يكرره سعد في اطار التحضيرات للانتخابات تحذيره من معاودة استخدام الرشاوى والتحريض المذهبي الذي يعتبر سعد انه شكل احد اهم المفاصل التي حددت نتائج الانتخابات النيابية.
يؤكد رئيس التنظيم الشعبي الناصري ان التيار الوطني الديموقراطي في صيدا سيخوض المعركة، وهو سيواجه الضغوطات وكل أشكال الترهيب والتأثير المالي والخدماتي والطائفي والمذهبي التي مورست في الاستحقاقات السابقة، واذ يحرص سعد على ادخال كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية وازماتها في برامج هذه المعركة، يقول أن دعوة الفريق الآخر إلى المطالبة ببلدية تنموية ما هو إلا تضليل يمارس بحق الناس.
واذا كانت الاستحقاقات الانتخابية في صيدا، التي تحمل معها في كل مرة شحنات جديدة من السخونة والحدة والصراع الحاد، فان مصدر في اللقاء الوطني الديموقراطي الذي يرأسه سعد ويضم في صفوفه شخصيات سياسية واجتماعية مستقلة وممثلين احزاب سياسية منها الحزب الديموقراطي الشعبي والحزب الشيوعي اللبناني، قال ما لم يقله رئيسه اسامة سعد، تعليقا على خطابات السنيورة الانتخابية الجديدة بالقول ...
يبدو ان هناك من اراد لنفسه ان يكون لاعبا اساسيا في الانتخابات البلدية، استكمالا لدوره في الانتخابات النيابية السابقة، فالاموال التي اعلن عنها في عز التحضير للانتخابات النيابية، والتي قالوا انها «هبة»، عادت لتحضر اليوم في الانتخابات البلدية، حيث يعلن السنيورة ان خطة تنفيذ معالجة المكب ستتم خلال شهر او شهرين، اي بعد الانتخابات مباشرة .
وبالتالي فان تحريك هذا الملف اعلاميا هدفه انتخابي محض، انطلاقا من ان المشروع جاهز والاموال كذلك .
ولكن الامر يحتاج الى مجلس بلدي قادر على تنفيذ المشروع.
ويضيف المصدر: يبدو ان هاجس السنيورة في هذه الانتخابات، هو ان تعود الدولة الى لبنان!، ويسأل من كان يحكم طوال كل هذه السنوات ؟، ومن كان يتحكم بمفاصل القضايا الانمائية والخدماتية؟، ومن المسؤول عن حرمان صيدا من المشاريع الحيوية ؟، ومن له مصلحة ليبقى الصيداويون على تعايش مع مشكلة بيئية كانت حاضرة بقوة في حياة المدينة وابنائها، وفي كل الحكومات التي قادها الفريق الذي ينتمي اليه السنيورة؟.
البزري
اما مواقف الرئيس الحالي للبلدية الدكتور عبد الرحـمن البزري الذي اوصله التحالف مع التنظيم الشعبي الناصري ورئيسه اسامة سعد الى رئاسة البلدـية قبل ست سنوات، فيبدو انه متريث وحذر في اعلان اي موقف حاسم لجهة اعادة ترشحه لرئاسة البلدية، وهو لفت الى ان امر ترشيحه للرئاسة ما زال مرهونا بالمشاورات والاتصالات التي نجريها مع الحلفاء والعائلات، وان كان يواصل معركة الدفاع عن البلدية وعن توجهاته السياسية، في مواجهة الحملة التي تستهدفه من تيار المستقبل، واخر فصول المعركة الخــفية التي تدور بينه وبين تيار المستقبل، تلقفه الاعلان الشـهير للرئيس السنيورة الذي «بشّر» الصيداويين بان ازمة مكب النفايات في صيدا قد تجد طريقها للحل، بعد تمديد العمل في مطمر الناعمة وتوسعه، حيث «يدرس» البزري امكانية الاعلان عن اقفال المكب تمهيدا لنقله الى مطمر الناعمة، بالاستناد الى ما اعلنه السنيورة.
الجماعة الاسلامية : للتوافق ... مع المستقبل!؟
حتى الان، وانسجاما مع التكتيكات التي مارستها الجماعة الاسلامية في الاستحقاقات الانتخابية في صيدا، فان الجماعة ما تزال متريثة في الاعلان عن الخطة الانتخابية التي تتحضر لها، وان كانت الجماعة تميل الى التحالف مع تيار المستقبل، سيما وان رابطا سياسيا قويا جمعهما في كثير من المحطات السياسية، ومشاركتها من حين لآخر في نشاطات سياسية واستحقاقات انتخابية لقوى 14 اذار خلال فترات سابقة، بالتزامن مع «جفاء» بينها وبين التنظيم الشعبي الناصري.
ويقول القيادي في الجماعة بسام حمود ان الجماعة تخوض معركة صيدا، كواحدة من اهم معاركها في لبنان، نظرا الى وجودها التاريخي فيها، ويضيف ان الاستعدادت الداخلية أُنجزت للمشاركة بفعالية في هذا الاستحقاق الانتخابي، .وتتحمس الجماعة الاسلامية، كما تيار المستقبل، لان يكون المجلس البلدي في صيدا فريق عمل متجانس ومتفاهم، مع اضافة منطلقات انمائية واسلامية «ان اولويات الجماعة في هذه الانتخابات هي استنهاض المدينة وإستكمال المشاريع الانمائية والخدماتية والمحافظة على القيم الأخلاقية ومحاربة الفساد والرذيلة».
ويؤكد حمود حرص الجماعة على التوافق قدر الإمكان في المدينة وإن تعذر ذلك فلتكن منافسة شريفة تأتي بمجلس يختاره الناس بملء ارادتهم .
انتخابات مدينة صيدا، مرشحة لتدخل الى مزيد من ارتفاع الخطاب السياسي وحدته، مع الاقتراب من موعد الانتخابات، فهل يتمكن سعد وحلفائه من الحفاظ على موقع البلدية؟، ام ينجح تيار «المستقبل» من «قضم» المواقع المؤثرة في حياة المدينة؟، سؤالان سيجيب عليهم القادم من الايام.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا