×

المستقبل معارك انتخابية حيث تدعو الحاجة؟

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-04-20  11:19 ص  1376

 

يعيش تيار «المستقبل» حالات ارتباك كبيرة على أبواب الانتخابات البلدية والاختيارية. فالتيار لم يستطع حتى اللحظة حسم موقفه وموقعه من هذه الانتخابات في مناطق انتشاره الواسعة، من الشمال إلى بيروت وإقليم الخروب وصيدا والعرقوب، وصولاً إلى البقاعين الأوسط والغربي، إذ إن مشاركته مباشرة أو بالواسطة لها محاذير كثيرة يسعى قادة فيه إلى تجاوزها وإيجاد صيغ تكون أكثر أماناً وتحافظ على «ماء الوجه»، ولا سيما أن جميع من في موقع القرار وصلوا إلى اقتناع مفاده أن المشاركة في الانتخابات البلدية ودعم طرف ضد آخر في القرى والبلدات السنّية الصرفة سيؤديان إلى نوع من الخسارة، حتى لو وصلت اللائحة المدعومة من التيار مباشرة.
ويعزو قادة في «المستقبل» قلقهم هذا إلى دراسة واقعية أجريت ميدانياً في أكثر من منطقة وبلدة، «أظهرت مدى حساسية موقع التيار ودوره، سياسياً وشعبياً، إذا تولّى دعم طرف على حساب آخر». ويقول أحد قادة التيار في دردشة مع «الأخبار» إن الانتخابات البلدية «ليست كالانتخابات النيابية. فهي شأن محلي صرف، وكل ما سنقدم عليه سيكون السعي قدر الإمكان لإحداث نوع من الوفاق في القرى والبلدات المحسوبة علينا سياسياً وشعبياً، والعمل وفق الإمكانيات المعنوية المتاحة عندنا لإيصال مجالس بلدية بالتزكية، تجنّب القرى والبلدات الانقسام. والتعليمات من الرئيس سعد الحريري تقضي بمنع التدخل بين العائلات». وكشف أن معارك انتخابية «ستسجل في طرابلس وبيروت وصيدا، وهي معارك سياسية لا يمكن أن نقف متفرّجين فيها دون مشاركة فعلية، وهي تختلف عن حال القرى والبلدات الكبرى في الشمال والإقليم والجنوب والبقاع، التي سنعمل على إحداث وفاق في انتخاباتها، لأن معاركها ليست سياسية بقدر معارك المدن الكبرى الثلاث». وأكد أن تياره «لن يتدخل في معركة بلدية زحلة، وسيكون لنا دور توافقي في انتخابات بلدية بعلبك، ولا ننسى بلدية صور وما يمكننا أن نقدمه من مساعدة للوفاق والتوافق». ولفت إلى أن التيار «بدأ يراقب استعدادات الأطراف الأخرى في بلدات كبرى مثل برجا وشحيم في الإقليم، وشبعا وكفرشوبا في العرقوب، وجب جنين والقرعون في البقاع الغربي، وعرسال في البقاع الشمالي. لكن التعليمات تقضي بعدم التدخل».
سعي تيار «المستقبل» إلى تجنيب «بلداته وقراه» معارك انتخابية، وعدم التدخل بين العائلات، يبدو أنه «سعي مشكور» لا يمكن ترجمته على أرض الواقع، إذا ما استطلع المراقب ارتفاع وتيرة الإعداد للانتخابات البلدية في معظم مناطق نفوذ «المستقبل». ويكشف متابعون من داخل التيار أنه «إذا سجّلت تدخلات لقوى معارضة في انتخابات بلدات محسوبة علينا في السياسة، فلن نقف متفرجين، لا بل ستكون لنا كلمة، وسنحدد خياراتنا وعملنا الانتخابي وفق المقتضى، وندعم من يعدّ الأقرب إلينا». ويوضحون أن «تدخلنا سيكون في البلدات التي سيتدخل في انتخاباتها من هو خصم أو يريد أن يكون خصماً انتخابياً لأهداف سياسية لا إنمائية».
هذا «التأكيد» بدأ يترجم فعلياً على أرض الواقع الانتخابي. ففي العرقوب، على سبيل المثال، لن يسمح تيار «المستقبل» بأن يقرر حزب الله مصير الانتخابات البلدية وحتى الاختيارية في كفرشوبا وشبعا، وهو بالتالي أوعز، وفق المتوافر من معلومات، لمن يعنيهم الأمر بالتحرك الميداني الفوري وإعداد ما يلزم لمعركة انتخابية في البلدتين، إذا لمس تدخلاً خارجياً في شؤونهما البلدية. كذلك لا يريد أن يترك المعارضة تنال بلدية جب جنين في البقاع الغربي التي أنجزت لائحتها نسبياً وبصورة شبه نهائية برئاسة الرئيس الحالي للبلدية خالد شرانق، الذي يعدّ محسوباً سياسياً على ما يسمّى المعارضة، والقريب من عبد الرحيم مراد وإيلي الفرزلي. هذا ومنسوب القلق عند «المستقبل» يبدو مرتفعاً في كامد اللوز (قريطم البقاع) وحوش الحريمة في البقاع الغربي، وفي بر الياس ومجدل عنجر وقب الياس وسعدنايل في البقاع الأوسط. ونزولاً عند هذا المنسوب المرتفع من التوتر السياسي ـــــ الشعبي عشية الانتخابات البلدية والاختيارية، وضع التيار تصنيفات لمدن وبلدات وقرى في مختلف مناطق لبنان (عدا بيروت وصيدا وطرابلس) وفق التالي: «A ـــــ بلدات ستشهد معارك انتخابية نشارك فيها وحسم النتائج لمصلحتنا. B ـــــ بلدات ستشهد معارك، ومن يفز فهو معنا ولن نتدخل. C ـــــ بلدات كفة الميزان لمصلحة المعارضة ولا إمكان للفوز. D ـــــ مدن وبلدات وقرى نوفر الدعم المعنوي لحلفائنا دون تدخل مباشر (زحلة نموذجاً). هذه التصنيفات للقرى والبلدات «السنّية» في لبنان، وما هو محسوب على «الحلفاء»، بدأ «المستقبل» يعمل وفقها ميدانياً في بعض مناطق البقاعين الأوسط والغربي، إضافة إلى العرقوب في الجنوب. وأبلغ قادة في التيار بعض المرشحين دعمهم الانتخابي منذ الآن، فيما لم يزل يراقب الحركة الانتخابية واجتماعات العائلات في كبرى بلدات البقاع الأوسط كقب الياس وبر الياس وسعدنايل ومجدل عنجر، متدخّلاً هنا لتقريب وجهات النظر، وحاسماً هنالك توافق هذه العائلة أو تلك، فيما أبلغ رسمياً جميع قادة التيار في البقاع «وجوب عدم التدخل في انتخابات زحلة»، و«على مناصرينا في المدينة العمل وفق توجيهات القوات اللبنانية وما تجده مناسباً لانتخابات المدينة والانخراط في ماكينتها الانتخابية».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا