×

حديث المغتربين يوتّر أجواء صيدا

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-19  08:44 ص  1341

 

قد تكون «البرودة» في الشارع الصيداوي التي لم تعكس طبيعة المعركة الانتخابية التي ستشهدها مدينة صيدا، هي ما دفع طرفي النزاع في المدينة، أي تيار المستقبل والتنظيم الشعبي الناصري، إلى فتح معركة إعلامية عنيفة استخدمت فيها مصطلحات وتعابير قاسية. نجح السجال بين الطرفين في تحمية الأجواء وشحذ همة المناصرين والمحازبين، فسُجل إشكال وتضارب على خلفية محاولة شبان إزالة شعارات خُطَّت أمس على جدران طلعة المحافظ، وهي طريق مؤدية إلى فيلا رئيس اللائحة المدعومة من تيار المستقبل، محمد السعودي، جاء فيها: «ما بدنا سوليدير في صيدا، وما بدنا السطو على أملاك الناس وتهجيرهم». وقد تدخّلت القوى الأمنية وعملت على فضّ الإشكال. إلا أن كتابة الشعارات لم تكن العنوان الوحيد الذي أجّج المعركة الإعلامية، فهناك كلام قاس أطلقه أحمد الحريري بحق النائب السابق أسامة سعد، فضلاً عن حديث ساد المدينة، مفاده بأن دفعات من المغتربين بدأت بالوصول أمس إلى صيدا، علماً بأن صحيفة «الدايلي ستار» تحدثت أمس عن 4000 مغترب اجتذبتهم معركة صيدا البلدية، وإذا ما أضيف الى هذا الرقم أصدقاء محمد السعودي من أبناء صيدا الذين سبق أن وظفهم في شركة سي سي سي، فإن عدد القادمين الى صيدا نهاية هذا الأسبوع قد يصل الى ستة آلاف لترجيح كفة فريق سياسي على آخر.
وما قاله المرشح السعودي عن أنه يريد جعل صيدا سوليدير أخرى ونورماندي آخر، لم يلقَ استحساناً حتى من جانب بعض المقربين من تيار الحريري، الذين أشار بعضهم همساً إلى أن السعودي يكرر الوقوع في زلات لسان لا تفيد. حتى إن بعضهم تمنّى عليه ألا يتناظر عبر محطة الأو .تي. في مع المسؤول الإعلامي في فريق أسامة سعد عصمت القواص.
وقد استغل خصوم المستقبل كلام السعودي واستخدموه في حملتهم: «لقد كشف السعودي بكلامه النيات الحقيقية لمشروعه، بوصفه مشروعاً يخدم لوردات المال وأصحاب الرساميل، على حساب تغيير وجه المدينة والنيل من أهلها وتهجيرهم، هل يريد تهجير أصحاب الحقوق وإخضاع المدينة لشركة عقارية؟»، بحسب أحد أعضاء لائحة الإرادة الشعبية التي يدعمها سعد. حتى إن أحمد الحريري اضطر إلى توضيح ما قصده قائلاً: «ما قصده السعودي هو التشبه وضرب المثل بسوليدير، لا الطريقة وتحويل المدينة إلى سوليدير».
وكان أحمد الحريري قد اتهم في جولة انتخابية سعد (من دون أن يسميه) بممارسة الأضاليل، واصفاً إياه بـ«عميد الشتامين». وما كاد الحريري يُنهي كلامه، حتى سارع التنظيم الناصري إلى إصدار بيان لـ«أشباله» صيغ بأسلوب تهكمي، داعياً فيه الحريري إلى «تقصير اللسان» وإن أشبال التنظيم اكتشفوا مأثرة جديدة في شخصية أحمد الحريري «التافهة التي نبتت في زمن الأوغاد والغلمان»، على ما جاء في البيان.
الحريري كرّر خلال جولة انتخابية أن ترشحه لعضوية المجلس البلدي جاء بطلب من المهندس محمد السعودي، وأن النائبة بهية الحريري أعلنت أنه لا مرشح من بيتها أو من تيار المستقبل في بداية الأمر، إذ كان هناك مسعى للتوافق، ونحن حرصاً على موضوع التوافق كان لدينا توجه ألا يكون أحد من الشباب المنظمين في تيار المستقبل موجوداً ضمن اللائحة. لكن عندما وصلنا إلى آخر يوم في الترشيحات، ولم يكن التوافق قد تبلور، قررت العائلة وتيار المستقبل بطلب من السعودي ترشيحي لأكون ضمن لائحة الوفاق للتنمية، لأن التيار الذي أمثله هو تيار وركن أساسي في مدينة صيدا، وكذلك أمثل عائلتي ضمن هذا المجلس».
يوم أمس، كسر جدار الصمت الذي كانت تعيشه حتى صيدا، وبدأت المخاوف من اندلاع أعمال شغب وتوترات. ومع تكاثر الحديث عن وصول دفعة أولى من المغتربين والعاملين في مؤسسات عائلة الحريري جيء بهم من السعودية ومن دول الخليج للتصويت للائحة السعودي، تجمع مناصرو سعد أمام مقر التنظيم في المدينة.
وحمل بيان صادر عن التنظيم الشعبي تهديداً مبطناً لمن سمّاهم المرتشين من المغتربين والمقيمين، وجاء في البيان: «إزاء مؤامرات الرشى وجلب المغتربين التي يحوكها الثنائي بهية الحريري وفؤاد السنيورة، سيتعاطى مناصرونا مع كل الراشين والمرتشين بما يليق
 

عدد القادمين إلى صيدا نهاية هذا الأسبوع قد يصل إلى ستة آلاف
بالفاسدين والمفسدين لهذا الاستحقاق الانتخابي، وسننال منهم، ولن تنفع تهديدات بهية الحريري بتوتير الأجواء، فربما هي لا تعرف جيداً أن جماهيرنا لا تخيفهم العضلات المفتولة لضباط من جهاز أمني رسمي يعملون لحسابها، ولا بهلوانيات حليفها سمير جعجع، ولا يخيفهم توزيع السلاح «الكهربائي». وسأل بيان التنظيم: أيّ ديموقراطية هي التي تستخدم الرشوة تحت رايتها على نطاق واسع، ويمعن تيار الاستبداد «والحاكم بماله» في تعميم ثقافة الفساد وشراء الضمائر؟ كم هي وسخة تلك الفلوس التي تدفع دون هوادة ودون حسيب أو رقيب في مواسم شراء الذمم، فيما الدولة غائبة، لا بل متواطئة! هذه الدولة التي فرزت أكثر من 250 موظفاً يديرون عمليات الضغط على الناس، ويعملون في ماكينة تيار «الحاكم بماله».
وأعلن رئيس لائحة الإرادة الشعبية، عبد الرحمن الأنصاري «أننا مقبلون على معركة انتخابية قاسية، وخصوصاً في ظل غياب التكافؤ من الناحية المالية والصرف على اللوائح. إننا نسعى بكل جهد ليلاً ونهاراً، ونلتقي الناس من القطاعات كلها وإيماننا كبير بأهالي مدينة صيدا».
وقال في جولة انتخابية إن «هدف الجولات الشعبية للائحة هو التعريف بأعضائها وبرنامجها، وإقامة تواصل مع أوسع فئة ممكنة من أهلنا في مدينة صيدا ومن خارجها ومن العاملين فيها، داعياً الصيداويين إلى التفكير ملياً قبل التصويت من أجل انتخاب مجلس بلدي شعبي يعبّر عن طموحاتهم».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا