×

مرتبطة أم لا؟ سؤال يحدد مصير المعلمة في الخاص

التصنيف: المرأة

2009-10-05  06:17 ص  1766

 

دوريس سعد

مخطوبة أم مــتــزوجــة؟

ســؤال ظنت رولا ان هدف من وجهه اليها هو التعرف اكثر الى تفاصيل وضعها العائلي على سبيل الفضول، مثلا لكنها لم تفكر للحظة ا ن مستقبلها ا لمهني يتوقف على الاجابة التي ستدلي بها، ومــن حسن حظها انها لم تكن متزوجة والا لــكــانــت حـــرمـــت من فرصتها لان تكون معلمة في مدرسة خاصة.
تحتل الكفاﺀ ة المرتبة الثانية في طلب الوظيفة وكذلك الحضور والمرونة وغيرهما من المواصفات الــمــطــلــوبــة لتستحق ان تــكــون "مــعــلــمــة" قـــــادرة أن تــلــعــب كل الأدوار والــوظــائــف، لكن الوضع العائلي أصبح في المرتبة الأولى والأهم بالنسبة الى معظم إدارات المدارس الخاصة. فهذه الطريقة هي الأمثل للتوفير وتجنب "وجع الــرأس" الناتج عن يوميات "المرأة الحامل او المتزوجة"، وما يتبعها من تعويضات ودفعات وفرص اضافية، علما ان بعض المدارس تشترط على المعلمة طالبة الاجــازة تأمين البديل بنفسها.
وهذه السياسة متبعة بقوة في عدد لا يستهان به من المدارس الخاصة وبطريقة علنية، حيث يكون السؤال الاول لطالبة الوظيفة الــمــعــلــمــة وفـــي أول زيـــــارة لها للمدرسة، هل أنت مرتبطة؟ فإذا كان جوابها نعم، فليس من داع بعدها التعرف الى سيرتها الذاتية فهي وبكل بساطة "غير مرحب بك في مدرستنا". اما إذا وقعت الإجابة في خانة الـ "" لا فأهلاً وسهلاً بها في عالم مهني يتدخل في كل "شاردة وواردة" في حياتها الخاصة.
ونظراً لفرص العمل الضئيلة تجبر بعض الفتيات على قــبــول هذا العرض، من ناحية لأنهن بحاجة ماسة الى عمل، ومن ناحية أخرى يبقى الحذر سيد الموقف عندما يأتي "ابن الحلال".
أنهت رولا اختصاصها الجامعي كمدرسة فــي الجامعة اللبنانية، وبعد سنة من "اللف والدوران" على العديد من المدارس، تلقت اتصالاً ذات صباح يحدد موعداً لها لمقابلة الراهبة المسؤولة عن المدرسة. كانت متحمسة جداً وأخذت معها كل ما يدل على كفاﺀتها ومهارتها في اداﺀ عملها، ففوجئت بسؤال عن حياتها الشخصية، ولحسن حظها أنها لم تكن مرتبطة. مضت السنة الأولى، والثانية على خير فما من "عريس" تقدم وعكر على المديرة مخططها، وكانت رولا مثالاً للمعلمة التي تربي الأجيال الصاعدة وتثقفهم. وشاﺀ القدر أن تلتقي رولا بجاد، فتحاببا وبعد قصة حب وتفاهم دامت سنة، قررا الارتباط، فما العمل، هل تخسر رولا عملها وهي بأمس الحاجة اليه لتبني يــداً بيد مستقبلها وجــاد؟
فكان الحل الوحيد أن يكون ارتباطها سريا أي ألا يعلم أحــد بارتباطها سوى بعض الصديقات المقربات، وكانت تخلع خاتم الخطوبة عند عتبة المدرسة. وعند موعد الزفاف تقدمت باستقالتها واجبرت على التوقيع مرغمة لكي لا تحصل على تعويضها.
لم تكن حال جيهان كرولا لأنها رفضت أن تقبل واقع سياسة تلك المدرسة التي من المفترض أن تكون "متحضرة بسياستها الداخلية"، ولكنها مع الأســف واجهت نفس المصير وهو "الطرد" مع موافقتها الشخصية يوم قررت ارتــداﺀ خاتم الخطوبة.
تختلف السياسات الداخلية للمدارس بين واحدة وأخرى، ولكنها تــصــدم مــن يعرفها ويــدخــل في تفاصيلها، فــعــادة تــركــز إدارات الــمــدارس على لباس المدرسات، أدائــهــن، وتفاعل الطلاب معهن، ولكن أن تحدد لهن مواعيد زفافهن وحملهن، فهذا شيﺀ غير منطقي وهو تدخل مباشر في حياة الفرد الشخصية.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا