×

البطالة عمل إبداعي لأمير فقيه

التصنيف: الشباب

2015-07-16  10:06 ص  401

 

السفير

ضجّة كبيرة وسط شارع الحمرا. تجمهر عدد من الناس لمعاينة ما يحدث، ليتبيّن أن شاباً يرتدي زيّ التخرّج، افترش رصيف الشارع متسوّلاً. علت الهواتف المحمولة، وباشر الجمع بإلتقاط صورٍ له، وهو يُمارس "عملاً" قد يضطر إلى اللجوء إليه بُعيد التخرّج.
عبّر الشاب أمير فقيه عن معاناة جزء كبير من الشباب اللبناني، من دون أن ينبس بكلمة. وحدها الصورة كانت كفيلة بالتعبير عن ما يواجهه هؤلاء من صعوبات في بحثهم الدائم عن فرص عمل بعد التخرج من الجامعة، فيقع معظمهم فريسة البطالة، أو تدفعهم الظروف المعيشية الصعبة للعمل بمهن تقليدية خارجة عن إختصاصاتهم. فتجد مثلاً أحد الحائزين على ماجستير في الجغرافيا نادلاً في أحد المطاعم. وفتاة نالت إجازة في الترجمة تعمل محاسبة في سوبرماركت، في مقابل راتب أقل من المتوقّع.
جسّد فقيه واقع هؤلاء في صور متعدّدة نشرها على صفحته الخاصة على موقع "فايسبوك". وفي حديث لموقع "السفير" كشف أن "كل ما حدث كان وليد اللحظة. إتجهتُ إلى شارع الحمرا وكان الغرض أن ألتقط صوراً لي بثوب التخرّج. وعندما لمحت بائع ورود متجوّل في عمر الشباب، عزمت على أن تحمل الصور في الثوب معناً حقيقياً ورسالة واضحة. فأخذت الورود من البائع ولعبت دوره في الصورة". وأضاف: "لم أكن أتوقّع أن تنتشر الصور على هذا النطاق الواسع، ولم أنشد شهرةً لنفسي، بل أردت أن أنقل مشهداً واقعياً عن نمط حياة الشباب اللبناني بعد التخرج". 
قضية البطالة في هذا البلد الصغير ليست بجديدة، إلا أنه لم يتمّ تصويرها بهذا الشكل الفاضح في العلن".
ثبّت فقيه قبعة التخرّج السوداء فوق رأسه، وجال شارع الحمرا كبائع قهوة حيناً، وكشاب مسؤول عن النراجيل في مطعم حيناً آخر. غرس الطالب المتخرّج من قسم المرئيات في جامعة سيدة اللويزة، إصبعه في عمق الجرح اللبناني النازف منذ سنوات طويلة. فبحسب إحصاءات المؤسسات التربوية والمهنية زادت معدلات البطالة في لبنان أكثر من 10 في المئة على إعتبار أن نسبة البطالة في صفوف الخارجين حديثاً على سوق العمل تتخطّى أكثر من 40 في المئة. (راجع السفير) 30 % البطالة في المناطق.. وتوفير الكلفة سبب في الاستخدام.
ويردّ وزير العمل سجعان قزي السبب في إرتفاع نسب البطالة، إلى أن "الجهة المسؤولة عن إرتفاع نسبة البطالة في البلاد غير محددة. بل هو أمر تتشاركه وزارت العمل والإقتصاد والمالية، على عكس دول أجنبية مثل فرنسا مثلاً، تكون وزارة العمل فيها، مسؤولة حصراً عن أوضاع سوق العمل ونسب البطالة، وتحاسب على تقصيرها".
واعتبر قزي، في حديث لموقع "السفير" أن "مسؤولية وزارة العمل تقتصر على السعي إلى الحدّ من منافسة اليد العاملة الأجنبية لليد العاملة المحلية، وليست المولجة بخلق فرص عمل للجيل الجديد من اللبنانيين"، كاشفاً أن "نسبة البطالة في لبنان وصلت إلى حدود الـ25 في المئة، من ضمنها نحو 36 في المئة من خريجي الكليات والجامعات والمعاهد. وكنا قد حذرنا في وقت سابق من خطورة هذه الأرقام التي قد تُهدّد بإنفجار إجتماعي".
 وبحسب قزي "تُخرّج الجامعات والكليات في لبنان ما بين 45 و50 ألف طالب سنوياً، في حين أن حاجة سوق العمل المحلي لا تتخطى الـ12 ألف وظيفة، ما يعني أن نحو 38 ألف طالب سيبقون عاطلين عن العمل".
وفي السياق، تبين أرقام دراسة أوردتها النشرة الأسبوعية لمجموعة "بنك بيبلوس" عام 2010، أن البطالة في لبنان هي التاسعة الأعلى بين 18 دولة عربية (http://www.lkdg.org/node/9285 ) .
ليست هذه الأرقام صادمة للبنانيين، ولكنها لن تترك أثراً في نفوسهم كما فعلت صور أمير فقيه. فقد حوّل الشاب صورة البطالة القاتمة إلى عمل إبداعي جسّد وخاطب مختلف الفئات الشابة.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا