×

احمد النداف : الحنكة والذكاء تكمن في القدرة على التأقلم مع مفاجآت الحياة الكثيرة التي لا تضبطها خطة ولا تدبير وتطويعها لخدمة أحلامك وطموحاتك ..

التصنيف: مواضيع حارة

2018-04-17  12:41 م  8316

 

هلال حبلي: خاص صيدا نت

وقد اتّسمت صيدا برجالاتها العصاميّين الذين بنوا أنفسهم من الصّفر رغم مرارة الظروف التي مرّت عليهم من حروب أهلية واعتداءات اسرائيلية متعددة وفقر وتهجير وتشريد .. هؤلاء الرجال الذين لم ينسوا يومًا أنهم جُبلوا من تراب صيدا و تنشّقوا أولى أنفاسهم هواها الدافئ. كما تركت صيدا فينا جميعا أثرا جميلا لا نعيش بدونه، كذلك فإن هؤالء الرجال لا ينفكّوا يذكرون مكانة صيدا في نفوسهم.

السيد احمد محمود النداف "ابن صيدا" كما يحبّ أن يلقّب نفسه، هو أحد رجالات صيدا الذي هجّرته الحرب الاسرائيلية بعدما قصف طيران العدوّ الاسرائيلي منزل عائلته الكائن في ساحة النداف في منطقة عين الحلوة .. أحمد النداف الذي جال على أكثر من بلد وفي أكثر من قارة لاستكمال تعليمه وبناء نفسه، بدءا من لبنان حيث درس المرحلة الابتدائية ثم الى قطر لاتمام المرحلة المتوسطة والثانوية ثم انتقل الى القارة الاوروبية في بريطانيا حيث أكمل دراسته الجامعية حتى مرحلة الماجستير ..

عاد من بعدها الى قطر ليبدأ مسيرته المهنية كموظف عادي، حتى شاء القدر أن يفتح له فرصة تلقفها بأحسن ما يكون فصار ذلك الشاب الصيداوي البسيط يملك إحدى أهم شركات المقاولات في دولة قطر ..

احمد النداف لا يقول عن نفسه إلا "أنه أحد أبناء صيدا" وهو في الحقيقة رجل من رجالاتها .. مسيرة عصامي خرج من تحت أنقاض الحرب إلى أعلى قمم النجاح وها هو الآن يضيف على مسيرة حياته لمسة فاخرة تكتب له في تاريخ لبنان. فقد قدم السيد نداف هبة للدولة اللبنانية تقدر ب ٨٠٠ الف دولار لاستكمال مبنى عائد لقوى الامن الداخلي و الذي هو قيد الانجاز في مدينة صيدا، وذلك كله كعربون وفاء لمدينته وتعبيرا عن محبته لأهلها. ..

ونظراً لأهمية ما قام به و ما لهذه الهبة من أهمية على المستوى الوطني و المحلي الصيداوي جرى تكريم الاستاذ احمد ندّاف من قبل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و مدير عام وزارة الداخلية اللواء فؤاد عثمان. و المحافظ ضو والسعودي وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة دروعا تكريمية الى المهندس النداف تقديرا لمبادرته .


فكيف يروي لنا قصته؟

س: استاذ أحمد كيف بدأت إنطلاقتك من مدينة صيدا الى الخارج  وما هي  قصة ساحة النداف ؟

ج: بداية انا درست بمدرسة المقاصد في المرحلة الابتدائية حتى الصف الخامس الابتدائي وتخرجت بشهادة السرتيفكا ومن ثم سافرت إلى قطر مع أهلي وأكملت دراستي في المدراس القطرية. من بعدها سافرت الى بريطانيا لدراسة الهندسة المدنية حيث أكملت الماجستير. ثم من بعدها عدت الى قطر وعملت كموظف عادي حوالي ثلاثة عشر عاما الى حين أن فُتحت أمامي فرصة لأطوّر عملي. فبدأت من خلالها بفتح خطوط تواصل مع وكلاء حتى ان وفّقنا الله وصرنا من اولى الشركات القطرية في المقاولات والنفايات والكهرباء والمياه. كانت معظم توجهاتي أن أكوّن فريق عمل جيّد من اللبنانيين سواء من صيدا او خارج صيدا حسب المؤهلات المعروضة عليّ. والحمدلله الله وفقنا ووصلنا لمركز عالي في قطر  وهذا بدعم الامير والحكومة القطرية.

س: هناك حدث حصل من فترة يتعلق بك وبالدولة اللبنانية وهو الهبة التي قدّمتها أنت بلا أيّ مقابل للدولة لخدمة مدينتك ولكونك صيداوي ، ما الذي دفعك الان تلتفت لمدينة صيدا وكيف تمت هذه العملية؟ كلمنا عن التفاصيل.

ج: بصراحة هي فكرة كنت اتداولها انا وصديق لي. كنت انوي ان اتبرع لمدينتي كعربون شكر لها وتعبيرا عن محبتي لأهلها وأهلي الذين حرمت من العيش معهم بسبب الظروف القاسية. فعلمت أن هناك مبنى لقوى الامن الداخلي في مدينة صيدا قيد الإنجاز، وقد أنجز منه قسم ومازال القسم الآخر "على العظم" لاكثر من سنة. وأدركت ان مثل هذا المشروع سيخدم البلد واهالي صيدا لانه في وسط سوق التجاري  ويمكن جمع كل المفرزات داخل قوى الامن الداخلي بمركز واحد عندما يكمل بناءه. ونحن في مدينة صيدا لا يوجد لدينا مركز لائق لقوى الامن الداخلي نتفاخر فيه بالرغم من أن صيدا من أهم المدن اللبنانية، ولا أخفيك ان قوى الامن الداخلي من اكثر الاجهزة التي عملت على ترسيخ الامن والحفاظ على امن الدولة والمواطن ويحز بالنفس ان ترى هذا المبنى غير مكتمل. لكل ذلك قدمت تلك الهبة بقيمة 800ألف دولار على ان تصرف في صيدا لانجاز هذا المشروع الذي سيكون فخر للمدينة ان شاء الله.
وذلك كله ايمانا مني باهمية بدور قوى الامن في ترسيخ الامن والامان للدولة والمواطن وإيمانا باهمية العهد الجديد برئاسة العماد مشال عون ودولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ..
س: هل من اصدقاء تعاونت معهم حتى علمت بهذه الفكرة؟

ج: طبعا في اصدقاء ولكن لا احب ذكر الأسماء لأننا لا نبتغي من ورائها الصيت وإنما فقط خدمة المدينة.

س: بعد هذه المدة الطويلة في السفر تقريبا 40 سنة خارج صيدا ما الذي جعلك تقرر الرجوع الى مدينة صيدا؟

ج: انا موجود دائما في صيدا وآتي كل شهر مرة واهلي موجودين هنا واصدقائي موجودين هنا ايضا فانا لست بعيدا عن صيدا ابدا. بعدان انتهت الظروف وبعد ان كونت نفسي لم استطع الابتعاد عن المدينة لفترة طويلة ولذلك بقيت على اتصال دائم وسفر دائم الى مدينتي.

س: ما هي قصة عين الحلوة وساحة النداف التي ارتبطت باسم العيلة؟

ج: كانت ساحة النداف قبل ما يصبح اسمها "ساحة النداف" منطقة جميلة جدا ويضرب المثل فيها فقرر والدي أن يسكن فيها وبنى فيها مبنى كان من اجمل المباني وكان المبنى بالساحة فسماها الناس بساحة النداف. ولهذه الساحة اثر بالغ في نفسي حيث امضينا صغرنا في اروقتها وحيث منها تهجرنا من بيوتنا. انها لا ترتبط فقط باسم العائلة بل ترتبط بذكرياتنا .

س: تركتم لبنان في الاجتياح الاسرائيلي بعد ما ضرب طياران العدو الاسرائيلي؟ 

ج: صحيح ضرب كذا قذيفة على المبنى الذي سميت الساحة  النداف لأجله ومن ذلك الوقت تهجرنا.


س: من هم اصدقاءك في صيدا من السياسيين ؟

ج: كل السياسين في صيدا هم اصدقائي. انا منفتح على الجميع والسياسة تنافس شريف لا ينقص من قدر احد. الجميع يريد الخير لصيدا ولكل منهم منظوره الخاص فكيف لا أكون صديق مع الجميع و الجميع يشاركوني نفس الحب لصيدا.

س: بالرجوع الى الهبة التي قدمتها للدولة اللبناينة هل هي فرصة لتشجيع رجال الاعمال في المدينة لكي يقوموا باعمال مشابهة؟

ج: أتمنى من كل رجال الاعمال أن يقدموا لبلدهم شيء - ولو كان بسيط - من ما هو موجود عندهم. فاذا قدم كل واحد منهم لبلده في شارع معين ما يساهم في اعمار هذا الشارع لنهضنا جميعا بالبلد. ولو حتى مثلا قام بتزيينه بالزهور او حتى زرع شتلة. تجميل مدينة صيدا أمر يجب أن يشارك فيه الجميع. يوجد لدينا رؤوس اموال في صيدا قادرة على استنهاض صيدا صناعيا و علميا وثقافيا. من حق هذا البلد علينا ان نعبر عن امتناننا له. تخيل كم فرصة عمل ستفتح امام الصيداويين لو قام أصحاب رؤوس الاموال بفتح مصانع فيها. وكم باستطاعتهم المشاركة في بناء صروح للعلم فلطالما كانت صيدا أم المتعلمين والطموحين. 

س: اعتقد انك رأيت السوق التجاري كيف يتطور والان المركز الجديد الذي قمت بالتبرع لاستكماله يكمل لوحة السوق التجاري. لنأتي الى الموضوع الذي شغل المدينة، هل انت مرشح لرئاسة مجلس بلدي خلفا لمحمد السعودي باعتبار انك على مسافة واحدة من الجميع وطامحا لأن تكمل هذه المشاريع؟

ج: البلدية مركز مهم وحيوي ومن اكثر المناصب التي تتيح للمواطن خدمة بلده. وبلدية صيدا قريبة جدا من الصيداويين الذين يثقون بهذا المركز ما يعطي دافع اكبر لخدمتهم. إلا أنه في الحقيقة ولكي أكون صريح في الوقت الحاضر لا يوجد عندي اي جواب الا انني اتشرف بخدمة مدينتي سواء على الصعيد الشخصي او على الصعيد الوطني. 

س: كم من ابناء المدينة توظّف في شركتك؟
ج: نعم لدينا 150 موظف صيداوي من الموظفين الكفوئين الذين نفتخر بهم في شركتنا.
س: كلمة لابناء مدينتك صيدا.

ج: أحب أن أطمئن أبناء المدينة اننا بفضل الله مخلصون لمدينتنا، وهذا لا يقتصر عليّ بل ان جميع أبناء صيدا مخلصون للمدينة. وبفضل الله ثم بالجهود التي يجب علينا جميعا بذلها مع بعضنا البعض لهذا البلد نستطيع ان نساهم في نهضة المدينة ولو بالشيء الرمزي. أتوجه الى كل اخواني واساتذتي واولادي في المدينة بالإبقاء على نفوسهم الصيداوية الطيبة الأبية والاتصال الدائم بالاهل وبالبسمة الدائمة في الشوارع. ممكن بالكلمة الطيبة او بالنصيحة او بفعل صغير كأن تقوم بازالة النفايات عن الطريق ممكن عبر ذلك ان نساهم في الإبقاء على الجو العائلي الدافئ في المدينة ولا بد لهذه الامور البسيطة ان تلعب دور بالنهوض.
وأريد أن أهنئ الاستاذ محمد السعودي على الجهود التي يقوم بها ونحن ونتشكره كثيرا على المجهود الشخصي بعد سنين العمل في المجال الهندسي.

س: سؤال اخير ذكرت موضوع النفايات ما هي الافكار الي يمكن من خلالها أن نطور هذا القطاع في المدينة؟ 

ج: يوجد افكار كثيرة منها حديثة من التجارب الموجودة في قطر او الموجودة في اوروبا او الموجودة في شرق اسيا وتجلب فرص عمل وتنتج طاقة كهربائية وتفيدنا في قطاع الزراعة، بالاضافة الى معالجة النفايات الطبية الكميائية التي يفترض أن تعالج في معامل خاصة جدا لتفادي ان تكون هناك اي عوادم سامة عندما تخرج الى الهواء. 

س: أستاذ أحمد، هل ستشارك في وقت الانتخابات؟ 

نعم ان شاء الله، اقل واجب عليّ ان أشارك في اختيار من سيمثل مدينتي عند صنع القرار. واجب الجميع ان يشارك في هذه الانتخابات. فالتغيير و الإصلاح يبدأ من هنا.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا