×

هكذا تغلّب اللبنانيون على حكامهم بالسخرية وخفة الدم

التصنيف: منوعات

2019-11-27  10:10 ص  292

 
ظمأُ اللبنانيين للعيش بكرامةٍ تحت كنف دولة مدنية حضارية خالية من الفساد والمحسوبيات وتقاسُم الحُصص، دَفعهم إلى الإبداع والخلق و"التنكيت" والسخرية والتعبير عن مطالبهم ونوعية الحياة التي يُريدونها، خلال العرض المدني التاريخي الرائع (للمرة الأولى في تاريخ لبنان )، لمُناسبة عيد الاستقلال السادِس والسبعين. فوج الطناجر، مُحامون، أطباء، صيادلة، إعلاميون، مُهندسون، فنانون، مُعلمون، مُغتربون، عسكريون متقاعدون، صِناعيون، زِراعيون، مُحاسبون، تِكنولوجيون، أطفال، طُلاب، أُمهات، آباء، درّاجون، حقوق الانسان، مُبدعون وغيرهم من فئات المجتمع اللبناني، أظهروا للملأ، خلال مرورهم كأفواج في العرض، كم هو راقٍ هذا الشعب، وكم هو مبدعٌ وخلاّق، وكم هو صاحب دعابة ونُكتة حتى في عزّ معاناته، والظريف أيضاً أن المغتربين والمهاجرين اللبنانيين باتوا يُجارون الثوار في "النكات والنهفات".

"فوج الهيلا هيلا هو"، "يا حلاب عطيني مشكل حتى الحكومة تتشكل"، "14 و 8 عملوا البلد دكانة"، "ما في حرب، في مصاري سرقتوها، نهبتوها، أخذتوها ردوها"، والكَثير من الشعارات التي رفعها الثُوار في ساحات الثورة في ذكرى عيد الاستقلال وما بعده، لا تخلو من السخرية. ثوارٌ يتمتعون بخفة الظل والمرح والكوميديا حتّى في أحلك الظروف والأزمات وأكثرها تعقيداً، فهم يجيدون نشر الشائعات بسرعة البرق، حيث أثبتوا أن خفّة الدم صفة يشتهرُ بها عامة اللبنانيين الذين لا يتخلون عن روح الدعابة، وهكذا أصبحت الثورة، أكبرُ حركة احتجاج شعبي تشهدها بلاد الارز ضد الطبقة السياسية الحاكمة، موضع نكات وتهكّم على هذه الطبقة وأدائِها.

مازن مجوز نداء الوطن

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا