×

"فقر الدورة الشهرية" يهدد صحة النساء في لبنان.. دراسة تظهر أرقاماً مقلقة

التصنيف: نسوان

2021-07-17  02:36 م  287

 

الحرة 

تضطر "سمر"، (اسم مستعار)، وهي لاجئة فلسطينية من مخيم مار إلياس في بيروت، إلى تمزيق سروال "جينز" قديم، وتقسيمه إلى أجزاء تتلاءم مع حاجتها لاستخدامها بديلاً عن الفوط الصحية خلال دورتها الشهرية. شأنها شأن "عبير"، لبنانية تعيش في ضواحي بيروت، التي علمتها والدتها كيف تستخدم قطع قماش بدلاً من الفوط أيضاً، وذلك بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الفوط الصحية ومستلزمات النساء خلال الدورة الشهرية، في ظل الانهيار الاقتصادي الكبير الذي يضرب البلاد.

"عبير"، ما عادت تتوجه إلى مدرستها خلال دورتها الشهرية، بسبب الإحراج الذي قد ينتج عن تخليها عن الفوط، وقد رضخت عائلتها للأمر الواقع بسبب عجزها بمدخولها المحدود، عن تأمين حاجات ابنتهم الخاصة، وسط عجزهم عن تأمين الطعام والأولويات الأكثر إلحاحاً في هذه الظروف التي يمر بها لبنان. 

"فقر الدورة الشهرية"

تبدلت طريقة تعامل كل فتاة وامرأة في لبنان مع دورتها الشهرية ومستلزماتها، بحسب وضعها المعيشي وظروفها المادية، لكن الثابت أن 76 بالمئة منهن يعانين من صعوبة في الوصول لمنتجات الدورة الشهرية بسبب الزيادة الحادّة في الأسعار الناتجة عن الأزمة الاقتصاديّة وانهيار العملة اللبنانية، وذلك بحسب دراسة إحصائية وطنيّة نفذّتها منظمة "في-مايل" بالشراكة مع منظمة "PLAN international". 

الدراسة هي الأولى من نوعها في لبنان مبنية على إحصاءات وأرقام تكشف لأول مرة، وتسلط الضوء على واقع "فقر الدورة الشهرية" في لبنان، وهو مصطلح يشير إلى عدم قدرة النساء والفتيات على الوصول إلى ما يلزمهنّ من مستلزمات نظافة شخصيّة أثناء فترة الحيض.

وهدفت الدراسة، التي أجرتها شركة Statistics Lebanon ltd بتكليف من الجمعيتين، إلى تحديد العوامل المؤثرة على إدارة الدورة الشهرية لدى النساء والفتيات، وإلى فهم تداعيات الأزمة الاقتصادية والصّحية لناحية توفرّ المنتجات الصحية والسلوكيات المتبعة، وقد شملت 1800 أنثى تم الاتصال بهن عبر هاتف، وتراوحت أعمار المشاركات في الدراسة ما بين 12 و45 سنة، وقد تم تقسيمها إلى ثلاث فئات عمرية: 12-18سنة، 19-30 سنة و31-45 سنة، موزعين على مختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف المستويات الثقافية وفئات الدخل، وشملت 1200 أنثى لبنانية، 400 أنثى سورية و200 أنثى فلسطينية. 

وتقول المديرة التنفيذية بالشراكة في منظمة "في-مايل"، علياء عواضة، إن "فقر الدورة الشهرية أصبح للأسف واقعًا في لبنان، وله الكثير من التأثيرات السلبية والضرر المباشر على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات." مع الإشارة إلى أنّ هذا الموضوع ينتقص من كرامة النساء الإنسانيّة ويؤدّي إلى عدم شعورهنّ بالأمان أثناء فترة حيضهنّ".

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا