×

قصص الأنبياء قصة سيدنا يعقوب عليه السلام :

التصنيف: ثقافة

2023-04-07  11:51 م  1130

 

 

- نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام

هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وهو المسمّى بإسرائيل، لانتساب بني إسرائيل إليه، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى:
(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)،[ آل عمران: 93].

امتدحه الله -سبحانه- في القرآن الكريم فقال فيه: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّن الصَّالِحِينَ*وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)، [الصافات،: 112-113]

وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- امتدحه بقوله: (الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلامُ).[ رواه البخاري، في صحيح البخاري].

- قوم يعقوب :

يعقوب عليه السلام هو إسرائيل المذكور في القرآن الكريم
تحدث كتاب: "بنو إسرائيل هم أبناء يعقوب عليه السلام إلى يوم القيامة" عن اتّفاق المفسّرين على أنّ يعقوب -عليه السلام- هو إسرائيل الذي ذُكر في القرآن الكريم، وبنو إسرائيل في زمن يعقوب -عليه السلام- جاء من نسلهم بني إسرائيل، وهم ذاتهم الموجودون في هذا الزمان، فهم من نسل أبناء يعقوب -عليه السلام- الإثني عشر.

- ولادته :

ذكر أهل الكتاب أن سيدنا إسحاق عليه السلام تزوج في حياة أبيه من رفقا بنت ثبوائيل، وقد كان عمره أربعين عامًا عندما تزوج.
وكانت زوجة إسحاق عاقرًا، فحملت بعد أن دعا الله لها، فأنجبت غلاميين توأمين، الأول اسمه عيصو، ويسمى عند العرب العيص، وإليه يُنتسب الروم، والثاني سُمِّي يعقوب، لأنه خرج وهو آخذ بعقب أخيه، وإليه يُنتسب بنو إسرائيل.

- نشأته وسبب ذهابه إلى خاله :

ذكر أهل الكتاب أن يعقوب -عليه السلام- شبّ وكبُر مع والده إسحاق -عليه السلام- في فلسطين، أرض الكنعانيين، و أنه لما كبر سيدنا إسحاق، طلب من ابنه العيص أن يصطاد له ويطبخ، كي يدعو له ..
فطلبت أمه رفقا من يعقوب أن يذبح جديين، ويصنع منهما طعامًا لأبيه، ويقدمه له قبل أخيه ليحظى بدعاء أبيه ..
فلما أكل إسحاق، دعا ليعقوب أن يكون أكبر إخوته قدرًا، وأن تكون كلمته عليهم، وأن يكون كثير الرزق والولد، معتقداً أنه العيص لضعف بصره ..
ثم جاء العيص بما أمره به والده، فقال له: ألم تأتنِ به ودعوت لك؟
فعلم العيص عندها أن أخاه يعقوب قد سبقه إلى ذلك، وذكروا أن العيص توعد يعقوب بالقتل، فطلبت رفقا من ابنها يعقوب أن يذهب إلى خاله لابان بأرض حران، حتى يذهب غضب أخيه عليه، وأمرته أن يتزوج من بناته.

- زواج سيدنا يعقوب :

عندما وصل يعقوب عليه السلام إلى أرض حران كان عند خاله ابنتان : الكبرى اسمها ليا، والصغرى اسمها راحيل، فخطب راحيل وكانت أجمل وأحسن من أختها ليا، لكن خاله اشترط عليه أن يرعى غنمه لمدة سبع سنين مقابل زواجه من ابنته.

وعندما انقضت مدة رعي يعقوب لغنم خاله وكانت سبع سنين، زفَّ إليه ابنته الكبرى ليا بدلًا من راحيل التي خطبها وقال له: لا نزوج الصغرى قبل الكبرى، واشترط عليه رعي غنمه سبع سنوات أخرى، في حال أراد الزواج من الصغيرة راحيل.
وبعد أن انقضت السبع سنين الأخرى تزوج يعقوب -عليه السلام- من ابنة خاله الصغرى راحيل وجمعها مع أختها وكان ذلك شائعًا في وقتهم ثم نُسخ في التوراة .
وقد وهب خاله لابان لابنته الكبرى جارية اسمها : زلفا
ووهب لابنته الصغرى جارية اسمها : بلها.
وذُكر أنّ زوجة سيدنا يعقوب راحيل هي التي أنجبت ولديه يوسف -عليه السلام- وبنيامين.

- دعوة زوجة يعقوب عليه السلام بالإنجاب :

كانت ليا أول من ولدت ليعقوب فأنجبت أربعة أولاد
أما راحيل فكانت لا تحبل، فغارت منها، فوهبت جاريتها لزوجها، فولدت له غلامين ..
ثم وهبت ليا جاريتها زلفا ليعقوب وولدت له غلامين أيضًا ثم ولدت له ليا غلامين وبنتًا، فأصبح عندها سبعة أولاد من يعقوب فطلبت راحيل من الله تعالى أن يرزقها غلامًا من يعقوب.

- مولد سيدنا يوسف عليه السلام :

بعد أن طلبت راحيل من الله تعالى أن يرزقها غلامًا من يعقوب استجاب لدعائها فحملت من يعقوب -عليه السلام- وولدت له يوسف -عليه السلام- وكان شديد الحسن والجمال.

- حزنه على فراق يوسف :
جاء في كتاب: "قصة يوسف عليه السلام" أن يوسف عليه السلام ابن يعقوب عليه السلام كان أحبّ أولاده إليه، وأعلاهم منزلةً في قلبه، فأراد الله تعالى أن يبتلي صبره بفراق ولده مدّةً طويلةً من الزمن.
وابيضت عيناه من الحزن على يوسف، وظل غياب يوسف ما يقارب أربعين سنة، أو ثمانين سنة، وقيل غير ذلك ..
وكان سيدنا يعقوب -عليه السلام- في كلّ هذه السنوات صابراً محتسباً، فلم يفقد الأمل بعودة ولده، ولم يقنط من رحمة الله تعالى.

- دعاءه واستجابة الله بعودة يوسف إليه :
يقول المفسرون :
أن سيدنا يعقوب عليه السلام بقي أعمى أربعين سنة، يبكي بالليل والنهار !
شيخ كبير، أعمى، فقد ولديه، محزون، ومهموم، ومكروب، يبكي ليلاً ونهاراً ويقول :
﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾
هذه الآية لها وقعٌ خاص في القلب
كانت إذا قرأها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في صلاة الفجر يبكي، فيبكي الناس .
وسيدنا عمر رضي الله عنه كان إذا قرأ هذه الآية يعرف الناس أنه سيتوقف ويبكي، فيبكي الناس .
﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾

وفي ليلة من الليالي وسيدنا يعقوب في السجود يبكي و يقول :
يا ربّ، أما ترحم ضعفي ؟ أما ترحم شيبتي ؟ أما ترحم كِبَر سني ؟ أما ترحم ذُلّي ؟ أما ترحم فقري ؟

قال تعالى : ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
فأوحى الله إليه :
( يا يعقوب، وعزتي وجلالي، وارتفاعي على خلقي، لو كان يوسف ميتاً لأحييته لك )
ثم جاءته البشرى في اليوم الثاني
فقال : ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ .

- عودة يعقوب عليه السلام إلى أهله :

بعد أن أقام يعقوب عليه السلام في أرض حران عشرين سنة أوحى إليه الله تعالى بأن يعود إلى قومه ووعده بأن يكون معه، فسار بأهله قاصدًا جبال ساعير ثم مر على أورشليم وضرب فسطاطه فيها، وبنى البيت المقدس هناك بأمر من الله تعالى، وبعد ذلك ولدت راحيل ولدًا ثانيًا هو بنيامين وماتت بعد ولادته فدفنها يعقوب في بيت لحم.

- إقامة يعقوب وأبيه في أرض كنعان :

ثم جاء يعقوب إلى والده إسحاق وأقام عنده في أرض كنعان في قرية تدعى حبرون التي كان يسكن فيها إبراهيم عليه السلام.

- وفاة سيدنا إسحاق عليه السلام ثم يليه سيدنا يعقوب :

ثم مرض إسحاق عليه السلام ومات وعمره مائة وثمانين سنة، وقام ولداه العيص ويعقوب بدفنه مع أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام ..
وقد أقام يعقوب عليه السلام في أرض كنعان حتى وصل عمره مائة وثلاثين سنة
ثم أقام في مصر سبع عشرة سنة عند يوسف عليه السلام
ثم توفي عليه السلام .
وكان قد أوصى أن يدفن مع أبيه وجده ..
فحمله يوسف إلى بلاد الشام ودفنه حيث دفن أبوه إسحاق وجده إبراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام .

#درر_النابلسي

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

تابعنا